وَقفتُ أمامَه كما أقف كلَّ يوم بل كل لحظة، لكنه اليوم زًمجر وأزاح وجهه وتنهَّد وقال: دَعني يا صاحبي فها أنا اليوم أُلعن وأُشَوه، ويُتَاجرُ بي خَسِيسُون من الأخلاق عُزَّل.
أثَّر بي صاحبي واضطرني إلى أن أُبرر ما يَحدُثº فقلت له:
أيها الحب إننا نحبك ونسعى كل يوم للاحتفاء بك. فكلما شعرنا بالوفاء لأزواجنا قلنا: أحبك. وكلما تأملنا الجمال قلنا: نحبك. ونحب الطفولة ونحب الرجولة ونحب الأنوثة ونحب العفة والطهر، ونحب العصفور لنده والنحلة للورد، ونحب للمريض الشفاء، والعافية للمبتلى…
يؤلمنا أيها الحب أن يقترن معناك بالعلاقة الجنسية الرخيصة والخيانة الزوجية وعبثية المراهقين، والليالي الحمراء في أحضان السكارى والفاسقين.
يؤلمنا أيها الحب أن تَموت كلَّ السَّنة وأن تُدفن ليلةَ الرابعَ عشَرَ على أنغام ورقصات المكروهين، وفي الصباح يضحك لموتك سماسرة الأخلاق وأصحاب الشركات وهم يطربون لنغمات الأرقام وتكديس الأموال التي جَنَوها احتفاءً بموتك.
أيها الحب لا تحزن ما زال في الدنيا مُحِبٌّون عقلاء يفرحون كلما أحبوا فأخلصوا، ويسعدون كلما رأوك ترفرف فوق رؤوسهم يعرفون أنهم رجال ونساء، يعرفون أنهم أعلى من البهيمة شأناً وأعز قدراًº لا يبيعون أجسادهم ولا يلوثون أحاسيسهم، ولا يحبون ليوم واحد، ولا يبحثون عن لاهٍ, يُمضون معه دقائق يتبادلون فيها شعور الكاذبين.
أيها الحب شبابنا وفتياتنا ضحايا لا تهجرهم، لعب الإعلام بوجدانهم، وانتصَرَ عليهم تجار الرقيق الأبيض، وغَشَّهم أصحاب الدعاية وفن التسويق، فاعتبروهم سلعة يوماً، ويعتبرونهم في كل حين مستهلِكين.
أيها الحب ابتَسِم في وجه هؤلاء وضُمَّهُم إليك بعطف ولين واغمرهم بحنان المحبين، وقل لهم:
أنتم الذين سَخَّر الله لكم الكون لخدمتكم وأكرمكم بكل ما تحبون، والله يحبكم ويحب سلامتكم فقانونَ الله في الحياة لا تنتهكوه، ولا تنصروا أصحابَ الرذيلة، وعندما نأمن على أنفسنا ومشاعرنا في الدنيا ونضمن برحمة الله ومحبته في الجنة: لقاءَ المحبين.
لَوَّحَ الحبٌّ بيده أراد وداعي، تبسمت قائلاً: لن أودعكº فالحب حياة، والحياة حب!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد