منائر الفساد


  

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم إن مما عم البلاء به في هذا الزمن حتى أصبح خطره لا يخفى على مسلم، ما تجنيه البلاد اليوم من ثمار مؤلمة من وراء ما يسميه الناس اليوم [الدش] ولم تتوقف مع الأسف هذه الثمار عند الأخلاق والقيم فحسب، بل تعدت ذلك إلى العقيدة التي هي أعز ما يملكه المسلم وأساس الدين وقوامه، ولسنا هنا بصدد بيان مخاطر هذه القنوات الفاسدة، إذ أنه لم يعد خافيا على أحد خطرها بل كل عاقل يدرك ذلك، بل أن كثيرا من الناس قد عاش أو شاهد هذه المخاطر بنفسه.

 

ولكن أخي في الله نحن هنا مذكرين لك بخطورة هذه القنوات، ومحذرين لك من دوام إبقائها في المنزل، لما لها من مفاسد ومخاطر عظيمة علك قد سمعت ببعضها، واليك أخي الكريم هذه الإحصائيات حول خطورة هذه القنوات وخاصة في هذا المجتمع المحافظ:

 

1) أنّ 85،6% من المحكوم عليهم في جرائم جنسية متنوعة كانوا يميلون في أوقات فراغهم إلى مشاهدة الأفلام الجنسية، عبر القنوات الفضائية.

 

2) وأنّ ما نسبته 53،7% من المجرمين الجنسيين كان لهم تعلق واهتمامات بالصور الجنسية المثيرة التي لها دور واضح في ارتكاب جرائم اغتصاب الإناث وهتك عرض الذكور بالقوة في مجتمعنا.

 

3) أنّ 85% أو يزيد من القضايا الأخلاقية التي تُعرض على الهيئات والشرط يوجد عند أصحابها قنوات فضائية.

 

4) أنّ 97%من المسلسلات المدبلجة تدور على الحب والخيانة، و 91% تمثل خطراً على أخلاقيات المراهقين.

 

5) أنّ هذه القنوات تدور في الأغلب الأعم على الجنس.

 

ولخطورة هذه القنوات أخي الفاضل فإن بعض الدول الكبرى كالصين وكندا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، أصبحت تخاف على ثقافتها ومواطنيها من أثر الانفتاح الإعلامي الغير منضبط، ومن ذلك ما قام به وزير الثقافة البريطاني (كريس سميث) من فرض الحظر على بعض القنوات التي تعرض الجنس حمايةً للمجتمع البريطاني، وما صرح به رئيس وزراء كندا (ترونو) من خطورة تأثير الثقافة الأمريكية على الشعب الكندي.

 

بل أن هذا الانفلات الإعلامي أخي الفاضل تسبب في نشوء ظاهرة خطيرة في مجتمعنا تجاوزت حتى قضايا الزنا والخطف والمعاكسات والشذوذ الجنسي إلى ما يسمى بظاهرة (الاعتداء على المحارم) والعياذ بالله.

 

إنّ هذه القنوات الفاسدة أخي في الله أصبحت مدرسة للانحراف وتعلمٌ للجريمة وتفجير للغرائز وتدمير للقيم كما تشير بعض الدراسات والإحصائيات، ولعل الواقع وما تشهده السجون خير شاهد على تلك الظواهر الخطيرة التي بدأت تتفشى في المجتمع، والتي لم تكون موجودة قبل دخول هذه القنوات إلى هذه البلاد.

 

فإنّ كان هذا هو حال الجيل اليوم والذي بدأت تظهر عليه بوادر انحرافية خطيرة في مدة وجيز، فكيف سيكون الوضع بعد 5 أو10 سنوات؟ والله المستعان.

 

واعلم أخي في الله أنّ التدمير الإعلامي الواقع على الأمة هو أخطر أنواع التدميرº لأنه يصيب الأمة في مقتل وفي أعز ما تملك: في شبابها وشاباتها.

 

ونختم نداءنا هذا بآيتين كريمتين:

قال الله - تعالى -: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبٌّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدٌّنيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمُونَ) (النور:19)

وقال - سبحانه -: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَريَةً كَانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتِيهَا رِزقُهَا رَغَداً مِن كُلِّ مَكَانٍ, فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوفِ بِمَا كَانُوا يَصنَعُونَ) (النحل:112)

 

وأخيرا أخي المسلم هذه إشارات لك لبيان خطورة هذه المنائر التي علت على البيوت، بدون رادع من دين أو زاجر من حياء، فلا تكن أخي الكريم معواناً لأعداء دينك الذين يسعون لإفسادك وإفساد ذريتك ومجتمعك من خلال ما يبث في هذه القنوات من أنواع المفاسد والرذائل.

 

وأحذر أن تكون معواناً للشيطان في إفساد أولادك وبناتك، وأهل بيتك بإدخال هذه القنوات عليهم، فتكون غاش لهم مضيعا لأمانة الله فيهم.

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: \"ما من والٍ, يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرّمه الله عليه الجنة\" رواه البخاري ومسلم.

وقد أفتى العلماء - رحمهم الله - ممن عاصر هذه القنوات: (بأن من مات وفي بيته هذه القنوات فقد مات وهو غاش لرعيته).

 

فهل تقدم أخي الكريم هذه القنوات الفاسدة ولذتها الزائفة على جنة عرضها السموات والأرض؟؟؟

غير ما تجنيه من فساد في أهلك وبيتك

ومن ترك شيئا لله عوضه الله أفضل منه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply