يقول أحد الدعاة في مدينة الرياض وفي إحدى مدارسها: كانت جموع الطلاب من الصف الخامس تستعد لدخول قاعة الاختبار وكل منهم ممسك بكتابه يقرأ ويراجع فيه، ورن جرس المدرسة يعلن عن بدء وقت الاختبار..
ودخل الطلاب وجلس كل واحد منهم على مقعده وعندها دخل المراقب ليوزع أوراق الاختبار وبعد أن انتهى من توزيع الأوراق إذا بطالب من الطلاب يصدر صوت بكاء مع نشيج..
فالتفت المراقب إلى الطالب وقال له: ما بك يا بني؟ فقال الطالب بكلام متقطع: تذكرت امتحان الآخرة!!
وقفة: ما أجمل والله أن نربي أبنائنا على الطاعة ومراقبة الله والخوف منه - سبحانه -، فالأبناء هم زهرة الحاضر وقادة المستقبل وأمل الأمة المشرق إذا أحسنا تربيتهم وتكوينهم وهم أمانة وأي أمانة والتقصير في تربيتهم خيانة ونقص في الديانة.
والبيت هو المدرسة الأولى لهم وهو لبنة من لبنات المجتمع بل هو نواته وفي الأسرة الكريمة الراشدة التي تقوم على رعاية حدود الله وحفظ شريعته ينشأ رجال الأمة ونساؤها بل ودعاتها، قال ابن القيم - رحمه الله -:
(كم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء)
ففرق يا أيها الأحبة بين أب يحكي لأبنائه قصص السيرة النبوية وقصص السلف الصالح في جلسة عائلية رائعة، وبين أب يحكي لأبنائه آخر أخبار الفن والفنانين والرياضة والرياضيين..
وما أجمل أن يسير الأب مع ابنه جنباً إلى جنب إلى المسجد وقد حان وقت الصلاة فالأب ينصح ابنه، والابن يوقظ أباه لصلاة الفجر إنها صورة مشرقة تشتري بماء الذهب، لكنها لاتأتي من فراغ فقد قالوا قديماً:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا**** على ما كان عوده أبوه
فمتى يصحو بعض الآباء من غفلتهم؟ وإلى متى يتركون أبنائهم هملاً هكذا؟ بل ولعلك تجد أباً يحرص على مستوى ابنه الدراسي حرصا ًشديداً، لكنه لا يعير أدنى اهتمام لمستوى ابنه الإيماني والأخلاقي وكأن الدراسة أهم، أما الدين والخلق فهما أمران جانبيان، وليصاحب الابن من شاء فالمهم ألا يتأثر دراسيا! منطق عجيب يتسم به بعض الآباء ولن يصحو أولئك من غفلتهم إلا عندما يكبر أبناؤهم فيقطفون ثمار تربيتهم عقوقاً..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد