أمي تكره زوجتي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال

واجهتني مشكلة بعد أن تزوجت، حيث إنني بدأت ألحظ أن والدتي تكره زوجتي، وتقوم بمضايقتها، وعدم الرضا عنها وعن أي عمل تقوم به، وقد حاولت أن أقرب زوجتي من أمي لكني لا أقدر، والله يعلم أنني دائما أصر على زوجتي بأن تعامل أهلي أحسن معاملة، وأن تقوم بواجبها وأكثر، ومع كل هذا فإن والدتي تتحين الفرص للنيل منهاº لتسمعها كلاماً يؤذيها، وبالتالي يؤذيني، لأني أعرف أن هذه الغيرة تؤدي إلى عمل لا يرضي الله، وفيه ظلم، وإنني عاهدت أهلها بأن أصونها، ولا أجعلها تتأذى، لكنني الآن عاجز عن عمل أي شي مع أمي، وقد حاولت معها بالنصيحة، وأذكرها بأن الله سوف يرضى عنها إذا عاملتها معاملة جيدة، وأن زوجتي مثل ابنتها، لكن ما هي إلا ساعات ويعود الأمر كما كان عليه.

والآن زوجتي تطالبني بأن نسكن في بيت مستقلº لكي نعيش بسلام، لأننا تأذينا كثيرا، لكن والدتي ترفض ذلك، وتصر على أن أبقى في نفس المنزل، وتقول لي: إن تركت المنزل فسوف لن أرضى عنك. وأنا الآن محتار في أمري. فأرشدوني ماذا أفعل؟

 

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين. وبعد:

أولاً: أشكرك على اهتمامك بأمك، وحرصك على إرضائها، أسأل الله أن يجعلك موفقا، وأن يبر بك أولادك، كما أشكرك على ما بذلته في تقريب وجهات النظر بين أمك وزوجتك، وهذا هو ديدن النبلاء والفضلاء، لذا عليك المواصلة والمثابرة، وفي حالة عدم توصلك إلى حل أنصحك باتباع ما يلي في حل مشكلك:

أولاً: لا تظهر حبك لزوجتك أمام أمك.

ثانياً: انقل لأمك ثناء زوجتك عليها، ودائماً أشعر والدتك بأن زوجتك تثني عليها.

ثالثاً: لا تهدِ لزوجتك، أو تعطيها المشتريات الخاصة بها أمام أمك.

رابعاً: لا تتبعل زوجتك، أو تمازحك أمام أمك.

خامساً: شجع زوجتك على أن تهدي لأمك هدايا تحبها وتناسبها، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: \"تهادوا تحابوا\".

سادساً: إن استطعت أن تخصص جزءًا من البيت يكون لزوجتك، وله باب لأمك، ليكون لأمك استقلالهاº ولزوجتك خصوصيتها.

سابعاً: أدخل والدك في المشكلة، وليكن له دور بارز في ذلك إن كان موجوداً، وإن كان غير موجود فقد تكون والدتك تتطلع أو تغار، فابحث عن حل لذلك.

ثامناًً: والدتك لديها شيء يجعلها تتصرف هذا التصرف، ولا تستطيع أن تبوح به، فبحصافتك تستطيع أن تصل إلى ذلك، ومن خلاله تستطيع أن تحل مشكلتك، وأن تتعايش مع هذه المشكلة.

تاسعاً: في حالة وصولك إلى طريق مسدود، ولم تتمكن من حل المشكلة، فابحث عن منزل قريب جدا لأمك، وأسكِن زوجتك فيه، واقض أكثر الوقت مع والدتك، وكن قريبا منها، وحسسها بقيمتها ولاطفها، وأشعرها بعدم الراحة، وأنك متشتت حتى تعطف عليك، والأيام كفيلة بأن تصفي النفوس، وتحل المشكلة.

وختاماً: أتوجه إلى الله العلي القدير أن يجمع شملكم ويوفقكم، وأن يرزقك بر والدتك، وأن يجعلكم تعيشون حياة مستقرة ملؤها الوفاق والتواؤم، وأن لا يريكم سوءاً ولا مكروها. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply