أسئلة عن حلقات التحفيظ


 

بسم الله الرحمن الرحيم

حلقات التحفيظ برأيكم ما الدور التربوي المنوط بها؟

- حلقات التحفيظ، وغيرها من المناشطº منوط بها دور هام، وهذا الدور مرتبط بكتاب الله - عز وجل -، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حيث نأمل في تنشئة جيل مسلم فريد، ولا يتصور جيل مسلم لم يترب على معاني القرآن، وتوجيهاته، وأهدافه الناصعة، التي تحفظ للناس أمنهم وسلامتهم، وتحقق معنى الخلافة الحقة لله - عز وجل - في الأرض.

فالجيل المنتظر هو جيل تربى على القرآنº تلاوة، وحفظاً، وخلقاً، ومنهجاً.

ولا يخفى على أحد الهجمة الأخلاقية على مجتمعات المسلمين، من أعدائهمº فكيف يتقي النشء ذلك إن لم يكن تحصن بهذا القرآن، والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فأطفالنا وشبابنا إن لم يشغلوا بالقرآن تاهوا في بنيات الطريق.

- ونحن بحاجة إلى حفظ الصدور، وحفظ السطورº فوجود الحفظة عن ظهر قلب لهذا القرآن هو من المهام النبيلة التي تحفظ الدين.

وحلقات التحفيظ هي نوع من البرامج التي تعوّد الأبناء على معالي الأمور والارتباط بها وترك سفاسفها، وتغرس فيهم روح الاعتزاز بالقرآن والإسلام، وتعميق الانتماء لهذا الدين.

- وكم من عاق من الشباب بر والديه عند التحاقه بالحلق. وكم من حائد عن الطريق ناكب عنهº كانت الحلق هاديا له، ومصباحاً منيراً.

فالدور التربوي المنوط بهذه الحلق لهو من أعظم الأدوار، وإن لم يكن منه إلا حفظ القرآن والتعلق به، وعمارة المساجد بتلاوته، وبعث رسالة المسجد من جديد لكفى به دوراً عظيما.

 

حلقات التحفيظ تؤرق مضاجع الحاقدين، وتدكدك حصونهمº لذا بات أعداء الدين يكيدون لها، ولا يفترون عن ذلك، ولهم أساليب عديدة فما تعليقكم؟

 ليست حلقات التحفيظ فقط بل المراكز الصيفية و مدارس التحفيظ، والمناشط الإسلامية، والجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية والخطب والمناهج والبرامج الإسلامية، وكل ما ينادي على نفسه بأنه إسلامي، بل هي الحرب على الإسلام الواعد الذي يبشر بالنور والسيادة لهذا العالم.

وأساليب المحاربة حديثة قديمة في نفس الوقت.

وبالنسبة للحلقاتº فهناك من يحاول تفريغها من مضمونها الصحيح، الذي أنشئت له وتحويلها عن مسارها الحق، وعن أهدافها السامية التي من أجلها قامت، ويغذي الروافد الداخلية المحاربة لهذه الحلق بالدعم والإشادة والنشر لما يضادها، وتأجيج النـزاع بين القائمين عليها وغيرهم، واستثمار هذا النـزاع في استئصال مثل هذه المناشط الحيوية وكذلك حصارها ماديا وإعلامياً بمحاولة تشويه صورتها ونشر الإشاعات والكذب عنها.

والواجب أن نعي دورنا تجاه هذا كله، ولا نقتصر على المقالات، والخطب والتنظير فقط وإن كان ذلك جزءاً من الحل بل أن نكون قدوة حسنة في أخلاقنا، وعلاقاتنا وأن يكون لدينا القدوة الإعلامية والتواصلية، على أن نعبر عن أنفسنا وحقيقتنا ولا نسمح للآخرين بتشويهها، أو إشاعة قالة السوء فينا.

 

من الحجج التي خرج بها الأعداء في الآونة الأخيرة أن أصحاب الفكر الضال هم من الحفاظ لكتاب الله، ولسان فعالهم يتهم حلقات تحفيظ القرآن، فما ردكم، وكيف ترون حقيقة ذلك؟

 سبق وأن بينت أن حلقات التحفيظ هي كغيرها من المناشط المستهدفة. ولئن كانت الحجة عندهم في أن الحلق تفرخ الفكر الضالº فلماذا تُخَص من بين مثيلاتها بذلك؟! فالتعليم العام والخاص بمناهجه، والمعاهد، والمراكز الصيفية والمجمعات التربوية حتى إذاعة القرآن الكريم كلها تصب في هذا المعنى، وهو خدمة القرآن والدعوة إليه!! لكنها كما لا يخفى الحرب على الإسلام!! بل المساجد، والمؤسسات المجتمعية كلها، والأسرة ذاتها، عرضة لمثل هذا الاتهام المغرض العاري عن الحجة.

 

- ما هو دورنا تجاه كتاب الله.

 للأمة كلها دور تجاه القرآن، وليس لهذا الدور أو الواجب حدودº بل كل فرد من أفراد الأمة مسئول عنه، حسب استطاعته، وقدرته، وهو أمانة عظيمة، ولولا القرآن ما كان لأمة الإسلام هوية ولا مكانة.

فمن واجبنا تجاهه تعظيمه ووضعه في نفوسنا في مكانه الصحيح، وتعلمه وتعليمه، والدعوة إليه، وتلاوته، وترتيله، وتدبره، وحفظه، ومعاهدته والعمل بأوامره، والانتهاء عن نواهيه، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه. وعلى المؤسسات والشركات دعم كل من ينشغل بالقرآن حفظاً وتلاوة وتفسيراً وعلى المسئولين أن يفعّلوا ذلك وأن يعلموا أنه ما قدست أمة أضاعت كتاب ربه من بين أيدها.

 

- هل القرآن نـزل للحفظ والبركة فقط دون فهم أو تدبر.

 القرآن نـزل للعمل به و تدبره وقراءته وحفظه وجعله واقعاً عملياً في حياتنا وهكذا كانت أحوال السلف كلها مع القرآن.

والواجب تربية النشء على فهمه، وربطه بالواقع، تطبيقاً أخلاقياً، وسلوكياً، وتعبدياً، وحياتياً.

فمن الخطأ الكبير أن يكون المسلمون اليوم- كباراً وصغاراً علماء ومتعلمين وعامة- غير قادرين على تنزيل القرآن على واقع حياتهم والاستهداء به، ففي ملماتهم ونوازلهم ومداواة جراحهم بعلاجاته الربانية.

ويجب أن تكون الحلقات، ومدارس التحفيظº جزءاً أساسياً من الحل، لا يقتصر على الحفظ، والترديد اللفظي، بل يتعداه إلى صناعة العقول، والأفهام، والأرواحº المستهدية بالقرآن، المستنيرة بنوره.والله الهادي.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply