السلف والعبادة1/3


 

بسم الله الرحمن الرحيم

من هدي السلف في العبادة:

قال الوليد بن مسلم: رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه، يذكر الله حتى تطلع الشمس، ويخبرنا عن السلف: أن ذلك كان هديهم، فإذا طلعت الشمس، قام بعضهم إلى بعض، فأفاضوا في ذكر الله، والتفقه في دينه.

 

معنى الخشوع:

سئل الأوزاعي عن الخشوع في الصلاة، قال: غض البصر، وخفض الجناح، ولين القلب، وهو الحزن، الخوف.

من كان بالله أعرف كان منه أخوف

روى حماد بن زيد عن أيوب قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة، فإن قضى الله موتا، دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قال: والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إلي من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلا.

 

التوازن عند السلف:

قال بلال بن سعد: أدركتهم يشتدون بين الأغراض يضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهبانا.

 

تأثر السلف بالجنائز:

قال ثابت البناني: كنا نتبع الجنازة فما نرى إلا متقنعا باكيا أو متقنعا متفكرا.

 

العابد الرباني وهيب بن الورد. قال ابن إدريس: ما رأيت أعبد منه.

 

وقال ابن المبارك: قيل لوهيب: يجد طعم العبادة من يعصي؟ قال: ولا من يهم بالمعصية.

 

وصفة في مكابدة الشيطان ومغالبته:

قال الحارث بن قيس العابد الفقيه التابعي: إذا كنت في الصلاة، فقال لك الشيطان: إنك ترائي، فزدها طولا.

 

لم يكن أهل البيت من الغافلين:

ابن أم عبد الصحابي الجليل رجله في الميزان أثقل من جبل أحد أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -

 

روى مسلم في صحيحه عَن أَبِي وَائِلٍ, قَالَ غَدَونَا عَلَى عَبدِ اللَّهِ بنِ مَسعُودٍ, يَومًا بَعدَ مَا صَلَّينَا الغَدَاةَ فَسَلَّمنَا بِالبَابِ فَأَذِنَ لَنَا قَالَ فَمَكَثنَا بِالبَابِ هُنَيَّةً قَالَ فَخَرَجَتِ الجَارِيَةُ فَقَالَت أَلا تَدخُلُونَ فَدَخَلنَا فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يُسَبِّحُ فَقَالَ مَا مَنَعَكُم أَن تَدخُلُوا وَقَد أُذِنَ لَكُم فَقُلنَا لا إِلا أَنَّا ظَنَنَّا أَنَّ بَعضَ أَهلِ البَيتِ نَائِمٌ قَالَ ظَنَنتُم بِآلِ ابنِ أُمِّ عَبدٍ, غَفلَةً قَالَ ثُمَّ أَقبَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى ظَنَّ أَنَّ الشَّمسَ قَد طَلَعَت فَقَالَ يَا جَارِيَةُ انظُرِي هَل طَلَعَت قَالَ فَنَظَرَت فَإِذَا هِيَ لَم تَطلُع فَأَقبَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّ الشَّمسَ قَد طَلَعَت قَالَ يَا جَارِيَةُ انظُرِي هَل طَلَعَت فَنَظَرَت فَإِذَا هِيَ قَد طَلَعَت فَقَالَ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَقَالَنَا يَومَنَا هَذَا فَقَالَ مَهدِيُّ وَأَحسِبُهُ قَالَ وَلَم يُهلِكنَا بِذُنُوبِنَا قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ قَرَأتُ المُفَصَّلَ البَارِحَةَ كُلَّهُ قَالَ فَقَالَ عَبدُ اللَّهِ هَذًّا كَهَذِّ الشِّعرِ إِنَّا لَقَد سَمِعنَا القَرَائِنَ وَإِنِّي لأَحفَظُ القَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقرَؤُهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنَ المُفَصَّلِ وَسُورَتَينِ مِن آلِ حم *

 

 كثرة بكائه من خشية الله (ابن عمر)

بإسناد رجاله ثقات عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ: { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } بكى حتى يغلبه البكاء

 

بإسناد رجاله ثقات عن محمد بن زيد: أن ابن عمر كان له مهراس فيه ماء، فيصلي فيه ما قدر له، ثم يصير إلى الفراش يغفي إغفاءة الطائر، ثم يقوم، فيتوضأ ويصلي، يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة

 

وعن نافع: كان ابن عمر لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر.

 

قال ابن المبارك:

 

   بغض الحياة وخوف الله أخرجني  وبيع نفسي بما ليس له ثمنا

 

   إني وزنت الذي يبقى ليعدله  ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا

 

سيد التابعين وزاهد العصر أبو مسلم الخولاني:

 

يؤدب ويروض نفسه بضربها:

قال عثمان بن أبي العاتكة: علق أبو مسلم سوطا في المسجد، فكان يقول: أنا أولى بالسوط من البهائم، فإذا فتر، مشق ساقيه سوطا أو سوطين (أي ضرب بسرعة). وكان يقول: لو رأيت الجنة عيانا أو النار عيانا ما كان عندي مستزاد.

 

كثرة صومه حتى في الجهاد:

عن عطية بن قيس، قال: دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غاز في أرض الروم، وقد احتفر جُورة في فسطاطه، وجعل فيها نطعا وأفرغ فيه الماء وهو يتصلق فيه (وهو التقلب على جنبيه) فقالوا: ما حملك على الصيام وأنت مسافر؟ قال: لو حضر قتال لأفطرت، ولتهيأت له وتقويتº إن الخيل لا تجري الغايات وهن بُدًن، أو ما تجري وهن ضُمر، ألا وإن أيامنا باقية جائية لها نعمل.

 

عامر بن عبد قيس القدوة الولي الزاهد أبو عبد الله التميمي البصري

كان ثقة من عباد التابعين يشغل نفسه باقراء الناس.

 

قلبه معلق بالصلاة

عن الحسن أن عامرا كان يقول: من أُقرئ؟ فيأتيه ناس، فيقرئهم القرآن ثم يقوم فيصلي إلى الظهر، ثم يصلي إلى العصر، ثم يقرئ الناس إلى المغرب، ثم يصلي مابين العشائين، ثم ينصرف إلى منزله، فيأكل رغيفا، وينام نومة خفيفة، ثم يقوم لصلاته، ثم يتسحر رغيفا ويخرج.

 

تورمت قدماه من طول الصلاة:

كان عامر لا يزال يصلي من طلوع الشمس إلى العصر، فينصرف وقد انتفخت ساقاه فيقول: يا أمارة بالسوء، إنما خلقت للعبادة.

 

خشيته وخشوعه بين يدي الجبار:

عن أبي الحسن المجاشعي قال: قيل لعامر بن عبد قيس: أتحدث نفسك في الصلاة؟ قال: أحدثها بالوقوف بين يدي الله، ومنصرفي.

 

أنس بطاعة الله فبكى عند فقدها:

قال قتادة: لما احتضر عامر بن عبد قيس بكى، فقيل ما يبكيك؟ قال: ما أبيك جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل.

 

العابد التابعي هرم بن حيان العبدي،

قاد بعض الحروب في أيام عمر وعثمان، قال ابن سعد: كان عاملا لعمر، وكان ثقة، له فضل وعبادة.

 

مناداته للصلاة في الليل:

قال المعلى بن زياد: كان هرم يخرج في بعض الليل وينادي بأعلى صوته: عجبت من الجنة كيف نام طالبها؟ وعجبت من النار كيف نام هاربها؟ ثم يقول: { أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا}

 

أقبل على الله بقلبك يقبل الناس عليك:

قال قتادة: كان هرم بن حيان يقول: ما أقبل عبد بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقه ودهم.

 

 

الإمام القدوة أبو عمرو الأسود بن يزيد النخعي كان من رؤوس العلم والعمل.

يضرب بعبادته المثل:

قال الذهبي: وهو نظير مسروق في الجلالة والعلم والثقة والسن يضرب بعبادهما المثل.

 

ملازته للعبادة ومداومته عليها:

سئل الشعبي عن الأسود بن يزيد فقال: كان صواماً قواماً حجاجاً.

 

وقال أبو إسحاق: حج الأسود ثمانين، من بين حجة وعمرة.

 

وكان يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال.

 

حياؤه من الله - جل وعلا -:

عن علقمة بن مرثد قال: كان الأسود يجتهد في العبادة، ويصوم حتى يخضر ويصفر، فلما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ فقال: مالي لا أجزع، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت، إن الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه، فلا يزال مستحيا منه.

 

التابعي الجليل، فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها، الإمام، الحافظ، المجود، المجتهد الكبير، أبو شبل علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي عم الأسود.

 

يختم القرآن في خمس:

روى الأعمش عن إبراهيم قال: كان علقمة يقرأ القرآن في خمس، والأسود في ست، وعبد الرحمن بن يزيد في سبع.

 

التابعي الإمام، القدوة، العلم، أبو عائشة مسروق بن الأجدع الوادعي الهمداني.

تورمت قدماه من طول القيام:

روى أنس بن سيرين عن امرأة مسروق قالت: كان مسروق يصلي حتى تورم قدماه، فربما جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه.

 

قال العجلي: تابعي ثقة، كان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون القرآن ويفتون. وكان يصلي حتى ترم قدماه.

 

حج فلم ينم إلا ساجدا:

روى شعبة عن أبي إسحاق، قال: حج مسروق فلم ينم إلا ساجداً على وجهه حتى رجع.

 

آنس نفسه في الصلاة فما يأسى إلا عليها:

قال سيعد بن جبير، قال لي مسروق: ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب، وما آسى على شيء إلا السجود لله - تعالى -.

 

العلم الخشية

الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: كفى بالمرء علما أن يخشى الله - تعالى -، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله.

 

مرة الطيب، ويقال له أيضا: مرة الخير لعبادته وخيره وعلمه، وهو مرة بن شراحيل الهمداني الكوفي، مخضرم كبير الشأن روى عن أبي بكر وعمر وابن مسعود.

 

أكل التراب جبهته:

وثقه يحي بن معين. وبلغنا عنه أنه سجد لله حتى أكل التراب جبهته.

 

وقال عطاء بن السائب: رأيت مصلى مرة الهمداني مثل مبرك البعير.

 

قال الذهبي: ما كان هذا الولي يكاد يتفرغ لنشر العلم، ولهذا لم تكثر روايته، وهل يراد من العلم إلا ثمرته.

 

أشبه الناس هديا وصلاة وخشوعا برسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

 

عمرو بن الأسود العنسي الحمصي، أدرك الجاهلية والإسلام، كان من سادة التابعين دينا وورعا.

حج عمرو بن الأسود، فلما انتهى إلى المدينة، نظر إليه ابن عمر وهو يصلي فسأل عنه، فقيل: شامي يقال له: عمرو بن الأسود، فقال: ما رأيت أحدا أشبه صلاة ولا هديا ولا خشوعا ولا لبسة برسول الله – صلى الله عليه وسلم - من هذا الرجل.

ثم بعث إليه ابن عمر بقرى وعلف ونفقة، فقبل ذلك ورد النفقة.

وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود.

 

الأمير الكبير، العالم النبيل، أبو بحر الأحنف بن قيس التميمي، أحد من يضرب بحلمه وسؤدده المثل، وفد على عمر.

 

صيام مع الكبر إعداد للسفر الطويل:

قيل للأحنف: إنك كبير، ولا صوم يضعفك. قال إني أعده لسفر طويل. وقيل: كانت عامة صلاة الأحنف بالليل.

 

محاسبته لنفسه بالمصباح

كان الأحنف يضع أصبعه على المصباح، ثم يقول: حس. ويقول: ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا.

 

ذهبت عينه منذ سنين فلم يشكو لأحد

قال مغيرة: ذهبت عين الأحنف فقال: ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد.

 

الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو محمد البناني، مولاهم البصري.

معنى العبادة عنده

ولد في خلافة معاوية. وحدث عن ابن عمر، وعبد الله بن مغفل المزني، وأبي برزة الأسلمي، وأنس بن مالك وغيرهم.

 

عن سليمان بن المغيرة قال: سمعت ثابتا البناني يقول: لا يسمى عابدا أبدا عابدا وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان: الصوم والصلاةº لأنهما من لحمه ودمه.

 

قال بكر المزني: من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني، فما أدركنا الذي هو أعبد منه.

 

قال شعبة: كان ثابت البناني يقرأ القرآن في كل يوم وليلة، ويصوم الدهر.

 

تنعم بالصلاة بعد المكابدة

قال ثابت: كابدت الصلاة عشرين سنة، وتنعمت بها عشرين سنة.

 

بكاؤه وخشوعه

قال حماد بن زيد: رأيت ثابتا يبكي حتى تختلف أضلاعه.

 

وقال جعفر بن سليمان: بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب، فجاؤوا برجل يعالجها، فقال: أعالجها على أن تطيعني. قال: وأي شيء؟ قال: على أن لا تبكي.، فقال: فما خيرهما إذا لم يبكيا، وأبى أن يتعالج.

 

وقرأ ثابت: { تطلع على الأفئدة } قال تأكله إلى فؤاده وهو حي لقد تبلغ فيهم العذاب ثم بكى وأبكى من حوله.

 

وقال حماد بن سلمة: قرأ ثابت: { أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا } وهو يصلي صلاة الليل ينتحب ويرددها.

 

الربيع بن خثيم هو ابن عائذ أبو يزيد الثوري الكوفي،

 الإمام القدوة العابد، أحد الأعلام، وكان يعد من عقلاء الرجال، أدرك زمان الرسول – صلى الله عليه وسلم - وأرسل عنه.

 

 اتهامه لنفسه:

عن بشير قال بت عند الربيع ذات ليلة فقام يصلي فمر بهذه الآية ((أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)) قال فمكث ليلته حتى أصبح ما يجوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد).

 

 الخشوع، وسلامة القلوب وحب الخير للأمة لأن الدعوة همتهم:

عن بكر بن ماعز قال أعطي الربيع فرساً أو اشترى فرساً بثلاثين ألفاً فغزا عليها قال ثم أرسل غلامه يحتش وقام يصلي وربط فرسه فجاء الغلام فقال يا ربيع أين فرسك قال سرقت يا يسار قال وأنت تنظر إليها قال: (نعم يا يسار أني كنت أناجي ربي - عز وجل - فلم يشغلني عن مناجات ربي شيء اللهم انه سرقني ولم أكن لأسرقه اللهم إن كان غنياً فاهده وإن كان فقيراً فاغنه)، (ثلاث مرات).

 

 الإسرار بالعمل الصالح:

عن سفيان قال أخبرتني سرية الربيع بن خيثم قالت:(كان عمل الربيع كله سراً إن كان ليجيء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه).

 

 الحرص على العمل الصالح:

 حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا ابن حبان حدثني أبي قال كان الربيع بعد ما سقط شقه يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه وكان أصحاب عبد الله يقولون يا أبا يزيد قد رُخص لك لو صليت في بيتك فيقول: إنه كما تقولون ولكني سمعته ينادي حي على الفلاح فمن سمعه منكم ينادي حي على الفلاح فيلجبه ولوزحفاً ولو حبواً).

 

 زيارة المقابر من سبل تزكية النفس وترقيق القلب:

عن بن فروخ قال: (كان الربيع بن خيثم إذا كان الليل ووجد غفلة الناس خرج إلى المقابر فيجول في المقابر يقول: (يا أهل القبور كنتم وكنا، فإذا أصبح كأنه نشر من أهل القبور).

 

 بكاؤه:

عن نسير بن ذعلوق قال: (كان الربيع بن خيثم يبكي حتى يبل لحيته من دموعه فيقول أدركنا قوماً كنا في جنوبهم لصوصاً)

 

 الخشية و الخوف أقلقا مضجعه:

عن سفيان قال بلغنا عن أم الربيع بن خيثم كانت تنادي ابنها ربيع تقول يا ربيع ألا تنام فيقول يا أمه من جن عليه الليل وهو يخاف السيئات حق له ألا ينام قال فلما بلغ ورأت ما يلقى من البكاء والسهر نادته فقالت يا بني لعلك قتلت. قتيلا قال نعم يا والدة قد قتلت قتيلا، فقالت ومن هذا القتيل يا بني حتى نتحمل إلى أهله فيغتفرك والله لو يعلمون ما تلقى من السهر والبكاء بعد لقد رحموك فقال يا والدة هو نفسي)

 

مسلم بن يسار الإمام، القدوة الفقيه، الزاهد، كان خامس خمسة من فهاء البصرة.

روى عن ابن عباس وابن عمر - رضي الله عنهم -.

 

 هكذا المناجاة لله - تعالى - والخشية والخشوع:

عن عبد الله بن مسلم بن يسار: إن أباه كان إذا صلى كأنه ودٌ لا يميل لا هكذا ولا هكذا.

 

وقال غيلان بن جرير: \" كان مسلم بن يسار إذا صلى كأنه ثوب ملقى\"

 

عن ميمون بن حيان قال: (ما رأيت مسلم بن يسار متلفتاً في صلاته قط خفيفة ولا طويلة ولقد انهدمت ناحية من المسجد، فزع أهل السوق لهدته وأنه لفي المسجد في صلاته فما التفت).

 

 حدثنا عبد الله حدثني أبي معتمر قال بلغني أن مسلماً كان يقول لأهله: (إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي).

 

 حدثنا عبد الله حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا علي بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن صاحب عن ابن مسلم بي يسار أن أهل الشام لما دخلوا هزموا أهل البصرة زمن ابن الأشعث فصوت أهل دار مسلم بن يسار فقالت له أم ولده أما سمعت الصوت قال ما سمعته).

 

عن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال:(كان مسلم إذا دخل المنزل سكت أهل البيت فلا يسمع لهم كلام وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا).

 

 عن زيد عن بعض البصرين أن مسلماً كان يصلي في المسجد قال فوقع بعض المسجد ففزع بعض أهل المسجد قال ومسلم في بعض المسجد ما تحرك)

 

وروي أنه: \" وقع حريق في داره وأطفئ، فلما ذكر ذلك له قال: ما شعرت

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply