توسعة المسجد النبوي


بسم الله الرحمن الرحيم

 الزمان/ 2 ربيع أول سنة 88 هـ.

 

المكان/ المدينة النبوية.

 

الموضوع/ الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك يأمر بتوسيع المسجد النبوي..

 

يعتبر الوليد بن عبد الملك بن مروان من أقوى خلفاء بني أمية، ذلك لأنه ورث ملكًا ثابتًا قويًا من أبيه عبد الملك بن مروان الذي قضى معظم خلافته في القضاء على الثورات الداخلية والحركات المناوئة، خاصة حركة ابن الزبير، فلما جاء عهد الوليد بن عبد الملك انصرفت همته ناحية العمران والبناء والتشييد، ووضع لبنات الحضارة القوية، واهتم بتوسيع رقعة الدولة الإسلامية، وحدث في عهده فتوحات عظيمة.

 

- وكان من أهم ما يتميز به الوليد بن عبد الملك حبه لعمران المساجد وإقامتها، وكفى به مفخرة أنه باني المسجد الأموي في دمشق الذي كان أحد الأعاجيب في زمانه، وفي شهر ربيع أول سنة 88 هـ أمر الوليد بن عبد الملك وليه على المدينة، وكان ابن عمره وصهره الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز أن يوسع المسجد النبوي، وذلك بإضافة حجر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويوسعه من كل الجهات حتى تكون مساحة المسجد مائتي ذراع في مائتي ذراع، وذلك بشراء مساكن جيران المسجد إن رضوا بذلك، وإلا يأخذ مساكنهم بالقوة ويعطيهم ثمنها بالعدل، واحتج بفعل الخليفتين عمر وعثمان.

 

- لم يكن من عادة عمر بن عبد العزيز أن يقطع أمرًا دون أن يستشير الفقهاء والعلماء، فجمع عمر الفقهاء العشرة في المدينة، وسألهم عن رأيهم في ذلك، فشق عليهم ذلك وقالوا: \'هذه حجر قصيرة السقوف وسقوفها من جريد النخيل، وحيطانها من اللبن، وعلى أبوابها المسوح، وتركها على أحلها أولى ليعتبر بها الناس والزوار، ويروا كيف كان يعيش نبيهم - صلى الله عليه وسلم -º فيزهدوا في الدنيا، ويعرفون أن هذا البنيان العالي إنما هو من أفعال الفراعنة والأكاسرة! \'، فأرسل عمر بن عبد العزيز هذا الخطاب للوليد بن عبد الملك، فأعاد عليه الوليد الأمر، وألح عليه فيه، فلم يجد عمر بن عبد العزيز بُدًا من تنفيذ الأمر.

 

- لما شرع عمر والعمال في هدم جدران المسجد صاح الناس، وبكى بنو هاشم كيوم وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأجاب كل من كان جارًا للمسجد وباع ملكه لتوسعة المسجد، وأرسل الخليفة الوليد بأموال كثيرة، وعمال أكثر لعملية التوسيع، وأثناء الحفر للحائط الشرقي لحجرة عائشة بدت قدم، فخشوا أن تكون قدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى تحققوا أنها قدم عمر بن الخطاب، وانتهى البناء، وقد أدخلوا الحجرات داخل المسجد.

 

- ومما هو جدير بالذكر أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرة عائشة بالذات داخل المسجد لأنه خشى أن يتخذ القبر مسجدًا، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حذر من اتخاذ القبور مساجد، وكان ذلك من فقه سعيد بن المسيبº لأن الصوفية بعدها شوشوا على الناس في مسألة اتخاذ القبور مساجد، واحتجوا بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply