بداية إذا كان المعلم مطالبا في مراحل التعليم المختلفة بأن يتقن مادة علمية معينة، ويحسن إدارة الفصل … وغيره، فإن الموقف مختلف مع معلمة رياض الأطفال فالتربية في دار الحضانة ذات أهمية خاصة في حد ذاتها، بالإضافة إلى أهميتها بالنسبة للإعداد للمرحلة التالية في سلم التعلم، ولذلك فهي تحتاج إلى المربى الدارس لعلم نفس النمو خاصة سيكولوجية الطفولة، وأيضا المربى المراعى لحاجات الطفل في هذه المرحلة.
وتعد المعلمة من أهم العوامل المؤثرة في تكيف الطفل، وتقبله لدار الحضانة، فهي أول الراشدين الذين يتعامل معهم الطفل خارج نطاق الأسرة مباشرة، ومن ثم فهي تقوم بدور مهم في المعوقات وتساعده أيضا على نمو مواهبه، والعناية بها أو قد تصدمه، وتشعره بالإحباط، وذلك لعدم مراعاتها لخصائص نمو هذه المرحلة فبدون معرفة المعلمة لطبيعة الطفل الذي يقع في نطاق رعايتها فسوف تفقد الدلائل، أو المفاتيح التي ترشدها، وتوضح لها الرؤية لحاجات الطفل.
وحسن اختيار المشرفات، وحسن إعدادهن، ثم تدريبهن أثناء الخدمة شروط أساسية لإنجاح رحلة التربية قبل المدرسة حيث تتطلب الرياض بصفة عامة مشرفات مربيات لهن من المعرفة بأصول علم النفس وأمور الصحة والتغذية والأساليب التربوية الحديثة ما يمكنهن من مواكبة نمو الطفل وتوجيهه الوجهة الصحيحة في مرحلة هي من أخطر مراحل النمو الإنساني\\\".
كما أن للمعلمة تأثيرا قويا على نمو الطفل الوجداني وصحته النفسية واتجاهاته بصفة عامة سواء أكان هذا التأثير سلبيا أم إيجابيا فيكاد يجمع المربون على أن مدى إفادة الطفل من التحاقه بدار الحضانة يتوقف إلى حد كبير على شخصية وكفاءة المعلمة، ولذلك ينبغي أن يقوم بالعمل في دور الحضانة معلمات مؤهلات تربويا ولقد قام العديد من الباحثين للتعرف على مدى قيام المعلمة بالدور المنوط بها وقد أسفرت معظم هذه الدراسات عن عدم الرضا عن الدور الذي تقوم بها المعلمة في الروضة بصفة عامة، ومن هذه الدراسات دراسة حسن حسان (1986) أثبتت عدم توفر معلمة الرياض المعدة إعدادا جيدا ودراسة جمال محمد صالح (1987) عن عدم الرضا بصفة عامة من جانب المعلمات لعملهن بدور الحضانة وفى دراسة جامعة اليرموك (1987) أوضحت أن هناك حاجة لتأهيل معلمة الرياض بالأردن، وأوصت بضرورة تأهيل المعلمة أكاديميا، وسيكولوجيا حتى تسهم في تحقيق أهداف الرياض، كما أسهمت دراسة سهير على الجيار (1987) عن معلمة الرياض، بأن نسبة قليلة من المعلمات مؤهلات تربويا وأن معظمهن ليست لديهن خبرة في ميدان الطفولة، وأما دراسة فاطمة محمد السيد (1989) فقد توصلت إلى أن طرق التدريس المتبعة من المعلمات المؤهلات تأهيلا تربويا عاليا وفى دراسة نادى عزيز وراشد القصبى (1990) أتضح أن هناك بعض مشرفات رياض الأطفال غير المؤهلات تربويا، وهذا يعنى أنه ليست لديهن المقدرة على تفسير وفهم أهداف رياض الأهداف في ضوء حاجات ومتطلبات أطفال الرياض، وفى دراسة مراد صالح (1990) عن دور الحضانة توصلت الدراسة إلى وجود صعوبات تواجه دور الحضانة عند تحقيق تلك الخدمات، منها عدم وجود مشرفات مؤهلات تربويا، وفى دراسة فتحي عبد الرسول (1993) توصل إلى أن دور رياض الأطفال تفتقر إلى معلمات حاصلات على مؤهل تربوي عال كما أن هناك العديد من الأدوار التي لا تقوم بها المعلمة.
وأظهرت بعض الدراسات الأخرى عدم الرضا عن الدور الديني الذي تقوم به المعلمة في رياض الأطفال ومن هذه الدراسات: دراسة سيد أحمد طهطاوى (1990) تقرر أن الجامعة المصرية في الوقت الحالي لا تقوم بدورها إزاء مسئوليتها فى تنمية الوعي الديني لدى طلابها، ودراسة سلمى غرابة (1993) التى أثبتت أن المعلمات ذوات المؤهلات العليا المتخصصة (التربويات) والمعلمات ذوات المؤهلات العليا غير المتخصصة (غير التربويات) يتفوقن فى مستوى وعيهن الديني على زميلاتهن من ذوات المؤهلات المتوسطة، وفى دراستها (1998) أثبتت أن الدور الذي تقوم به المعلمة من الناحية الدينية (ضعيف) وفى دراسة فتحي عبد الرسول (1993) توصل إلى أن المعلمة لا تقوم بدورها الديني في الروضة فهي لا تشارك في إعداد، وترتيب مصلى الروضة ولا تشارك في الاحتفال ببعض الأعياد الدينية.
وعلى هذا فمعلمة الروضة تحتل المرتبة الثانية في الأهمية بعد الأسرة مباشرة من حيث دورها في تربية الطفل حيث إن الطفل يكون أكثر تقبلا لتوجيه معلمته، وأكثر استعدادا وميلا لها من أي شخص أخر، وذلك لإرتباطه العاطفي بمعلمته لذلك يرى البعض أن معلمة الروضة ينبغي أن تتوفر فيها مجموعة من الخصائص والسمات الشخصية منها:
1- أن تكون لديها رغبة حقيقية للعمل مع الأطفال الصغار.
2- أن تكون لديها القدرة على إقامة علاقات إجتماعية إيجابية مع الأطفال والكبار (زميلات في العمل / أولياء أمور / المسئولين).
3- أن تتمتع بالاتزان الانفعالي.
4-أن تكون سليمة الجسم والحواس، وأن تكون خالية من العيوب الجسمية التي يمكن أن تحول دون تحركها بشكل طبيعي، وبحيوية مع الطفل.
5- أن تكون على خلق يؤهلها لأن تكون مثلا يحتذى به، وقدوة بالنسبة للأطفال في كل تصرفاتها.
6- أن تكون لغتها سليمة ونطقها صحيحا.
7 -أن تتمتع بالذكاء، مما يسمح لها بالإفادة من كل فرص التعليم، و المهني، بما يعود بالفائدة عليها وعلى الأطفال.
8 -أن تتمتع بالمرونة الفكرية، التي تساعد على الابتكار، وأخذ المبادرة في المواقف التي تواجهها.
وترى عواطف إبراهيم أنه ينبغي مراعاة السمات الشخصية، والمهنية التالية في اختيار المدرسة التي تعمل مع الأطفال.
-1 اختيار إمرأة لتعمل مع الأطفال، وهذا لا يمنع من اختيار -الرجل إذا رغب، وكانت فيه السمات المطلوبة.
-2 أن تكون المدرسة قوية البنية، وصحتها جيدة.
-3 أن تكون صبورة هادئة متميزة بالضبط الإنفعالي.
-4 مقدمة بخصائص نمو الأطفال في هذه السن.
-5 أن تكون صعبة للأطفال، وتحب أن تعمل معهم.
ويرى عدنان مصلح أن معلمة الروضة بحاجة لأن تتوافر عندها صفات … أهمها:
أ الجراة والاستكشاف.
ب الجرأة في المحاولة، والتجربة.
ج القدرة على التأثير على الغير.
د أن لا تدع الأمور تسير بشكل روتيني محصن.
ومعلمة الروضة أيضا ينبغي أن تتصف بكفاية مميزه، لأن وظيفتها تضطرها للتعامل مع نوعية من الأفراد بحاجة إلى أساليب ووسائل، بل ومعلمة من نوع خاص بحيث تتصف بما يلي:
1 أن تلم بمبادئ علم النفس، وتربية الطفل، والاجتماع، ومزايا مراحل النمو المختلفة.
2- أن تهيئ البيئة المناسبة لنمو الطفل، وتوجيهه فهي مرشدة تراقب وتكشف قدرات الطفل الخاصة، والعمل على تهيئتها، وتدريب مهاراته، وتنمية خبراته في جو طبيعي محبب للطفل يحس فيه بجو من الأمن، والطمأنينة، وبذلك يتمكن من التعبير بحرية تامة، ودون تدخل أو ضغط.
3- صفات شخصية يجب توافرها في معلمة الروضة:
أ الجرأة، وسرعة الخاطر.
ب قدرة على التعبير، وكسر للروتين.
ج حبها للجديد، والاكتشاف.
د التشابه، والألفة بحيث تبنى علاقتها بالأطفال على التفاهم، والمودة، والتراحم، والتسامح، والبهجة، والسرور.
هـ - الشخصية المؤثرة بحيث تستطيع أن تقنع الغير، وبسرعة، وبسهولة.
و اتصالها بأسرة الطفل كأن تقيم علاقات صداقة مع والدة لتحقيق الأهداف المرجوة.
4 - أن تؤهل للقيام بمهمتها على أكمل وجه.
5 - يفضل أن تكون امرأة بدلا من الرجل غريزة الأمومة أقرب إلى مشاعر الطفل وحياته.
وتميل منتسوري إلى تسمية من يشرف على الأطفال، ويتعامل معهم اسم (مرشدة) لأنها ترشد وتوجه بدلا من أن تعلم، وتربى وتشترط فيها عدة مواصفات من أهمها:
1 -أن تهيئ الظروف المناسبة لنمو الأطفال.
2- أن تتفهم دورها كهمزة وصل بين الطفل والبيئة فلا تتدخل إلا بالقدر الذي المسموح به في تعاملها مع الطفل.
3- أن تتوفر في المرشدة صفات معينة، لذا يجب إعدادها تربويا ونفسيا.
4 -أن تتدرب المرشدة على ملاحظة الأطفال واكتشاف حاجاتهم، وميولهم، ومن ثم استخلاص النتائج للإفادة فى تربية وتنشئة الأطفال في مرحلة ما قبل المرشدة.
5 أن يتصف لقاء المرشدة بالأطفال بثلاث ميزات هي:
أ أن يكون اللقاء قصيرا.
ب أن يكون اللقاء بسيطا.
ج أن يكون اللقاء موضوعيا.
6 -أن لا تطلب المرشدة من الطفل القيام بما لا يستطيع عمله.
7 -أن تكون المرشدة القدوة الحسنة للأطفال في أخلاقها، وأدابها، وتنصح منتسوري مرشدات المستقبل أن \"تبدأ كل واحدة أولا بنزع الخشبة من عينيها حتى تستطيع أن ترى بوضوح كيف تزيل القشة من عين الطفل \".
وهكذا يتضح أهمية الطفل الدور الذي تقوم به معلمة رياض الأطفال في إعداد الطفل الإعداد السليم وضرورة أن تتسم المعلمة بمجموعة من السمات الشخصية والمهنية التي تؤهلها للقيام بعملها في أفضل صورة ممكنة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد