كيف صنع الشيخ أحمد ياسين دوره في الحياة؟
1- الإيمان بالفكرة إلى حد الاعتقاد:
يقول الشهيد سيد قطب - رحمه الله - في رسالته أفراح الروح: \" آمن أنت أولاً بفكرتك آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون!! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة!..
لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان، ولم تصبح كائناً حياً دب على وجه الأرض في صورة بشر!.. كذلك لا وجود لشخص - في هذا المجال ـ لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص...
إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد، أو المعنى واللفظº عملية في بعض الأحيان مستحيلة، وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء!
كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان! أما الأفكار التي لم تطعم هذا الغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبراً واحداً إلى الأمام \".
2- الشعور بأنه يملك شيئاً يمكن أن يقدمه للآخرين و هم في حاجة إليه:
\"... فحدوث هذا الشعور عنده يكون سبباً لفعاليته و نشاطه ، و يمكن أن يتضح ذلك إذا نظرنا إلى العكس و هو أن الإنسان إذا لم يكن عنده شيء يقدمه للآخرين أو على الأقل يشعره بمساهمته معهم يصيبه الانطواء و الخمول.. و يمكن أن يلاحظ في الإنسان الذي يحسن شيئاً يحتاج إليه الآخرون يشعره ذلك بقيمته و يجعله فعالاً في بيانه و تطبيقه... فإذا ما تحقق الإنسان من أهمية جهده في صنع أحداث التاريخ و أدرك بجانب ذلك أنه يملك الشيء الذي يفتقده العالم للتغلب على مشاكله (انطلق ليحقق الكثير في دنيا الناس) ، فإن من لا يفهم أنه يملك أفكاراً عادلة و أعمالاً صالحة يمكن أن يخرج بها الناس من الظلم و الظلمات لا يمكن أن يكون آمراً بالعدل... فإذا توفر إدارك أثر جهد الإنسان... يكون ذلك سبباً في ارتفاع درجة الفاعلية التي تشيع في جميع أفراد الأمة من صغيرها إلى كبيرها و من رجالها إلى نسائها ، فإن هذه المفاهيم كالغيث إبان الربيع يساهم في تحريك النباتات و البراعم في كل مكان \".
3- الإلحاح على الله بالدعاء و الاستعانة به - سبحانه وتعالى-:
و هذه هدية الحبيب - صلى الله عليه وسلم - لحبيبه معاذ حيث قال: \" يا معاذ إني لأحبك فلا تنسى دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكر و شكرك و حسن عبادتك \".
4 - كان على قدم الاستعداد:
يقول الشيخ البنا - رحمه الله - تعالى -واصفاً المجاهد: \" أستطيع أن أتصور المجاهد ، شخص قد أعد عدته ، و أخذ أهبته ، و ملك عليه الفكر فيما هو فيه نواصي نفسه و جوانب قلبه ، دائم التفكير ، عظيم الاهتمام ، على قدم الاستعداد أبداً، إن دُعي أجاب ، أو نودي لبى ، غدوه و رواحه و حديثه و كلامه و جده و لعبه لا يتعدى الميدان الذي أعد نفسه له\".
وفي الوقت نفسه يصف عكس يكون حال الجاد فيقول: \" الذي ينام ملء جفنيه ن و يأكل ملء ماضغيه ، و يضحك ملء شدقيه ، و يقضي وقته لاهياً لاعباً عابثاً فهيهات أن يكون من الفائزين ، أو يكتب في عداد المجاهدين \".
5- حماسة القلب و تعلقه بالغاية:
يقول الشيخ المودودي - رحمه الله -: \" إن من الواجب أن تكون في قلوبكم نار متقدة تكون في ضرامها على الأقل مثل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابناً له مريضاً و لا تدعه حتى تجره إلى الطبيب أو عندما لا يجد في بيته شيئاً يسد به رمق حياة أولاده فتقلقه و تضطره إلى بذل الجهد و السعي. إنه من الواجب أن تكون في صدروكم عاطفة صادقة تشغلكم في كل حين من أحيانكم في سبيل غايتكم ، تعمر قلوبكم بالطمأنينة و تكسب لعقولكم الإخلاص و التجرد ، تستقطب عليها جهودكم و أفكاركم بحيث إن شؤونكم الشخصية و قضاياكم العائلية إذا استرعت اهتمامكم فلا تلتفون إليها إلا مكرهين ، و عليكم بالسعي ألا تنفقوا لمصالحكم الشخصية إلا أقل ما يمكن من أوقاتكم و جهودكم ، فتكون معظمها منصرفة لما اتخذتم لأنفسكم من الغاية في الحياة. و هذه العاطفة ما لم تكن راسخة في أذهانكم ، ملتحمة مع أرواحكم و دمائكم ، آخذة عليكم ألبابكم و أفطاركم فإنكم لا تقدرون أن تحركوا ساكناً بمجرد أقوالكم... \"
6- العزيمة و قوة الإرادة و الثقة بالنفس:
إن تحقيق هدفك بحاجة إلى مزيد من العزيمة ، و قوة الإرادة و الثقة بالنفس ، و القوة النفسية ، و الشجاعة الأدبية ، بيد أنك ستواجه سيلاً عارماً من التثبيط و من التشكيك ، و من التنقيص ، و كل ذلك بهدف التقليل من مكانتك و شأنك ، و لا ضير من ذلك إذا كانت مناعتك النفسية قوية ، فهناك عوائق و عقبات و مشاكل في طريق هدفك ، عليك أن تستعد لكل ذلك و أبعد من ذلك ، و تأكد من أن الطرق المتكرر لابد و أن يفتت الصخرة الصماء \".
7- التدرب على جعل العزيمة واقعاً في دنيا الناس:
\" النفس بحاجة إلى تمارين مستمرة و تدريب لا يتوقف.. تدرب تدريباً على مراس البطولة و أعمال البطولة على الجد والاجتهاد نوع على التفكير و التأمل ، على البحث و الروية على التقرير و المضي فيما تقرر ن و مهما تكن إرادتك هزيلة رجراجة جازعة لا تلبث إذ تدربها أن تقوى و تشتد ، و تفرض نفسها عليك لتفرض نفسك على الحياة والأحياء من بعد \".
8- إدارة الوقت:
\" إن الساعة من الوقت بالنسبة للإنسان الفعّال ، لها قيمتها ، حتى أن الساعة إلي يظن أنها لا يمكن استخدامها في شيء فإن الإنسان الفعّال يستخدمها في شيء نافع ، فالزمن زمن بالنسبة لكل إنسان ، و لكن بالنسبة للإنسان الفعال زمن تتولد فيه حقيقة من حقائق الحياة و لحظات تنبض بالحيوية لا لحظات خامدة ميتة لهذا مما يشق على الإنسان أن يسأل يوم القيامة عن عمره فيما أفناه \"
و يقول أحد الغربيين: \" كل رجل ناجح لديه نوع من الشباك يلتقط به نحاتات و قراضات الزمان ، و نعني بها فضلات الأيام و أجزاء الصغيرة من الساعات مما يكنسه معظم الناس بي مهملات الحياة ، و إن الرجل الذي يدخر كل الدقائق المفردة و أنصاف الساعات ، و الأعياد غير المنتظرة ، و الفسحات التي بين وقت و آخر ، و الفترات التي تنقضي في انتظار أشخاص يتأخرون عن مواعيد مضروبة لهم ، و يستعمل كل هذه الأوقات و يستفيد منها ليأتي بنتائج باهرة يدهش لها الذين لم يفطنوا لهذا السر العظيم \"
9- لا يخاف من الناقدين:
\" لو أنك تهيبت العمل خوفاً من الناقدين لما عملت أبداً ، و لكن اعمل ما تعتقد صحته ، و تُرجح فائدته ، و ترضي به ربك ، و تكسب به ثناء العقلاء و المخلصين فإن غضب عليك ذلك في حياتك من غضب فسيرضى منهم عنك بعد موتك من يرضى\".
10- لن تموت فكرة صالحة:
يقول سيد قطب - رحمه الله -: \".. هناك أشياء كثيرة أود أن أعملها لو مد لي في الحياة ولكن الحسرة لن تأكل قلبي إذا لم أستطعº إن آخرين سوف يقومون بها، إنها لن تموت إذا كانت صالحة للبقاء، فأنا مطمئن إلى أن العناية التي تلحظ هذا الوجود لن تدع فكرة صالحة تموت... \".
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــ
المراجع:
1- عجز الثقات ، د. محمد موسى الشريف ، ص 168.
2- تذكرة دعاة الإسلام ، أبو الأعلى المودودي ، ص 40 41.
3- الشخصية الناجحة ، ص 71.
4- الشخصية الناجحة ، ص 42.
5- سبيلك إلى الشهرة و النجاح ، ص 56.
6- هكذا علمتني الحياة ، د. مصطفى السباعي ، ص 341.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد