يرى الدكتور \" سلطان \" وهو أستاذ مختص بالحديث الشريف أهمية فرز الأحاديث الخاصة بالأطفال وجمعها ومن الواجب والمفيد أيضاً أن يراعي الوالدان أن يناسب أسلوب عرض السنة سن وطبيعة الأبناء، فالطفل الصغير مثلا تجذبه قصص الرحمة والحيوانات وقصص البطولة ومثل ذلك..
أما الأبناء في سن المراهقة، فهم يحبون من القصص ما يحترم عقولهم ولذلك يناسبهم رواية قصص تحكي عن الخطط العسكرية والغزوات والبطولة، ويرى \"صلاح\" 17 سنة \" حافظ لكتاب الله\" أن التنافس بين أفراد الأسرة يفيد، فعند الجلوس على مائدة الطعام أو ركوب الدابة أو أي موقف يكون السابق الفائز فينا هو من يذكر الحديث المناسب.
أفكار للتنفيذ:
وفيما يلي نعرض في نقاط مركزة ما يمكن أن نخطوه من خطوات تصل بنا بإذن الله لأن يحب أبناؤنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيسعدوا في الدارين ونسعد وإياهم بمجاورة النبي الأعظم في جنات النعيم وذلك على حسب رسالة وصلت إلينا من الأخت حنان:
1-أن نكون قدوة لأبنائنا، فإن أحببنا نحن الرسول وحولنا السنة لسلوك عملي، فسيقلدنا الأبناء.
2-ذكر القصص والمواقف البطولية للرسول وبأسلوب مشوق، خاصة قبل النوم وفي المناسبات الملائمة لها.
3-كثرة ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والصلاة عليه أمام الأبناء.
4-تنظيم رحلات نتبع من أولها لآخرها سنة المصطفى.
5-نخبر الأطفال بحب الرسول لهم وأنه يوصي بهم خيراً.
6- نوضح لأبنائنا أن هذا الدين لم يصل إلينا بسهولة ويسر وإنما جاهد الرسول وأصحابه وتعبوا ليصل إلينا ونعيشه واقعاً فعلينا ألا نضيعه.
7-ومن أهم الأشياء المؤثرة في هذا الصدد أن يخصص رب الأسرة جلسة يومية أو على الأقل أسبوعية يجمع فيها أفراد الأسرة ويحدثهم عن الرسول بحب، وأن تتسم تلك الجلسة بالمرح فهذا مما يقرب بينهم وبين رسولنا الكريم ويسهل عليهم إتباع السنة.
8-ومن المفيد أيضاً تحبيب الأبناء في القراءة المفيدة في الكتب التي تتحدث عن سيرة المصطفى وسنته - صلى الله عليه وسلم -، وفيما يلي نورد بعض الكتب التي يمكننا الاستفادة منها:
1-كيف نربي أبناءنا التربية الإسلامية الصحيحة. لمؤلفه محمد بن جميل
2-علموا أولادكم محبة الرسول لمؤلفه محمد عبده اليماني
3-التربية النبوية للطفل وهو يعرض تجارب مع الأطفال ومشاكل وحلولاً لمؤلفه محمد نور السويد.
بين السيرة والسنة:
توجهنا إلى الدكتور عيسى زكي (المستشار الشرعي بوزارة الأوقاف) الذي يؤكد على الصلة الوثيقة بين السنة النبوية وهي أقوال وأفعال وإقرار وصفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - الخُلقية والخَلقية، والتي هي تشريع وقدوة عملية وبيان عملي للقرآن الكريم، وبين السيرة التي هي ترجمة عملية للسنة موضحاً أن الجهل بسيرته - صلى الله عليه وسلم - هو فقدان للقدوة الحقيقية التي اختارها الله لنا، وعلى هذا فالمسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة ونظام التعلم والإعلام ومراكز التوجيه في المجتمع، ولا يكفي أن نقدم فقرات أو برامج معزولة عن بعضها البعض، بل يجب أن تنسجم مع السيرة بوصفها ترجمة عملية للسنة ونقدم فيها القدوة النبوية بأرقى وأفضل الوسائل.
عدو ما يجهل:
ويضيف د. عيسى زكي أن الإنسان عدو ما يجهل، بمعنى أنه يقف موقف الريبة والشك ممن لا يعرفه، فكيف إذا طلبنا منه أن يقتدي به، ولذلك كانت حكمة الله في جعل حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - مكشوفة للناس حتى في أموره الخاصة والمقياس في ذلك أن القدوة الصالحة هي التي يصح الإقتداء بها في كل زمان ومكان.
خطوات للعلاج:
وينصح د. عيسى زكي ببعض خطوات لزرع حب السيرة في نفوس أبنائنا ومن ذلك:
1-أن تكون السيرة جزءاً أساسياً من المناهج التربوية في مدارسنا.
2-أن يهتم الأبوان بغرس السيرة في عقول وقلوب الأبناء منذ طفولتهم.
3-ضرورة ربط السيرة بالحياة المعاصرة حتى لا يشعر الأبناء أنهم يتعاملون مع تاريخ فقط.
4 خسائر.
ويؤكد الأستاذ خالد القطان موجه أول التربية الإسلامية في وزارة التربية بدولة الكويت أن الخسارة فادحة عندما يستمر ضعف الصلة بين المسلم وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك على سبيل المثال:
1-ضعف ثم انقطاع الصلة بالسنة التي هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي.
2-انقطاع الإلمام بقيم الإسلام وحضارته وبالتالي فقد الهوية.
3-حرمان أبنائنا من أعظم مصادر القدوة.
4-الوقوع فريسة سهلة أمام سهام التشوية المسمومة الموجهة للدين الإسلامي نتيجة عدم القدرة على الرد على ادعاءات أعداء الإسلام.
ولتجنب تلك الخسائر يجب على كل وسيط من الوسائط التربوية القيام بدوره ومن ذلك:
دور المدرسة:
أما المدرسة فمسؤوليتها عظيمة وخاصة أقسام التربية الإسلامية ومن ذلك:
1-عرض مواقف السيرة النبوية في إطار الخطط الدراسية بأسلوب علمي شيق وجميل.
2-تنمية قدرات المعلمين وتطوير إمكاناتهم في التمهيد الجيد للمعلومة ثم العرض الشيق أيضاً.
3-توظيف الوسائل التعليمية في العرض واستخدام الحاسب الآلي استخداماً واعياً لعرض مفاهيم الدروس.
4-تغطية مسابقات المادة وأنشطتها الرائدة والمتجددة كل عام، ونبه أن ممارسة السنة من أهم أسباب التوصل لحب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد