مشكلات الشباب


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

مرحلة الشباب من المراحل المهمة في عمر الإنسان فيها يتحدد الاتجاه ومن خلالها تبنى العقائد، وفي طورها تتشكل النفس وتنغرس الأخلاق. وفي مرحلة الشباب يحتدم الصراع بين الخير والشر، وبين الحق الباطل، وبين حياة الطهر والعفاف، أو حياة اللهو والضياع. 

ومعلوم أن الشباب في هذه السن يتعرضون لأنواع متعددة من المشكلات والأزمات الفكرية والسلوكية والنفسية والجسدية.. ولا عاصم لهم من هذه المؤثرات إلا التمسك بالإسلام والسير على منهجه وتوجيهاته. 

ويمكن حصر مشكلات الشباب في النقاط الآتية:

مشكلات الانحراف عن الدين وترك العبادة والعيش في هذه الحياة بلا هدف ولا رسالة ولا دين، أو الإيمان بعقائد الدين نظرياً وتركها عملياً كما قال الله - تعالى -: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً". (مريم: الآية 59). أي أنهم لم ينكروا الإيمان والصلاة والطاعة بل أضاعوا ذلك فاستحقوا عقوبة الله.

والإنسان الذي يدع دينه ويتحلل من عقيدته سيقع في خطيئتين كبيرتين الأولى أن فطرته التي فطره الله عليها إن لم تدن بالدين الحق سوف تدين بالدين الباطل وسيعبد الإنسان آلهة أخرى من دون الله، والثانية أنه سيظل في حالة افتقار وفي حاجة إلى من يملأ عليه فقر قلبه.

يقول الإمام ابن القيم: "لا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح إلا بأن يكون إلهه وفاطره وحده هو معبوده وغايته ومطلوبه وأحب إليه من كل ما سواه".

ومن مشكلات الشباب تلبية مطالب الجسد، وهذه المطالب إن لم تؤخذ عن الطريق المشروع، فإن الشباب بعامل الغريزة فيه والاندفاع سيبحث عنها من غير الوجه المشروع وأهم هذه المطالب الجسدية التي وجه الإسلام إلى تحقيقها من خلال الضوابط الشرعية:

إشباع الغريزة الجنسية عن طريق الزواج، قال الله - تعالى -: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا عليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون". (الروم: الآية 21).

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاثاً الشباب على الزواج: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج".(متفق عليه).

تلبية الحاجات الضرورية لبقاء الجسم وسلامته كالطعام والشراب والغذاء والدواء. وما يؤدي إلى تحقيق ذلك من الكد والعمل. قال الله - تعالى -: "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكُلوا من رزقه".(الملك: الآية 15).

الترويح البريء الذي يجدد النشاط ويذهب العناء ويحتاج البدن إلى الترويح حتى من جهد العبادة لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد". (رواه البخاري). 

ومن مشكلات الشباب العزوف عن العلم ومدارسته والميل إلى حب اللهو والكسل... وهذه المشكلة تجر إلى مشكلات أخرى، فغالباً ما يكون هؤلاء الشباب العازفون عن العلم ضحايا للحياة الذليلة أو للإدمان على المخدرات أو عناصر غير نافعة في المجتمع تكرس البطالة وتعطل الإنتاج. 

وقد وجه الإسلام إلى أهمية العلم بذكر مناقب الشباب المتعلم والمبرز فيه، فقال - صلى الله عليه وسلم-: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت".(رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).

ومن أزمات الشباب الأزمة الأخلاقية ومجافاة الفضائل والتمرد على العادات الصحيحة، وعلاج هذه الأزمة إنما يكون بالتربية والتوجيه وضرب المثل والقدوة أمام الشباب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply