يا أخي المسلم: وكما أن للوالدين حقوقا على أولاهما فإن للأولاد من البنين والبنات حقوقا كثيرة على والديهما من أهمها: التربية التي تشمل تنمية الدين والأخلاق في نفوسهم حتى يكونوا على جانب كبير من ذلك واسمع إلى قوله - تعالى -: ((يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)) التحريم الآية6، وتأمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: [كلكم راع وكل مسئول عن رعيته].
يا أخي المسلم: الأولاد أمانة في عنق والديهما، وهما مسئولان عنهم يوم القيامة وبتربيتهم على الدين وأخلاقه يخرج الوالدين من تبعة هذه الرعية ويصلح الأولاد فيكونون قرة عين لأبويهما في الدنيا والآخرة. كما قال - تعالى -: ((والذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم، وما ألتناهم من عملهم من شيء)) الطور الآية 21
يا أخي المسلم: لقد استهان كثير من الوالدين بهذا الحق فأضاعوا أولادهم ونسوهم فلا يسألون عنهم أين ذهبوا أو متى جاءوا ولا يوجهونهم إلى خير ولا ينهونهم عن شر، ومن العجب أن هؤلاء حريصون على أموالهم يحفظونها وينمونها ويسهرون عليها ويهملون الأولاد مع أن المحافظة على الأولاد أولى وأنفع للإنسان في الدنيا والآخرة.
يا أخي المسلم: ومن الحقوق الواجبة عليك لأولادك تغذية أجسامهم بالطعام والشراب وكسوة أبدانهم باللباس والنفقة عليهم بالمعروف من غير إسراف ولا تقصير فذلك من شكر نعمة الله عليك بما أعطاك من المال.
يا أخي المسلم: ومن حقوق الأولاد عدم تفضيل أحد منهم على أحد في العطايا والهبات، لأن ذلك من الجور والظلم والله لا يحب الظالمين، فإذا فعلت ذلك فقد زرعت بينهم العداوة والبغضاء أبداً فلا تفضل أحداً منهم حتى وإن خصك بالبر والعطف والإحسان فهذا لا يبرر لك أن تخصه بشيء من العطاء، لأن أجر بره على الله - تعالى -، وتفضيله على إخوانه ينفر الآخر ويستمر في عقوقه.
يا أخي المسلم: متى قمت بما يجب عليك لولديك من التربية والتفقه فإنه حري أن يوفق الولد ببرك ومراعاة حقوقك ومتى فرطت بما يجب عليك كنت جديراً بالعقوبة بإنكار ولدك حقك عليه وتبتلى بالعقوبة ((جزاءاً وفاقاً)) وكما تدين تدان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد