يكاد المؤرخون أن يجمعوا، وكذلك الباحثون في تاريخ الفكر الإسلامي على أن ما قام به الخليفة العباسي محمد بن هارون (المعتصم) من استجلاب عناصر من أجلاف الترك والديلم ومن بدوهم الرحل، كان له آثار سلبية على التحضر الإسلامي، وأبعدت العرب - وهم جزء مهم في تركيبة الدولة - عن الفعل السياسي[1] وكان هذا الاستجلاب بداية تدخل العسكر في أمور الدولة وتسلطهم على الخلفاء الذين غدوا ألعوبة بين أيديهم كما قال الشاعر:
خليفة في قفص بين (وصيف) و (بـغا)
يقول ما قالا له كـما تقـول الببـغا
وصف الإمام الطبري هؤلاء العساكر فقال: \"ذلك أنـهم كانوا عجماً جفاة\"[2]، ووصفهم الجاحظ بأعراب العجم \"فحين لم تشغلهم الصناعات والتجارات والفلاحة والهندسة، ولا شق أنـهار، ولا جباية غلات، لم يكن همهم غير الغزو والغارة والصيد وركوب الخيل\"[3]، والحقيقة أنـهم يجهلون أمور الدين وأمور الدولة، وليس لهم ذلك العقل الذي راضه الإسلام، ولا القلب الذي هذبه الدين، وقد تأذى منهم أهل بغداد لأنـهم يركضون الخيل في الشوارع فتطأ الشيوخ والأطفال والنساء، وكانت شكاوى الناس سبباً دفع المعتصم لبناء مدينة سامراء ونقل هؤلاء الجنود لها.
ومنذ أن تسلط هؤلاء على أمور الدولة عاشوا على الانقلابات وعسكروا الدولة الإسلامية[4]، ومع الأسف عدنا في تاريخنا الحديث إلى الديكتاتورية العسكرية التي زرعت الخراب والدمار في البلاد التي حكمتها، وفي ظلها كانت هزيمة 1967 م، وكارثة 1991 م.
إن تاريخنا المعاصر لم يجلب عناصر من الخارج ولكنه جلب عناصر من الداخل، من أوباش الناس وسقطهم، فهذه هي الحماية الوحيدة لهذا النوع من الحكام الذين تنكبوا عن جادة الحق وقلبوا ظهر المِجَنّ لهوية أمتهم واستمروا في الانحياز لمعسكر الأعداء والرضوخ لمطالبهم التي لا تنتهي.
اتخذ المعتصم هذا القرار لظنه أن هذه العساكر ستكوّن له عصبية داخلية يحمي بـها دولته، خاصة والصراع بين أخويه الأمين والمأمون كان واضحاً أمامه ولم يغب عن ذاكرته، والدول تبحث عن كتلة تؤيدها وتحميها وقد تكون هذه الحماية من القبائل والعشائر، وقد تكون أحزاباً ومؤسسات كما في بعض الدول المعاصرة، أما عصبية الدولة الإسلامية فهي قائمة على لحمة الدين والشرعية الإسلامية والطاعة بالمعروف، والدولة العباسية وإن احتفظت بالشرعية الإسلامية ولكنها لم تستطع صهر العناصر التي تتكون منها الأمة في بوتقة واحدة، وقد أدرك المعتصم متأخراً فشل خطته والخطأ الشنيع الذي ارتكبه، فقد ذكر ابن الأثير في تاريخه عن إسحاق بن إبراهيم أن المعتصم قال له: \"نظرت إلى أخي المأمون وقد اصطنع (اتخذ وقرب إليه ولاة يثق بـهم) أربعة فأفلحوا: طاهر بن الحسين وابنه عبد الله، وأنت وأخوك، وأنا اصطنعت أربعة فلم يفلح أحد منهم: الأفشين وأشناس وأيتاخ ووصيف[5]، فقلت: يا أمير المؤمنين: نظر أخوك إلى الأصول فاستعملها فأنجبت فروعها، واستعملت فروعاً فلم تنجب إذ لا أصول لها\"[6].
من نتائج هذا الإبعاد للعرب:
كان من نتائج ابتعاد المسلمين في المنطقة العربية عن ممارسة السياسة بمعناها الصحيح، وبمعناها العلمي الحضاري، وبكل أبعادها التي تصب في مصلحة الفرد والمجتمع، أن فقدت هذه الشعوب الثقة بنفسها، وفقدت الحس التاريخي والاستراتيجي، وعاشت المدن كما يقول ابن خلدون: (عيالاً على غيرها في الحماية)، فالمجتمع الحضري بوجهيه المديني والريفي لم يعد يملك مصيره السياسي، وصارت المدن تستدعي الغريب أو العسكر لحمايتها، \"وبعد أن اختل أمر مصر بعد كافور الأخشيدي (357 هـ) كتب جماعة من أعيانـها ورجال الدولة فيها إلى أبي تميم الملقب بـ (المعز الفاطمي) يطلبون منه عسكراً ليسلموا إليه إدارة البلاد المصرية\"، وفي مصر أيضاً وبعد انسحاب الحملة الفرنسية في نـهاية القرن الثامن عشر الميلادي حدث فراغ سياسي (كما يقال اليوم) فما كان من زعماء الشعب وعلماء الأزهر إلا أن فوضوا أمور الحكم إلى عسكري ألباني أمي جاء مع كتيبة صغيرة لمساعدة المصريين في مقاومتهم للاحتلال الفرنسي، وكما هي العادة فقد حول هذا العسكري الأمي الدولة إلى ديكتاتورية وراثية.
وفي هذا العصر نستطيع أن نقول: إن شعوب المنطقة العربية من أكثر الشعوب كلاماً في (السياسة) بمعناها الظاهري، ومن أبعد الناس عن الممارسة أو المشاركة في السياسة الحقيقية، بل نراها في كثير من الأحوال تلقي بزمام نفسها إلى زعمائها الذين يفرضون أنفسهم عليها، بل وتُستخفَّ أحياناً فتطيع وكأنـها مسلوبة الإرادة، وقد أظهرت حرب الخليج الثانية مدى الهشاشة في البنى السياسية وفي النظرة إلى واقع الأمة ومعرفة الصديق من العدو، ومعرفة أحابيل السياسة الغربية وأهدافها، كشفت هذه الحرب عن الهوة السحيقة التي وقعت فيها الشعوب حيث أصغت للدجل السياسي وللحكومات التي حاولت زرع الحقد والتعصب الإقليمي.
عودة إلى الجذور:
هل للعرب صفات مركوزة في طباعهم لا يقدرون على تأسيس الدول والاجتماع على صيغة سياسية كما يصفهم ابن خلدون بأن من عوائدهم \"الخروج عن ربقة الحكم، وعدم الانقياد للسياسة\" وأن \"العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك\" وأن \"العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية\" وهم متنافسون في الرياسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته، إلا في الأقل وعلى كره من أجل الحياء، فيتعدد الحكام منهم والأمراء، وتختلف الأيدي على الرعية فيفسد العمران..\".
لاشـك أن ابن خلدون يتحدث هنا في الغالب عن (الأعراب) أو من قرب منهم أوحديث عهد ببداوة من أهل الحضر، وليس عن جنس العرب، فالكلام عن طبائع مركوزة مسـتقرة لا تتغير ليس كلاماً علمياً، فكل شـعب له خصائص ومزايا ((وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا))، والعرب إذا حسبت مزاياهم فإنـهم يتفوقون في كثير من الصفات (الفردية) على غيرهم ففيهم الذكاء والحيوية والصفات الخلقية العالية، ولكن إذا كانوا في تأسيس الدول وسياسة الملك كما ذكر ابن خلدون فما الذي يغيرهم وينقلبون إلى طبيعة أخرى ويحصل لهم الملك؟ لابد أن نعود إلى البداية، فالعرب قبل الإسلام - وخاصة عرب الشمال - كانوا قبائل متفرقة، ليس لهم دولة، والذين في أطراف الجزيرة كانوا خاضعين للفرس أو الروم، كان المجتمع العربي طاقات معطلة لا تستطيع إنتاج حضارة، كان العربي - رغم مزاياه الشخصية - مشغولاً بأمور دنيوية بسيطة، وفي ثقافته يجري مجرى آبائه ويحيا بالتقليد.
جاء الإسلام وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دولة، وتعلم الصحابة دروس السياسة والإدارة من خلال هذه الدولة، وحتى يستفاد من الدولة لابد من استقرارها في المكان، واستمرارها في الزمان، والتعبير القرآني عن المدن بـ (القرى) ذو دلالة واضحة، فهو مشتق من القرار والاستقرار، وعنه يتولد الأمن والأمل والعمل، والبداوة المترحلة مناقضة لهذا كله، سواء البداوة العربية (الأعراب) أو بداوة العجم، ولذلك شجع الإسلام على الانتقال من البدو إلى الحضر والاستقرار في القرى والمدن.
وكانت الهجرة إلى المدينة واجبة قبل فتح مكة، والمسلم الذي لا يهاجر ليس له من المميزات ما للمسلم المهاجر، ففي الاستقرار تبدأ دورة الحضارة، حضارة التوحيد والعلم، ونشر الإسلام وهداية الناس \"فالبدو الحقيقيون لا ينشئون دولاً، فمن الضروري أن تصبح نسبة معينة من السكان حضرية لكي يمكن الوصول إلى مستوى معين من التنظيم السياسي\"[7].
وقد وصف القرآن الكريم الأعراب بأنـهم أشد كفراً ونفاقاً، أي أشد كفراً ونفاقاً من أمثالهم من أهل الحضر، وذلك لبعدهم عن العلم والتهذيب، كما وصفهم بأنـهم أجدر بالجهل لأنـهم بعيدون عن العلم في الحواضر \"وليس هذا ناتجاً عن ضعف أفهامهم، أو بلادة أذهانـهم، فقد كانوا مضرب الأمثال في قوة الجنان وذرابة اللسان\"[8]، ولكنها البيئة البدوية، وفي الحديث عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"من سكن البادية جفا\"[9]، كما أنه لا يجوز للمسلم بعد أن هاجر أن يرجع إلى البادية كما في قصة سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -عندما دخل على الحجاج فقال له: يا ابن الأكوع: ارتددت على عقبيك؟ وبدوت، قال: لا ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لي في البدو\"[10]، فهذا الصحابي يعتذر عن رجوعه إلى البادية بإذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولولا هذا ما أقام فيها. وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -أن أعرابياً بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأصاب الأعرابي وعَكَ بالمدينة، فجاء الأعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله: أقلني بيعتي فأبى، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"إنما المدينة كالكير تنفي خبثها، وتنصع طَيّبها\"[11].
إن القرآن الكريم وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا تذم البدو كأفراد ولكن تذم ظاهرة البداوة لما فيها من القسوة والجفاء، وهي نمط عيش قد يتغير وليس ثابتاً، وكلما قرب البدو من الحضارة كانوا أقرب للمدح، كما مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبائل أسلم وغفار ومزينة التي كانت تعيش ما بين المدينة ومكة، بينما نرى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يصف المغرقين في البداوة بأنـهم أهل كِبر وخُيلاء.
ومن أبرز الشواهد على هذا الاتجاه في الإسلام، اتجاه الاستقرار الحضري، سواء في الريف أو المدن، لتأدية رسالته على أكمل الوجوه تأكيد القرآن على أن جميع الرسل الذين اختارهم الله - سبحانه وتعالى - هم من أهل الحضر ((وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى)) [يوسف:109]، وذكرت مكة بأنـها (أم القرى) ومن فقه عمر - رضي الله عنه -أنه أمر ببناء المدن في العراق والشام ومصر وشمال أفريقيا، ولا يزال بعضها باقياً إلى اليوم. يقول الدكتور شاكر مصطفى: \"إن الحضارة الإسلامية بنت ما بين مشارق الأرض ومغاربـها، ما بين أرض الهند وتركستان والأندلس ثلاثمائة مدينة، لا يزال أكثر من ثلثيها مراكز مدنية كبرى وصغرى، وندر في التاريخ أن بنت أمة هذا العدد من المدن\"[12].
الإسلام هو الذي صهر العرب حاضرهم وباديهم في بوتقة واحدة، في ظل قيادة الحاضرة (قريش) وجعلهم أمة تحمل رسالة، والناس الذين لا يحملون رسالة ليسوا أحياء بل (مخلوقات حية) قد تكون القبيلة العربية على درجة نادرة من الذكاء والفتوة، وعلى درجة عالية من الشجاعة والكرم، ولكن ذكاءها إذا لم يهتد بنور الوحي، ستنفقه في مقتضيات العيش.
كان العرب في حالة سكون وتشرذم، ولكن الإسلام بتشريعه الخالد الملائم للفطرة المتجدد دائماً هو الذي نقلهم، وينقل الإنسان من حالات البدائية إلى حالات التحضر والتمدن، عندما تسيطر على الإنسان أنماط ساذجة من الأساطير والخرافات والامتثال للتقاليد بشكل صارم يفقد القدرة على الإنتاج، جاء الإسلام ووضع العرب ووضع الناس كلهم في حالة اتزان واعتدال وقدم لمعتنقيه موازين ليتعرفوا دائماً على الصواب ((ولا تقف ما ليس لك به علم )) [الإسـراء:36] ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)) [البقرة:111]، انتقد الإسلام هذه النـزعة الجمودية عند العرب (والأعراب خاصة)، ((قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا)) [يونس:78]، ((بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون)) [الزخرف:22]، ((أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)) [البقرة:170]، فالبدوي يعيش كما عاش آباؤه، وهو إذ يقاوم التغيير والتجدد لا يقاومه عن غباء ولكن لشعوره بأن البداوة حرية وعدم تقيد، وأن كيانه مرتبط بتقاليده.
العرب والإسلام:
عندما يضعف أثر الدين يعود العرب إلى قبيلتهم وتعود مقولة ابن خلدون لتنطبق عليهم (العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية)، كان اليهود في المدينة يضربون على الوتر الحساس عند العرب، وتر العصبية الجاهلية فيفرقون بين الأوس والخزرج وهم يتفرجون، ويزدادون ثراء، ولكن لما جاء الإسلام لم يستطيعوا خداع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحبه وكانت النتيجة أن أخرجوا من المدينة، وعندما هاجت العصبية العربية الجاهلية في الأندلس كان من نتائجها أن أخرج المسلمون من البلاد التي فتحوها واستقروا فيها ثمانية قرون.
وعندما ضعف أثر الدين، وتخلى بعضهم عنه خرجت شعوب المنطقة العربية بعد الحرب الكونية الأولى وهي من أكثر الشعوب التي أصابـها الغبن والظلم من الدولتين الباغيتين: بريطانيا وفرنسا، واستطاع جاسوس محترف (لورنس) أن يتلاعب بمن يسمون أنفسهم زعماء الثورة العربية، واستخدم لورنس مئات البدو ليضرب بـهم الدولة العثمانية، وانخرط الضباط القوميون في هذا الاتجاه وتحالفوا مع الإنكليز ليقيموا مشروعهم القومي كما يزعمون، ففشلوا فشلاً ذريعاً[13]، وخدعوا بمعسول الكلام من الساسة الإنكليز كما جاء في رسالة جورج الخامس إلى العرب: \"إن حكومة ملك بريطانيا قررت أنه عند انتهاء الحرب ستجعل من بين شرائط الصلح أن تكون شبه جزيرة العرب ترفل في ثياب الحرية، وتعلن الحكومة البريطانية للملأ أنه ليس في نيتها أن تقوم بأعمال حربية ضد بلاد العرب\"[14].
ومن أمثلة انخداعهم أنـهم وضعوا آمالهم بعد الحرب الأولى في مبادئ (ويلسون) ومنها حق تقرير المصير للشعوب، ومن الطبيعي أن ويلسون هذا انحاز إلى الأوربيين في تقسيم البلاد العربية بعد مؤتمر باريس.
عندما يتخلى العرب عن الإسلام ندرك سبب هذه الأوضاع المتردية وهذا التشرذم والاحتراب الداخلي، وتبديد الثروات في سياسات خرقاء جعلت بلاداً مثل الجزائر وليبيا والعراق فقيرة في حين أنـها كانت من أغنى دول العالم الثالث.
عندما يتخلى العرب عن الدين يصبحون سعاة بريد عند قادة الاستعمار الغربي كما قام بـهذه المهمة الشريف غالب بن مساعد شريف مكة في صلته بأمير العساكر الفرنساوية (نابليون) أيام حملته على مصر[15].
\"إن العرب كانوا مخطئين في جميع ميادين حياتـهم السياسية والاجتماعية لما تركوا الإسلام الذي نـهض بـهم من قبل\"[16]
-----------------------------
[1] - استمرت الحضارة الإسلامية في تألقها في الجانب العلمي والاجتماعي، فالعلم بشتى تخصصاته لم يساير السياسة في تدهورها، وهذه من خصائص هذه الحضارة.
[2] - تاريخ الرسل والملوك 9/18.
[3] - رسائل الجاحظ 1/71 تحقيق عبد السلام هارون.
[4] - نتكلم هنا عن ظاهرة (العسكرة) وظاهرة العسكر الرعوي القادم من أواسط آسيا والمتدثر بغطاء رقيق من الدين ]قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم[، ولا نتكلم من زاوية عنصرية لا سمح الله، ونعلم أنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، ولا ننسى دور المماليك (وهم من أجناس شتى) في صد الغزو المغولي وبقايا الغزو الصليبي، فالحضارة الإسلامية هي التي استوعبتهم ورفعتهم إلى درجة الحكام، ولا ننسى الدور الذي لعبه السلاجقة الأتراك في إنقاذ الدولة العباسية من التسلط البويهي الشيعي، وعندما قبل المسلمون بـهذه الدول فعن وعي ومعرفة بالمصلحة العامة، وأهمية صد الأخطار الخارجية. وفي العصر الحديث وقفت الدولة العثمانية ولفترة طويلة سداً منيعاً أمام الغزو الأوربي لأقطار العالم الإسلامي.
[5] - انظر إلى هذه الأسماء؟!!
[6] - الكامل في التاريخ 6/72.
[7] - محمد جابر الأنصاري: التأزم السياسي عند العرب/ 42.
[8] - رشيد رضا: تفسير المنار: 11/8.
[9] - صحيح سنن النسائي: 3/902.
[10] - صحيح سنن النسائي: 3/877.
[11] - صحيح سنن النسائي: 3/876.
[12] - محمد جابر الأنصاري: التأزم السياسي عند العرب/ 130.
[13] - لا ينكر أبداً صلة هؤلاء من زعماء وضباط عسكريين بالمعسكر الغربي مما يعتبر خيانة لدينهم وأمتهم، ولكن هناك جانب آخر في المسألة وهي العقلية التي تمارس السياسة بسطحية متناهية.
[14] - شكيب أرسلان: حاضر العالم الإسلامي: 4/484.
[15] - محمد جلال كشك: ودخلت الخيل الأزهر/54.
[16] - عمر فروخ: تجديد التاريخ:8.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد