في العدد الماضي بدأنا عرض وسائل النهوض ببيوتنا، وذكرنا منها حسن الاختيار، والبرلمان الأسري. وفي هذا العدد نستكمل هذه الوسائل، ومنها:
1 استثمار وقت الطعام:
فالآباء والأمهات يعانون ضيق الوقت في ضوء الحياة المعاصرة السريعة الإيقاع، المكتظة بالضغوط، ومن ثم يمكنهم استثمار وقت الطعام في متابعة أولادهم، والتحاور معهم، ومعايشتهم، وتدريبهم على آداب الطعام.
2 الاستفادة من الأجداد وتنمية قدراتهم التربوية:
فكثيراً ما نرى الجد والجدة يشعر كل منهما باليأس والإهمال، ويمكننا أن نشعرهما بقيمتهما وأهمية دورهما من خلال ذلك، فأولادنا شغوفون بالاستماع إلى القصص، وغالباً لا نجد وقتاً لذلك، في حين أننا نملك طاقات وقدرات الأجداد ولا نستثمرها، بيد أن هؤلاء الأجداد عندما يحكون لأولادنا ربما يقصون عليهم حكايات ذات تأثير سلبي من الناحية التربوية، لذا يجب تطوير أداء الأجداد، وذلك بتزويدهم بقصص تربوية، مكتوبة أو مصورة أو مسموعة على شرائط التسجيل أو \"الفيديو\" وتعريفهم بكيفية تقديمها واستثمارها تربوياً، عن طريق إسماعهم شرائط تربوية توجيهية في هذا المجال.
3- القدوة:
فأعين الصغار معقودة بأقوالنا وأفعالنا، لذا ينبغي أن نحرص على تحقيق القدوة الصالحة لأولادنا، لذا قيل \"عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل\"..وهذا يعني أنك بتصرفاتك الإيجابية تستطيع أن تؤثر في ألف ممن حولك تأثيراً أبلغ من تأثير ألف متحدث مفوهٍ, لبق في فرد واحد.
على الجانب الآخر تصور أنك تظهر في مواقف تتصرف فيها تصرفات سلبية وتأمر أولادك بأن يتصرفوا في مثل هذه المواقف تصرفات إيجابية.. هل يكون لك تأثير عليهم؟! عجيب حقاً تصرف هذا الأب عندما يرد ابنه على الهاتف، ويسأله المتحدث عن والده، فيقول الأب لابنه: قل له أنا غير موجود، ثم يطالب الأب ابنه بعد ذلك بالصدق!!
4- الاستفادة من المؤسسات التربوية بالمجتمع:
فتوجيه الآباء للأولاد إلى الالتحاق بدور تحفيظ القرآن الكريم، والاشتراك في الأنشطة التربوية والفعالة بها يعود بأثر طيب على أولادنا وأسرنا ومجتمعاتنا وأمتنا.
5- القيام بمهمة خيرية جماعية للأسرة بشكل دوري:
فالقرآن الكريم كثيراً ما يربي فينا الإحساس والمشاعر. ويشكو كثير من الناس من تبلد المشاعر أو جمودها في عصرنا هذا الذي سمي ب \"عصر المادة\"º بيد أننا إذا حرصنا على هذا المنشط التربوي لحقق لنا خيراً كثيراً. وأعطي لذلك مثالاً عملياً: ماذا أيها الأب الكريم لو استثمرت مناسبة إسلامية كالعيد مثلاً وهيأت أولادك للقيام بزيارة بعض اليتامى أو المسنين أو حتى أسرة منكوبة أو من المحتاجين، ثم قمت بزيارتها ومعك أولادك وقد زودتهم بما تيسر لك من هدايا، وأشعرتهم بثواب ذلك عند اللّه - تعالى -، ومردوده على كفكفة دموع اليتامى والمساكين بهذا الصنيع العظيم، وكيف يحولون الدمعة إلى ابتسامة والكآبة إلى سعادة؟! أعتقد أنك بذلك تربي فيهم شعوراً رقيقاً، وإحساساً دقيقاً، سيحفظهم بمشيئة اللّه من تبلد الإحساس وجمود الشعور.
6- الثقة والعزم والمبادرة:
يجمع كبار المصلحين على القاعدة التالية: \"إذا اعتقدت أنك تستطيع فعل شيء فإنك ستنفذه، أما إذا ظننت أنك لن تستطيع النهوض بالأمر، فإنك لن تفعل\".
إن الطريقة التي تستجيب بها أفئدتنا لمواقف معينة هي التي تحدد الحصيلة النهائية أو النتيجة التي سنحصل عليها في نهاية المطاف.
لقد وقعت البشرية مرات ومرات في مآزق ومشكلات كبرى، ولم ينقذها بفضل الله إلا الأنبياء والعظماء من المصلحين والدعاة، وكانت الثقة وقوة العزيمة والمبادرة هي آليات العلاج العلمية في حل تلك المشكلات حتى بعد وقوعها.
تقول الكاتبة اليابانية \"رايكو أوشيدا\": \"لقد كنت ومازلت إذا أردت فعل شيء يسعد البشرية أعزم وأصمم على القيام بذلك مهما كلفني الأمر من سنوات، فسوف أعمل حتى أجد الحل.. وكلما أصابني اليأس كنت أتذكر قناعتي وتصميمي الأولº باعتباره نقطة الانطلاق التي حددها قلبي\". فليتنا نسلك نفس المسلك، وليتنا نستعد للمشكلات قبل وقوعها، ف\"درهم وقاية خير من قنطار علاج\".
7- سعي كلا الزوجين لإسعاد الآخر:
ومن هنا يبرز سؤال مهم هو: ما الطريق إلى تحقيق السعادة الزوجية؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تقتضي الإجابة عن سؤالين فرعيين: أحدهما يوجَّه للزوج: كيف تسعد زوجتك؟ والثاني يوجه للزوجة: كيف تسعدين زوجك؟
نتناول ذلك في عدد قادم إن شاء الله.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد