آن الأوان لنتجاوز مظاهر التربية إلى جوهرهاº لنعيد كياننا الاجتماعي والنفسي والديني إلى ما كانت عليه الأجيال المؤثرة في الحياة من قبل أن تدهمنا عصور يزيد فيها الانحطاط والتخلف في كل شيء!
آن لنا أن نجد في كل بيت من بيوت المسلمين امرأة عليمة بما يحتاجه أولادها من تنوع في التربية، فالتربية لا تقتصر على ما هو شائع بين أكثرية الناس من الاهتمام بالحاجات المادية للأولاد من مأكل وملبس ونحوها.إن التربية في حقيقتها هي خليط من هذا وسائر الاحتياجات النفسية، فالتربية منها ما هو سلوكي، وما هو أخلاقي، وما هو اجتماعي، إلى آخر هذه الجوانب المهمة في مشروع التربية.
هل فكرت المرأة المسلمة في وضع خطة لتربية أبنائها، تراقب سلوكياتهم وأخلاقهم، فما كان منها حسنا زكّته ونمّته، وما كان غير ذلك سعت إلى تقويمه؟
هل تدارس الوالدان أحوال الأولاد، وكيف يجب أن تكون عليه حياتهم في المستقبل؟ إن وسائل الاتصال في العصر الحديث لم تدع حجة لأحد لأن يتهاون في تربية أبنائه وإعطائهم ما يستحقونه من الجهد والوقت والعناية التي تصل بهم إلى بَرّ النجاح والتفوق والتأثير في الحياة، والسير بها نحو الله - تعالى -وتعبيدهم له - سبحانه - عن علم وبصيرةº فالعلماء يتكلمون في الإنترنت وفي المحطات الفضائية، والدورات تلو الدورات تعقد في التربية، والمتابع لهذا الشأن سيلمس التطور الكبير في توجيه الناشئة والعناية بهم.
إن الأمور تمضي في مسار يبشر بالخير، لكن هناك هنة مازالت ملحوظة على المربّين، وهي أن هذه القضية لم تملك عليهم زمام نفوسهم ولم ينزلوها من أولوياتهم بما تستحق، والمعني بهذا بالدرجة الأولى هم المربيات اللواتي تتسرب سلوكياتهم وأفعالهم وقناعاتهم، إلى من يليهم من الناشئة والأطفال.
فهل تعي النساء خطورة هذه الأمر وتسعى لاستدراك دورها هذه المهمة؟!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد