بسم الله الرحمن الرحيم
شاب يافع تفوق على أقرانه لسنوات، وشُهد له بالالتزام ومحبة العلم، والتمكن من بعض مسائله، ولكن ظهر منه بعد ذلك التراجع والنكوص، وأصبح متساهلا بل ومظهرا للمعاصي مجاهرا بها، كيف السبيل إلى إعادته إلى طريق الهدى وهو يحفظ أكثر مما نحفظ ويُحسن من الوعظ مالا نحسن أو هكذا كان.
كثير ما يتردد هذا السؤال وخلاصته كيف نتعامل مع المنتكس؟
والجواب:
ينبغي أن نعلم أن لكل حالة منتكسة وضعها الخاص، وهذا يعني أن طبيعة التعامل مع المنتكسين ليست على درجة واحدة، ولذا يمكن ذكر بعض الوصايا العامة ولكل أخ أن يختار منها ما يناسب الحالة التي أمامه فمن الوصايا في التعامل مع الشاب بعد انتكاسه، ما يلي:
1- ينبغي أن نعلم أن الإنسان الذي عرف الهدى واستقام ثم انحرف يحتاج ارجاعه إلى صبر وطول نَفَس، والذي يظهر من التجربة أن مثل هذا الصنف يحتاج إلى نوعية أخرى تخاطبه غير النوعية التي كان يعيش معها يوم أن كان ملتزما، والسبب في ذلك أن هذا الشاب قد يكون حاملا لانطباع غير جيد عن مجموعته الأولى فيصده ذلك عن لين الجانب والرضوخ للحق.
2- مثل هذه النوعية -التي ذكرت في الوصية الأولى لا يحسن أن يؤتى على سبيل التوبيخ والذم والتقريع، بل ينصح بالتي هي أحسن، ويفتح باب الحوار معه ويستمع إليه، ويعطى فرصة ليُبين ما لإشكالات التي شجعته على النكوص، وما لأخطاء التي أثرت عليه ليصل إلى ما وصل إليه، وبعد ذلك يُجاب عليه وتُدفع الشبهات وترفع الإشكالات ويؤخذ بيده،، وما كان الرفق في شيء إلا زانه..
3- من المنتكسين من يكون في خطواته الأولى للتراجع عن الالتزام فمن كانت هذه حاله فالأولى الاقتراب منه جدا دون أن يشعر بأنه يعامل كمنتكس، ويشجع على أعمال الخير ويُطالب بحضور مجالس الصالحين ليرتقي إيمانه فلعل الأمر فتور بعد شِرَه.
4- من المنتكسين من تحرك في هذا الاتجاه المظلم بسبب بعض الأخطاء التي وقعت عليه من مجموعته الدعوية أو بسبب عدم تآلف بينه وبينهم..
فينبغي إقناعه بأن المؤمن يتمسك بدينه ولو كان وحيدا فريدا ويبين له أن الالتزام ليس حكرا على هذه المجموعة الطيبة فإن مجالس الصالحين كثيرة..
فلو عاش مع غير هذه المجموعة لكانت النهاية المشرقة لهذه المشكلة
وهذا خير له من النكوص.
5- وصية مهمة وهي ألا تقطع العلاقة بالمنتكس ولو أصر على نكوصه وجاهر بمعاصيه فإن من المنتكسين من يزيد فحشه وفجوره بسبب غلظة الصالحين وشدة تعاملهم معه بعد تغير حاله ومادام أنه لم يرتد عن الإسلام ولكن تساهل في مواقعة الذنوب، فإن حق المسلم مازال باقيا.
والواقع يشهد أن بعض المنتكسين إنما تراجع لنزوة وشهوة جارفة أخذت به حتى إذا أروى قلبه المتعطش إلى المعاصي أُصيب بالملل واكتشف انها لذة تنقطع وتبقى حسراتها
وعندها يعلم علم اليقين أن لا لذة ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بالالتزام بالدين والسعي فيما يرضي الله حينها سيتذكر أخاه الصالح الذي لم ينقطع عن الاتصال به والسؤال عن حاله فيسارع إلى لقائه ليُعلن رجوعه إلى الله فالمؤمن قوي بإخوانه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد