الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم وسارعلى نهجهم إلى يوم الدين
أما بعد:
فمما لا يخفى عن الجميع ما للاختبارات من أهمية عظمى ودور فاعل في تحديد المستوى المعرفي لدى الطلاب، وإمكانية تحديد الأعمال التربوية، ووضع الدراسات المستقبلية الهادفة لرفع المستوى التعليمي والتعلمي، فكل منا يسعى بكل إمكاناته ليجنب أبناءه الطلاب الإخفاق في الاختبار، ويعمل في تمكينهم من تحصيل أكبر قدر ممكن من الدرجات في المادة الواحدة وفي المعدلات العامة، ومن هذه الاختبارات الاختبار النصفي (الفصل الدراسي الأول) والذي بذل الجميع فيه جهوداً تربوية مخلصة وموفقة
أيها الإخوة: من المعلوم لدى الجميع أن الاختبار النصفي معيار صادق لمدى استفادة الطالبº بل ومشير
دقيق لنجاح الطالب ولرسوبه ولتفوقة وإخفاقه ولتحديد مصيره الدراسي في النتيجة العامة، فهذه الاختبارات لها أهميتها التي لاتقل عن الاختبارات النهائية، ولها دراساتها معاييرها التي بها تتم العملية التعليمية، ومن الجدارة بمكان أن نمعن النظر في كل ما من شأنه مصلحة أبنائنا الطلاب، ومن هذه الأمور التي لابد من دراستها هو تدني مستوى الطلاب في الاختبار النصفي لهذا العام وبدورنا سوف نختصر بالمشاركة في هذه القضية حيث نجعل مدار بحثنا حول نقطتين.
* ما أسباب تدني مستوى الطلاب؟ * وما طرق العلاج النافعة لهذه المشكلة؟
أولاً: إن الناظر في أسباب تدنى المستوى، يجد أن ثمة عوامل متعددة، تعتبر مؤثرات مباشرة في القضية ونجملها في العوامل التالية:
1/ النفسية. 2/ الاجتماعية. 3/ التعليمية.
وقد يستنكر متسائل عن فلسفة هذه التقسيمات، والتي يرى أنها تخرج الموضوع عن واقعيته، الأمر الذي يجعلنا أن نؤكد أهمية اعتبار هذه الجوانبº على سبيل المثال: طالب متفوق يحضر الدروس، دائم الاستذكار استيعابه متكامل، يعتبر من النابغينº لو تعرض في طريقه وهو قادم إلى الاختبار لموقف نفسي مؤثر مثل: خبر مزعج، أو حادث مروري، أو مشاجرة كلامية. أو موقف جنائي........... الخ، كل ذلك جدير بتحويل نفسيته تحويلاً كاملاً بل قد يؤدي ذلك إلى رسوبه، ناهيك عن تدني مستوى درجتهº مثال آخر: ذلك الطالب المثالي الذي طالما كسي بالمدائح وعبارات الثناء، وحاز طوال عمره التعليمي تفوقاً علمياً، وفي سنة تعرض لوقف سلبي غاشم سخيف أثناء العملية التعليمية أدى إلى اهتزاز شخصيته باحتقاره أو استصغاره لسبب تافه، فالمعلم لم يكترث بوجوده بل لم يعبأ به ولم يعطه حقه، ربما أدى ذلك إلى تحويل نفسي وانتكاسة جديرة بتدنى مستواه العلمي في المادة نفسها، وربما تطور الأمر فكان أثره متعدياً إلى مستواه التعليمي العام.
العامل الاجتماعي: لا يقل أهمية عن العامل النفسي أبداً، فذلك الطالب المتفوق الذي فاح شباباً وتضوع عبقرية وفطنة وذكاءº تتعرض أسرته إلى موقف قدري، عادي أو غير عادي، فيكون لذلك أبلغ الأثر سلباً في تحصيله العلمي وضعف قدرته الاستيعابية أثناء العملية التعليمية والاختبارات النهائية.
بل قد يكون هناك عوامل أخرى لها آثارها، منها المالية والجسمية، والتغيرات في المراحل العمرية التي يمر بها الشاب في المراحل التعليمية: المتوسطة، الثانوية، وبداية الجامعة، وما يصاحبها من معانات وتقلبات فكرية وأزمات نفسية، فكل ذلك جدير باهتمام المعلمين التربويين، والآباء المخلصين الذين يوجبون على أنفسهم العبور بهذا الابن من مراحله الخطرة وتوجيهه الطريق السليمة بعداً عن مواطن العطب ومزالق الشهوات، الأمر الذي يوصل هذا الطالب إلى مراتب التفوق.
أما العامل الرئيسي في قضيتنا، والذي يجب علينا الاهتمام والعناية به وهو: الجانب التعليمي.
إن الجانب التعليمي هو المحور الأساسي والعامل المباشر لما نحن في دراسته وهو تدنى المستوى وإخفاق الطلاب في الاختباراتº فمعيارية هذا الجانب تقوم على خمسة أسس:
* المدرسة * المعلم * المنهج * الطالب * التقويم
فكل واحدة من هذه الخمسة له دوره الفاعل والمباشر في التأثير على مستوى الطالب سلباً وإيجاباً، بل إنها تعتبر ركائز التعليم عامة، والتي تنفذ من خلالها الأهداف التعلمية و التعليمية العامة، فباهتمامنا وتطويرنا والرقي بها نجني ثماراً ونحقق أهدافاً سامية منها ما يخص الطالب وهو المعني في موضوعنا، ومنها ما يكون عاماً حتى في المستوى الاجتماعي والبناء الدولي بجميع مجالاته، ولعلنا نؤجل التفصيل في هذه الأسس في مبحث قادم مستحثين البحث في الطرق العلاجية النافعة لإخفاق الطلاب في الاختبار النصفي.
أيها الإخوة إن الناظر في الطرق التربوية التي تعالج مثل هذه المشكلات يرى ارتباطاً وثيقاً بين جوانب العمل التعليمي والحاجة الماسة إلى توافر الظروف التعليمية النظري منها والعملي، وذلك الارتباط يؤدي بدوره إلى التكامل والمباشرة في التأثير على أي موقف من المواقف، والذي تسفر عنه نتائج مدروسة ومرغوبة قائمة على دقة المعيارية ووضوح الهدف بعيدة عن الارتجال والعشوائية، وإننا حيال موقف من المواقف التعليمية نجد أنفسنا مضطرين إلى أن نعيد النظر في جميع أعمالنا التعليمية والتربوية، وأن نعمل جادين على تطوير كل ما من شأنه رفع المستوى التعليمي لدى أبنائنا الطلاب في كل المجالات، منطلقين من مبدأ الأمانة والإخلاص في العمل، الذي سوف نسأل عنه يوم القيامة، ولنعلم أن عملنا هذا لا يقف أبداً عند شغل فراغ جدول الحصص اليومي والأسبوعي، ولا عند توفير رغبات المسؤلين والمراقبين، بل الأمر أكبر من ذلك كله، نحن محتاجون إلى معلمين جمعوا بين العلم والتربية والأبوة الصادقة والتوجيه والإخلاص، وحب العلم والعمل به، والمثالية والتكامل في كل حركة وأداء داخل الفصل وخارجه، ورحم الله معلماً أغلق باب فصله عن المراقبين، وفتح قلبه وعمله لمراقبة السميع البصير.
أيها الإخوة لا يسعنا في هذا المختصر إلا أن نشارككم اهتماماتكم بأبنائكم الطلاب الذين قدر لهم الإخفاق في هذا الفصل مقدمين لكم هذا البرنامج (برنامج رعاية الطلاب المخفقين) سائلين الله أن يجعله نافعاً مفيداً.
مقدمة:
يحتاج البرنامج إلى مشاركة الأطراف الآتية: الإدارة / المعلم / رائد الفصل / ولي الأمر.
أولاً / دور الإدارة: (الإشراف الطلابي)
1/تقديم استمارة إحصاء ومتابعة للطلاب المخفقين لكل معلم في مادته.
2/إعداد نموذج لمتابعة الأعمال الأسبوعية والتقديرات الشهرية لما يقوم به المعلمون والرواد حيال كل طالب.
3/العمل على توعية ولاة أمور الطلاب للمشاركة في متابعة برنامج الرعاية ليتم الربط بين أعمال المدرسة والبيت.
4/الربط بين المستجدات العلمية وبين ما قد يطرأ من مواقف جانبية سواء كانت تعليمية أو اجتماعية أو سلوكية والتعامل معها بحذر كي لا تسبب ردود فعل نفسية من شأنها التأثير على رعاية الطالب.
دور المعلم، وينقسم إلى قسمين: نفسي وتعليمي
1/ العمل على تشجيع الطلاب والاستمرار في التشويق لعرض كل عمل تعليمي.
2/البعد عن ألفاظ الإحباط وعبارات التأنيب وإحداث مواقف الرهبة والهيمنة، وإبدالها بعبارات رفع الجأش والمعنويات.
3/عدم التفريق بين الطالب المثالي وغيره في توزيع أسئلة المناقشة وتوجيه أسئلة يتوقع إجابتها منهم مع استحسانها.
4/قبول الخطأ والاهتمام بكل إجابة من الطلاب المخفقين والعمل على توجيهها التوجيه الأخوي بكل علمية وتكامل.
5/النزول إلى رغبات الطلاب ومسايرة اتجاهاتهم وتفكيرهم مع التوجيه السليم والمحافظة على الاحترام في نطاق الأدب العلمي الرفيع.
6/العمل على استخدام الطرق التربوية الحديثة ومحاولة التجديد ورفع المستوى الأدائي في العمل التعليمي.
7/ محاولة التأسيس العلمي لكل معلومة والتدرج في شرحها من السهل إلى الصعب ومن العام إلى الخاص، مع الاهتمام بالربط بين المعلومات وبيان التشابه بالمقارنة والتمثيل والتحليل والاستنباط.
8/ حث الطلاب على الإعداد المسبق للموضوع الجديد، ولو كان ذلك قبل الشرح في الحصة.
9/تكليف الطلاب المخفقين بواجبات أسبوعية خاصة، غير الواجبات التي يكلف بها عامة الطلاب، وتبنى على أمرين:
(أ) معلومات علمية تأسيسية، ومعلومات سابقة ((إعداد / ومراجعة)).
(ب) تدريبات تطبيقية، بحيث أن تكون معدة إعداداً جيداً في مادتها ومظهرها.
10/ اختبار الطلاب المخفقين نهاية كل شهر تعليمي، بحيث أن يكون الاختبار مطبوعاً والإجابة عنه في المنزل، وأن يكون معداً إعداداً متكاملاً في شموليته وكثرة معلوماته (عدم مراعاة الزمن).
11/ الاهتمام بكل ما سبق والعناية به حتى لا يفقد روح الجدية وحب الاستفادة.
دور رائد الفصل:
1/ متابعة أعمال الإدارة (الإشراف الطلابي) وذلك بالاطلاع على الاستمارات وخطوات المتابعة.
2/الإشراف المباشر على الاختبارات والواجبات الدورية وتشجيع الطلاب على الاستفادة منها مع بيان أهميتها.
3/التنسيق بين معلمي المواد في ناحيتين: المستجدات النفسية والعملية للبرنامجº وتوجيه فعالية كل عمل مقدم منهم.
4/ الربط بين الأعمال الإدارية والأعمال التربوية في البرنامج لتحديد مدى الحاجة إلى الكمية والكيفية التي يجب تقديمها للطلاب.
دور ولاة الأمور:
لا يختلف دور ولي أمر الطالب عن رائد الفصل إلا بمتابعة الطالب لتفعيل كل ما يقدم له من واجبات واختبارات دورية، كما يجب عليه زيارة الإدارة للاطلاع على مدى استفادة الطالب من البرنامج.
ملاحظات يجب مراعاتها:
* يجب ألا نشعر الطالب بدقة الملاحظة وتحميله أعباء الرقابة بدرجة أنه يفقد شخصيته فلا يهتم بكل ما حوله، الأمر الذي يفقدنا أهمية الرعاية في هذا البرنامج.
* يجب أن نطلع الطالب على أعمال المتابعة كي يكون في واقعية ووضوح، بل وقناعة بكل ما نقوم به.
* يجب إقناع كل الأطراف المعنيين بأهمية أعمال البرنامج، وذلك للعمل الدقيق المنظم البعيد عن العشوائية والاتكالية وعدم الشعور بالمسؤليات المناطة بكل طرف، والبعد عن العبارات المحبطة، مع العمل على التجديد والتطوير وإبداء الآراء التربوية الفاعلة والهادفة مستبعدين المصالح الذاتية.
هذا ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعمل الصالح الذي يرضى به عنا ويسددنا فيما ينفع طلاب العلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد