بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان في حد ذاته يمثل طاقة جبارة، فإذا سلك بنفسه طريق الإنتاج والحركة فإنه حتماً سيصل إلى مبتغاه ويحقق كل ما يرنو إليه.. لِمَ لا، أليس الإنسان هو ذلك الكائن الذي قال فيه الشاعر:
وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر!!
في داخل كل منا قوى كامنة متولدة من مجمل تكوين الإنسان وما يملكه من خبرات حياتية وإمكانات متعددة متراكمة بفعل حالة التطور التي يعيشها كل شخص في الأسرة والمدرسة والعمل.
وهذه القوى تبرز بين الحين والآخر على شكل طاقات بحسب الظروف والحالة النفسية التي يمر بها الإنسان، ويؤكد الخبراء أن الإنسان بطبعه كتلة من هذه الإمكانات والطاقات التي تحتاج بين الفينة والأخرى إلى التجديد واستغلالها فيما يعود على الفرد بالفائدة لأنها تساعده في تحقيق أهدافه التي يسعى إليها في أي مكان كان.
ويحتفظ كل منا بمواهب دفينة علينا أن نبحث عنها بشكل دائم ونتوغل في الأعماق لأننا سنجد كنوزاً ثمينة من الممكن صقلها والاستفادة منها بشكل إيجابي. ومما لاشك فيه أننا لو استغللنا جميع الخبرات التي اكتسبناها بطريقة أو بأخرى خلال حياتنا سواءً كانت خبرات فكرية أو علمية أو اجتماعية لوجدنا أن الفكر الواعي اليقظ يسود جميع غرائزنا، لأن كل لحظة وكل تفكير وكل كلمة نلتقطها في حياتنا تعتبر بمنزلة معرفة مهمة لنا حتى لو كانت جزءاً منسياً فهي توحد ما بين الجانب الإيجابي والجانب السلبي. كما أننا نحن الذين نصنع باستعدادنا أو لا مبالاتنا جنتنا أو جحيمنا.
وبقدر ما نحسن ملء حياتنا يقل خوفنا وقلقنا من خسارتها، وإذا أهدرنا الوقت فإننا لا نلبث أن نقع في الخوف والندم، وقد يتسلل السأم والضجر إلى أنفسنا مما ينعكس على مجريات حياتنا فتنتج عنها صور باهتة وبكل سهولة يتخللها صور الماضي من الحزن والألم.
كما تظهر علامات القلق التي يعانيها المرء السليم وتبدو مخيفة ومزعجة. وباعتقادي أن هذا ليس سوى أن المخيلة تكون حينئذ حرة طليقة وليس لديها أي شيء حقيقي تهتم به، فالنفوس القوية المتحركة تستطيع أن تأخذ من الحياة كما تعطيها، وكما يقول الدكتور هلال فارحي «حركة الدهر أينما تكون رفع ونصب ثم خفض أو سكون!»
الحركة: خير وبركة.
الخمول والسكون: تهلكة.
المياه الراكدة: تنتن وتفسد.
نفس الإنسان: إن لم يخرج قتل.
مفصل دون حركة: ييبس.
عضو بلا حركة: يضمر.
ثوب بلا تحريك: يعث.
كتاب بلا حركة: لا يفيد.
سيف بلا حركة: لا يقطع.
قلم بلا حركة: لا يكتب.
عود بلا حركة: لا يجود.
جناح بلا حركة: لا يطير.
عجل بلا حركة: لا يدور.
فم بلا حركة: لا يأكل ولا ينطق.
وما علينا إلا تفجير طاقاتنا الحسنة لننعم بوقتنا الثمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد