بسم الله الرحمن الرحيم
شريحة كبيرة من الجيل القديم تتهم الشباب بالفوضوية، وعدم الجد، وإضاعة الوقت والمال، وعدم تقدير الكبير، ناهيك عن عقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وما إلى ذلك...
بينما في المقابل يشكو الشباب من عدم تفهم وضعهم، وعدم سماع مشاكلهم، أو دعم مشاريعهم، ونسيان حاجتهم المادية، والمعنوية، والعاطفية - أيضاً-.
وفي تقديري أن كلا الطرفين مصيب، وأن هناك تقصيراً من الجانبين، ويتمثل تقصير بعض أفراد الجيل الجديد فيما يلي:
لقد أفرزت لنا تلك النعمة التي نتفيأ ظلالها جيلاً هشاً همٌّه تحت قدميه، لا يدري ما هدفه في الحياة، همه تلميع سيارته، وتضييق ثوبه، لا يفارق جوالُه المراوحةَ بين كفِّه وأذنه، تأتيه دررٌ من رسائل الجوال فيبخل بها على والديه، ويزجيها وينثرها لأناس ربما خلو من الأخلاق والآداب.
يتأفف من الجلوس مع والده وإخوانه، وإن اجتمع أهله وعشيرته اعتذر أو تخلف أو تسلل لواذا، يستكثر عليهم يوماً في الشهر أو السنة، ولا يفرط في يوم واحد تغيب شمسه لم يرى الشلة فيه، إن جلس في المنزل تسلَّط على والدتِه وإخوانِه بالصراخِ والضربِ والأوامرِ والنواهي، لا يتحمل من أهله مساءلة أو مناقشة، فضلاً عن التعليق والمداعبة، يبنما يرميه جلساؤه بالعظائم والشتائم فيقابل ذلك بابتسامة الرضا والتحمل.
أسد علي وفي الحروب نعامة ***...................................
يرى أنه أوحد زمانه علماً وفضلاً وحقاً، يريد من الجميع أن يحترموه ولا يحترم أحداً، ويريد منهم أن يخدموه ولا يخدم أحداً، قد مثل بوجهه وشعره تقليداً لتقليعة غربية، أو فاسقٍ, ناعق من رواد القنوات الفضائية، أشباه الرجال ولا رجالº تشبهاً بالنساء.
قد أقلقوا أهل الغيرة، وأفسدوا عليهم فرصة التنزه والسياحة، بل ضايقوا المسلمين في بيت الله الحرام وفي بلد الله الحرام، لا دين يمنعهم، ولا حياء يردعهم، لا يوقرون كبيراً، ولا يرحمون صغيراً همهم اصطياد فرائسهم، والتغرير ببنات المسلمين وأحداثهم، فهل مثل هذا يعطى سيارة وهو لم يحسن التصرف في الجوال، وهل لهذا وجهٌ أن يطلب الزواج وهو أبعد ما يكون عن المسؤولية والرجولة والقوامة؟
هذا قليل من كثير، وعنوان من كتاب، وحسبك من الكتاب عنوانه.
أما التقصير من جانب الجيل القديم تجاه أبنائهم من الجيل الجديد فيتمثل فيما يلي:
لقد صنع شياطين الجن والإنس حاجزاً صلباً بين الآباء والأبناء فكان لهذا الحاجز أبلغ الأثر في النفرة وعدم التقارب وتراشق التهم، وقد أخطأ الجيل القديم من حيث يشعر أو لا يشعر:
1-الحدة والقسوة في التربية، والتوجيه والمحاسبة.
2-إساءة الظن، وعدم الثقة، والمراقبة الواضحة لكل حركات الابن.
3-تغليب جانب النهي والزجر والعقوبة فقط.
4-المقارنة مع الجيل القديم في كل شيء، لا شك أن هناك أموراً مطلوبة وهي حديثهم عن شكر النعم، والتحدث بما نال الجيل القديم في سبيل لقمة العيش، وتأمين السبل، والتعب والغربة، ولكن ليس من المناسب أن تنهاهم عن نوم الصبحة في إجازة الأسبوع إذا لم يكن لهم شغل يشغلهم بحجة أنه لم يتيسر لك النوم عندما كنت شاباً، أو تطلب منهم أن يكتفوا بعشرة ريالات مصروفاً شهرياً لأنها كانت تكفيك لسنة كاملة، فقد تغيَّر كلٌّ شيء، وهؤلاء الشباب هم بحاجة ماسة إلى مصروف يومي وشهري وسنويº لأن كل شيء تغير، فشماغك الذي تلبسه خلال خطة خمسية كاملة سيغيره في السنة مرتين أو ثلاث على الأقل.
هناك مصاريف السيارة والملابس، الخياط والكواي، الهاتف والكمبيوتر، مواد النظافة، المواد الصحية، متطلبات الرحلات، وغير ذلك كثير، مع الاعتبار أن ابنك قد لا يتيسر له طلب المعيشة والتكسب كما تيسر لك، كما أن الدراسة قد أخذت النصيب الأوفر من وقته وجهده وماله فلينتبه لذلك.
5-النقد والتهكم والتعيير مع عدم التعليم والتوجيه والتبصير، فأنت تريد من ابنك أن يكون كريماً وهو لم يرى ضيفاً واحداً دخل عليك طيلة سنة كاملة، وتريد فيه أن يكون على معرفة تامة بأمور البيت والمزرعة وأنت لم تكلف نفسك نصف ساعة تجلس إليه وتعلمه ما يهمه من ذلك.
أعطيته السيارة قبل أن يحسن القيادة والتصرف وقبل تأهيله لذلك سناً وعقلاً، ثم ذهبت تلومه على أخطائه وشطحاته.
6-التوبيخ على كل صغيرة وكبيرة على مرأى من إخوانه، أو جلسائه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد