مأساة بئر معونة المصائب تتوالى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الزمان/ 15 صفر 4 هـ.

 

المكان/ بئر معونة بين حرة بني سليم وبني عامر جنوب شرق المدينة.

 

الموضوع/ الأعراب يفتكون ببعث النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجد.

 

الأحداث: جاء أحد سادة الأعراب ـ ويدعى \'أبو براء عامر بن مالك [ملاعب الأسنة]\' ـ للمدينة، واجتمع مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعاه النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى الإسلام فلم يسلم، ولم يظهر عداوة، ثم أشار على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرسل معه مجموعة من الصحابة يدعون لدين الله في أهل نجد، فتردد النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبول ذلك خوفًا من غدر الأعراب، فقال له أبو البراء: \'إني جار لهم\'، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعين من فضلاء الصحابة من القراء والمعلمين، يقودهم المنذر بن عمرو.

 

- واصل الصحابة سيرهم، يحتطبون بالنهار، ويتدارسون القرآن ويصلون بالليل، حتى وصلوا إلى منطقة \'بئر معونة\' في أرض بني عامر، فأرسلوا مبعوثًا عنهم ـ هو حرام بن ملحان ـ إلى زعيم بني عامر عدو الله عامر بن الطفيل، فأعطاه حرام كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم ينظر فيه، وأشار لرجل من خلف حرام فطعنه بحربة من ظهره فخرجت من صدره، فعندما رأى حرام الدماء تخرج من صدره أخذه ووضعه على وجهه، وصاح قائلاً: \'الله أكبر! فزت ورب الكعبة\'، فعندها قال قاتله ـ واسمه \'جبار بن سلمى\': \'بماذا فاز وقد قُتل؟! \' وكانت هذه الكلمة سببًا في إسلامه.

 

- وعندها استنفر عدو الله عامر بن الطفيل بني عامر لقتال الباقين من الصحابة، فلم يجيبوه من أجل جوار أبي براء، فاستنفر بني سليم فأجابته قبائل عصية ورعل وذكوانº فجاءوا بأعداد كبيرة، وقاتلوا أصحاب النبي، وكان القتال غير متكافئ، فقُتل كل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

 

- كان في سرح الصحابة ـ أي على خيلهم ـ رجلان: عمرو بن أمية الضمري، والمنذر بن عقبةº فرأوا الطيور تحوم حول المعسكر، فشكّوا في الأمر، فعادوا سريعًا ليجدوا الصحابة قتلى ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا يزال الكفار موجودين، فاشتبكوا معهم، فقُتل المنذر بن عقبة، وأُسر عمرو بن أمية، ثم أطلقه عدو الله عامر بن الطفيل عن رقبة كانت على أمه، فخرج عمرو بن أمية، فذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبره بالحادث، وفي الطريق يقتل رجلين من بني عامر كان معهما أمانًا وعهدًا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو لا يدري بذلك الأمان، ظنًا منه أنه قد أخذ بثأره من بني عامر، وكان ذلك سببًا فيما بعد بغزوة بني النضير ـ كما سيأتي في أحداث شهر ربيع الأول من نفس العام إن شاء الله ـ.

 

-الرسول صلوات الله وسلامه عليه يتألم بشدة لمقتل أصحابه، ولقد قال الواقدي أن خبر بئر معونة وخبر الرجيع جاءا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفس الليلة! فازداد حزنه وغمه، وظل يدعو على القبائل الغادرة لمدة شهر، حتى نزل القرآن ينهى عن ذلك، وأيضًا نزل قرآن نسخ فيما بعد عن هذه الحادثة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply