النمو الجسمي وجوانب النمو الطفل الرياضي (1)


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 لا شك أن جوانب الشخصية الإنسانية متكاملة ويؤثر بعضها في البعض الآخر، ويتأثر به، وهي وحدة مترابطة ولا يمكن الفصل بينهما إلا في مجال الدراسة النظرية، فمنذ مهد الإنسان إلى الوقت الذي يتم فيه نضجه ويكتمل نموهº تتفاعل عناصر تكوينه المختلفة ويحدث التأثير المتبادل بينهما على نحو قد يكون ظاهرًا حينًا وقد يكون مستترًا حينًا آخر، إذ هناك اتصال وثيق بين النفس والجسم، فالنفس تؤثر في الجسم ويؤثر في النفس، ولا انفصال بين هذا وذاك، ولذلك نجد أن النمو الجسمي يؤثر في جوانب النمو الأخرى: العقلي والنفسي والاجتماعي ويتأثر بها.

 

 النمو الجسمي وتأثره بالجو النفسي والاجتماعي:

 إن النمو الجسمي يتأثر بالجو النفسي والاجتماعي الذي يعيش فيه النشء داخل أسرته، ونتيجة للتوترات العصبية والانفعالات والقلق النفسي الذي يلحق بهº قد يتأثر نموه الجسمي وتصيبه بعض الأمراض والعلل التي يكون منشؤها عصبي نفسيً ولكن تؤثر في وظائف الجسم البيولوجية والفسيولوجية وتؤدي إلى عرقلة النمو الجسمي، وقد أثبتت الأبحاث التربوية أن القلق النفسي يحدث اختلالاً في صحة الفرد العامة ويتسبب في اختلال نظامه الهضمي ودورته الدموية ونومه، وإذا ما طال القلق والخوف وأدى إلى اختلال نظامه لمدة طويلة من الزمنº فإن من شأنهما أن يتسببا في بطء عملية النمو الجسمي.

 

تأثير النمو العقلي في النمو الجسمي:

 فكلما اتسعت المدارك العقلية لدى الفرد وازداد نضجه وفهمه واستيعابهº كلما أخذ بالأساليب الصحية في غذائه ونظافته وعاداته الصحية الوقائية والعلاجية، وبمعنى آخر زاد وعيه الصحي السليم بما يساعده على الحفاظ على صحة جسده، والعناية به ووقايته وعلاجه، وهو ما يكفل له حسن النمو الجسمي وتكامل وظائفه.

 

وتأثير النمو الجسمي في الجوانب الأخرى أمر مؤكد:

 فلا شك أن الصحة والقوة وحسن النمو واللياقة البدنية تسهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في النمو العقلي للفرد، وفي تكامل شخصيته وفي نجاحه في الحياة وتقرر الحكمة اليونانية الشهيرة \"العقل السليم في الجسم السليم\" قاعدة صحية عامة نلمسها في حياتنا، إذ أن مصدر سعادة الإنسان تكمن في سلامة العقل والجسم معًا، وليس في مقدور الرجل الذي يعاني من الأمراض، والخائر القوى، والضعيف الجسم، أن ينتفع بذكائه وقدراته العقلية، فهو حبيس جسده العليل، وأسير أمراضه وعلله.

 

 أبحاث الذكاء تؤكد النظرية:

دلت عدة أبحاث على ارتباط الذكاء بحسن صحة البنية الجسدية، فقد قاس ساندويك في كتابه (الذكاء والمرض) ذكاء 423 تلميذًا واختار منهم ما أخبرته التجربة أنهم أعلى في معدلات الذكاء وكانوا أربعين ثم أخضع الأربعين تلميذًا لفحص طبي شامل فوجد أن 52% من الأربعين المتفوقين خالون من كل عيب جسدي، في حين لم يكن أي واحد من الأربعين الأغبياء كذلك.

 

 ومن هذا المنطلق ونحن نسعى لتكوين الشخصية الإسلامية المتكاملة، لا بد لنا من التركيز على جانب النمو الجسمي والتربية الجسمية إذ بهذا الجسم السليم القوي تتفتح العقول، وتستنير البصائر، ويذهب الملل والفراغ، وينسلخ الهم والحزن ويخنس الشيطان، فالعلاقة قوية ووطيدة بين الطفل الرباني الذي تكلمنا عنه سالفًا وبين الطفل الرياضي الذي نسعى للوصول إليه الآن، فالطفل الرباني..طفل رياضي..إذ أن الاهتمام بالجسد وبغذائه وبتربيته هو من صميم الإيمان.

 إن السنة النبوية الشريفة تؤكد على ضرورة العناية بالبدن وتجعل له حقوقًا لا بد من مراعاتها، استشعارًا منها لأهمية صحته وراحته وحسن نموه في حياة الإنسان وسعادته، وقدرته على أداء واجباته وتكاليفه الدنيوية والأخروية، وإدراكًا منها لارتبطا النمو العقلي والنفسي والاجتماعي بالنمو الجسمي، ولا غرو فإن البدن هو وعاء العقل وإطار الروح والجمال الذي تتحرك فيه وتتفاعل قوى النفس، وهو مطية الإنسان لتحقيق أهدافه وبلوغ أمانيه، فلا بد من رعاية حقه علينا حق الرعاية.

 

 عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قلت بلى يا رسول الله، قال: فلا تفعل صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسمك عليك حقًا، وإن لعينك عليك حقًا وإن لزوجك عليك حقًا) رواه البخاري.

 وإليك أخي المربي خطة البحث وخطوات النجاح في طريقنا إلى الوصول إلى الطفل الرياضي: أو يمكنك أن تقول: كيف أربى طفلي جسديًا حتى أصل به إلى الطفل الرياضي؟

* تنمية الوعي الغذائي الصحي السليم.

* الحث على الاهتمام بأساليب النظافة الذاتية.

* الدعوة إلى الاهتمام باللياقة البدنية للطفل.

* الحث على العناية بالراحة والاستجمام الكافي بعد التعب.

* التوجيه إلى الاهتمام ببرامج الترويح.

* الحث على الاهتمام بأساليب الوقاية الصحية.

* الحث على الاهتمام بأساليب العلاج الطبي السليم.

* التأكيد على استثمار قوة البدن وقدراته وطاقاته.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply