هكذا علمنا السلف ( 83 - 84 )


  

بسم الله الرحمن الرحيم

امتلاكهم زمام أنفسهم:

حدثنا عبد الله حدثنا من سمع حماد بن زيد عن يزد السني أن مورقاً قال: «إني لقليل الغضب، وإنه ليأتي عليّ السنة ما أغضب ولقلّ ما قلت في غضبي شيئاً أندم عليه إذا رضيت»(1).

 

هكذا كان جدهم وتيقظهم:

عن إبراهيم التيمي قال: حدثني من صحب الربيع بن خيثم عشرين سنة قال: «فما سمعت منه كلمة عتاب»(2).

 

لا تكن الدنيا همك:

واعلم أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا من يحب.

قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن روح القدس نفث في رُوعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته)) رواه ابن ماجة وابن حبان والحاكم وأبو نعيم عن جابر، والبزار عن حذيفة، والحاكم عن ابن مسعود، وأبو نعيم عن أبي أمامة. زاد المعاد (1/97).

 

قال ابن القيم في الفوائد : ((فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)) (ص: 77).

((جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: ((فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)) بين مصالح الدنيا والآخرة ونعيمها ولذاتها، إن ما ينال بتقوى الله وراحة القلب والبدن وترك الاهتمام والحرص الشديد والتعب والعناء، والكد والشقاء في طلب الدنيا إنما ينال بالإجمال في الطلب، فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة نعيمها، ومن أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها - فالله المستعان.

 

قد نادت الدنيا على نفسها  لو كان في ذا الخلق من يسمع

كم واثق بالعيش أهــلكته  وجامــع فرقــــت ما يجمع

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجد طعاماً إلا بدين! 

فأين المشغولون بجمع الدنيا من العلماء والدعاة؟

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((اشترى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يهودي طعاماً بنسيئة وأعطاه درعاً له رهناً)) (3).

 

----------------------------------------

(1) كتاب الزهد للإمام أحمد / 442.

(2) كتاب الزهد للإمام أحمد / 469.

(3) مسند أحمد 6 / 42، البخاري فتح الباري 4 / 320، مسلم المساقاة حديث رقم 124، النسائي، البيوع باب 83. (كتاب الزهد للإمام أحمد / 14).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply