وماذا بعد الأحزان ?


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله - تعالى - نحمده ، ونستهديه ونستغفره..

ونعوذ بالله - تعالى - من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله - تعالى - فهو المهتدِ ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا

أثنى على نفسه فقال {فقُطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين}

والصلاة والسلام على نبيه الأمين ، قائد الغرّ المحجّلين ، النعمة المسداة والرحمة المهداة ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد..

 

قال الله - تعالى - {ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا. بل أحياء عند ربهم يُرزقون}

 

حسنا وماذا عنّا نحن؟ نحن الذين مازلنا نتنفس ونأكل ونشرب ونمشي على الأرض!

 

مرّت بنا محنة ومحنة ومحنة ومحنة! قُتل اليوم الشيخ أحمد ياسين ، والبارحة احتلّت العراق ، وقبلها قامت الانتفاضة في الأراضي المحتلة وقبلها كانت مجزرة كذا وكذا ، و و و و..

 

هل تغيّرنا؟ هل أحدثنا شيئا في أنفسنا؟ هل غيّرنا شيئا في الواقع؟

 

نقول أننا نكره الكلام ، ونمقت الاستنكار ، ونستحقر الجبن ، حسنا ، هل فعلنا غير هذا؟

 

ما فعلنا سوى أننا قلنا إنا لله وإنا إليه راجعون -لو كنا قلناها حتى- ثم عاودنا الحياة كما كنا ، لا تُبنا عن ذنب ولا أقلعنا عن معصية!

 

هل نحن مسلمون؟

نعم ، طبعا ، وهل هذا سؤال!

 

حسنا ، هل نصدّق الله رب العالمين؟؟

طبعا طبعا!

حسنا ، قال الله - تعالى - {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ، ليذيقهم بعض الذي كسبوا لعلهم يرجعون}

 

{ظهر الفساد} ، نعم ، {في البر والبحر} ، فعلا ،

 

لكن بما كسبت أيدي الناس؟

 

يعني هل الرشوة التي أخذتُها ، والنظرة الحرام التي نظرتُها ، والحجاب الذي خلعته ، و و و و.. هو السبب في حال المسلمين؟

 

قطعا! هذا نص الآية!! {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ، ليذيقهم بعض الذي كسبوا لعلهم يرجعون}

 

حسنا ما الحل؟

{إن الله لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}

آية جميلة ، أليس كذلك؟ هل عملت بها؟؟

هل فعلا غيّرت نفسك؟ هل تُبت توبة نصوحًا لله - تعالى - كي يصلح حال المسلمين؟

 

حسنا ، سؤال ، وهل توبتي أنا العبد الفقير الوحيد ستغيّر حال الأمة كلها؟

نعم!

أما قرأت الحديث.. لله أشد توبة؟

ثم إن سيدنا آدم أُخرج من الجنة بمعصية واحدة!

ثم إن إبليس طُرد من رحمة الله - تعالى - بمعصية واحدة!

إذن أليست المعصية مؤثرة؟

 

بشرى

قال الله - تعالى - {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار، و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، و ذلا يذل به الكفر » رواه الجماعة وأخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة

 

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبيء اليهودي من وراء الحجر و الشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله. إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود » حديث صحيح ، أخرجه الألباني ، صحيح الجامع 7427

 

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها.... الحديث » حديث صحيح ، أخرجه الألباني ، صحيح الترمذي 1768

 

أخيرا..

تُب إلى الله ، واثبت ، عسى الله أن يرزقك حسن الخاتمة ، وأن ينفع بك المسلمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply