الإسلام ذلك الدين العظيم الذي ارتضاه الله للبشرية جمعاء ديناً قيماً خالداً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حيث قال فيه: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً..))(3) المائدة، هذا الدين العظيم كان له الأثر الواضح في تغيير النفوس والأفكار نحو الأفضل والأصلح بالنسبة لمعتنقيه (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.... )) الإسراء، وليس هذا في الأجيال المتلاحقة إنما في نفس الجيل وحتى في نفس الشخصية، وإن المتتبع لمن أسلم وحسن إسلامهم في مختلف الأزمان يلاحظ مستغرباً كيف انقلبت حال هؤلاء الأشخاص من حال إلى حال، وكيف نبذوا ما حملوه من أفكار وقيم بمجرد الدخول في هذا الدين، وفور تسلل شعاع النور إلى قلوبهم، وما الصحابة - رضوان الله عليهم - في مجملهم إلا مثالاً واضحاً لما نقول، فقد كان الواحد منهم في الجاهلية جلفاً، قاسياً، شحيحاً، لكنه ينقلب رأساً على عقب بمجرد أن يصدع بالحق، ويعلن الدخول في الإسلام، ومن أمثلة هذا الذي نذكره تلك المرأة العربية التي سميت بالخنساء واسمها ( تماضر بنت عمرو ونسبها ينتهي إلى مضر ) فقد مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان مختلفاً مع سابقتها أشد الاختلاف، متنافراً أكبر التنافر، أولاهما في الجاهلية وثانيهما في الإسلام، وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة.
- أما الحالة الأولى فقد كانت في الج
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد