معركة نهر الدم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الزمان/25 صفر 12هـ

 

المكان/قرية \'أليس\' بالشاطئ الغربي للفرات.

 

الموضوع/المسلمون بقيادة خالد بن الوليد يقضون على التحالف الصليبي المجوسي.

 

الأحداث/

كان لصدى انتصار المسلمين في معركة \'الولجة\' على الفرس ومن عاونهم من نصارى العرب في العراق أثر بالغ في نفوس نصارى العراق في الولجةº خاصة أنه كان بين قتلى الولجة ابني زعيمين كبيرين منهما، وهذان الزعيمان هما \'جابر بن بجير\' و \'عبد الأسود\'، وعندما قررا الانتقام لما جرى لهم بالولجة تجمعوا بأعداد كبيرة، واستغاثوا بكسرى، وطلبوا منه الإمداداتº فانتعشت آمال كسرى، وفرح بكتاب النصارى من \'أليس\' وكتب لقائده الكبير \'بهمن جاذويه\' ـ وكان لا يزال في المنطقة بعد هزيمة الولجة وغلطته العسكرية التي أبعدته وجيشه عن ميدان القتال ـ فأمره كسرى أن ينضم للنصارى في \'أليس\' للصدام مع جيش المسلمين. ويتوجه \'بهمن جاذويه\' إلى \'أليس\'، وفي الطريق يعود بهمن للمدائن لأمر هام، ويترك قيادة الجيوش للقائد \'جابان\' الذي كان عاملاً محنكًا، ولكن شخصيته ضعيفة.

 

* كانت الإمدادات الفارسية أقرب إلى منطقة أليس من جيوش المسلمين، واصطف أمام جنود التحالف المجوسي الصليبي، وصادف وصول خالد وجيشه أن الجيوش الفارسية والصليبية قد أعدوا طعام الغذاء وجلسوا للطعام، وعندها أمرهم القائد العام \'جابان\' بأن يتركوا الطعام ويستعدوا للصدام مع المسلمين، ولكن الغرور والكبر داخلهمº لأن تعدادهم كان يفوق المائة والخمسين ألفًا! وخالفوا أمر قائدهم الأعلى، ثم خالفوه مرة أخرى عندما أمرهم بأن يضعوا السم في الطعامº فإذا ما انتصر المسلمون وأكلوا من هذا الطعام ماتوا! ولكنهم اغتروا وتكبروا وظنوا أنهم لا يُغلبون.

 

* عندما رأى خالد وجنوده هذا الغرور والكبر من جنود التحالف أصدر أوامره بالهجوم مباشرة عليهم، وبدأ القتال الذي صار ينتقل من حال إلى أشد منه لقوة الحقد والحسد الصليبي على المسلمين، وكذلك صبر الفرس، طمعًا في وصول القائد بهمن جاذويه بالإمدادات من المدائن، ولقي المسلمون مقاومة عنيفة منهم، وعندها نذر خالد لله فقال: \'اللهم إن لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدًا قدرنا عليه حتى أ جري نهرهم بدمائهم! \' وازدادت قوة المسلمين في القتال، خاصة مسلمي بكر بن وائلº حيث كانوا أشد الناس على نصارى قبيلتهم، ولم يطل الأمر حتى انتصر المسلمون، فأمر خالد بإمساك الأسرى، وأخذهم عند نهر أليس، وسد عنه الماء، ومكث لمدة يوم وليلة يضرب أعناقهم حتى يجري النهر بدمائهم كما نذر لله، وعندما لم يجر النهر بدمائهم قال القعقاع بن عمرو لخالد: \'لو أنك قتلت أهل الأرض جميعًا لم تجر دماؤهم! فأرسل الماء على الدماء فيجري النهر بدمائهم\' ففعل خالد ذلك، فسمي النهر يومها بـ \'نهر الدم\'، وقتل يومها أكثر من سبعين ألفًا من جنود التحالف الصليبي المجوسي.

 

* الخبر يصل للخليفة أبو بكر، فيقول كلمته الشهيرة: \'يا معشر قريش! عدا أسدكم [يعني خالدًا] على الأسد [يعني كسرى والفرس] فغلبه على خراذيله [أي على فريسته]º أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد! \'.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply