تربية الأبناء من أعظم المهام


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

إخواني الكرام تربية الأبناء مسئولية عظيمة وحساسة للغاية وخاصة في زماننا هذا لكثرة المتغيرات والأحداث وانفتاح العالم وتغير المفاهيم..

وتبقى حال الطفل ماثلة أمام المربي حين تربيته، كما تتجلى حال المريض أمام الطبيب حين معالجته، يراعي حالته ومقدرته ومزاجه فيكون أثر التربية أتم وأعظم ثمرة \" وهذا هو الأساس في معاملة الكبار مع الصغار..

ويختلف أسلوب التعامل مع الطفل من شخص لآخر ومن طفل لطفل...

ومن وقت لآخر... وسأذكر لكم بعض الأساليب الخاطئة في التعامل مع الطفل لنتجنبها قدر المستطاع... وهذه الأساليب نوجزها في النقاط التالية:

 

أولاً: الصرامة والشدة:

يعتبر هذا الأسلوب من أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة... فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك،.. أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمهاº حيث ينفعل المربي فيفقد صوابه وينسى الحِلم وسعة الصدر فينهال على الطفل معنفا وشاتما له بأقبح وأقسى الألفاظ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا قرن العنف والصرامة بالضرب...

وهذا ما يحدث في حالة العقاب الغير متزن للطفل الذي يُفِقدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط (خوف مؤقت) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا.

وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة.. ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من البلادة.

وقد يؤدي هذا إلى الكبت والتصرف المخل (السيئ) والعدواني تجاه الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه.

 

ثانيا: الدلال الزائد والتسامح:

هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة.. فالمغالاة في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين، أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة... لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها... ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما، ومتأصلان بالعواطف الأبوية الفطرية لحمايته، والرحمة به والشفقة عليه والاهتمام بأمره... ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا في تدمير الأبناء، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجة رقة قلبيهما وحبهما لطفلهما مما يجعل الطفل يعتقد أن كل شيء مسموح ولا يوجد شيء ممنوع، لأن هذا ما يجده في بيئته الصغيرة (البيت) ولكن إذا ما كبر وخرج إلى بيئته الكبيرة (المجتمع) وواجه القوانين والأنظمة التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات، ثار في وجهها وقد يخالفها دون مبالاة... ضاربا بالنتائج السلبية لمخالفته عرض الحائط.

إننا لا نطالب بأن ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة مطلوبة، ولكن بتوازن وحذر. قال - صلى الله عليه وسلم -: \" ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا \" أفلا يكون لنا برسول الله -صلى عليه وسلم- أسوة وقدوة في تربية أبنائنا؟

ثالثا: عدم الثبات في المعاملة:

فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل، و عندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها... ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها، فلا ينبغي أن نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله ثم نعود اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون لأن هذا التصرف قد يسبب الإرباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض وفي بعض الحالات تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك، وهذا التذبذب والاختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ.

 

رابعا: عدم العدل بين الأخوة:

يتعامل الكبار أحيانا مع الأخوة بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري، أو لأنه ذكر، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه أخوته، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الأمر حذرنا منه الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال-عليه الصلاة السلام- : \" اتقوا الله واعدلوا في أولادكم\".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply