ذكر خروج التتر إلى بلاد الإسلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم


لقد بقيتُ عدة سنين مُعرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها، كارهاً لذكرها ، فأنا أقدِّم إليه رجلاً وأؤخر أخرى . فمن الذى يسهل عليه أن يكتب نعى الإسلام والمسلمين ، ومَن الذى يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمى لم تلدنى، وياليتنى مُتٌّ قبل حدوثها وكنتُ نسياً منسياً . إلا أننى حثَّنى جماعةٌ من الأصدقاء على تسطيرها، وأنا متوقف، ثم رأيتُ أن ترك ذلك لايجدى نفعاً ، فنقول : هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى، والمصيبة الكبرى التى عقَّت الأيام والليالى عن مثلها . عمَّت الخلائق، وخصَّت المسلمين º فلو قال قائل : إنَّ العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم، وإلى الآن ، لم يُبتَلوا بمثلها لكان صادقاً ، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ، ولا ما يُدانيها .
ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث، ما فعله بخت نصر ببنى إسرائيل من القتل ، وتخريب البيت المقدَّس . وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرَّب هؤلاء الملاعين من البلاد التى كل مدينة منها، أضعاف البيت المقدس . وما بنو إسرائيل بالنسبة إلى مَن قتلوا ، فإنَّ أهل مدينة واحدة ممن قتلوا ، أكثر من بنى إسرائيل. ولعل الخلق لايرون مثل هذه الحادثة ، إلى أن ينقرض العالم وتفنى الدنيا ، إلا يأجوج ومأجوج . وأما الدجال فإنه يُبقى على مَن اتَّبعه ، ويُهلك مَن خالفهº وهؤلاء لم يُبقوا على أحد ، بل قتلوا النساء والرجال والأطفال ، وشقوا بطون الحوامل، وقتلوا الأجنة . فإنّا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم .
 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply