هل الثقافة الجنسية ضرورية؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يكثر الحديث عن الحاجة إلى الثقافة الجنسية ويبدو أن الإلحاح عليها يزداد مع ازدياد مصادر المعلومات عن الأمور الجنسية وتعددها، بل ازدياد المصادر السيئة التأثير وشح المصادر الصحية والسليمة. وباستعراض بسيط لنوعية المعلومات الجنسية المقدمة يبدو أنها تميل إلى الصورة والإثارة أكثر من تلك التي تميل إلى الفكرة والمعلومة، بل إن انحسار المعلومة الصحية وغيابها عن التداول يبدو مؤشراً كبيراً على غياب الجانب التربوي في هذا الموضوع. وإذا عرفنا أن الكثير من المعلومات والأفكار المقدمة هي أفكار ومعلومات للاستهلاك التجاري ولاستقطاب نوعيات خاصة من الشباب وفئات من المجتمع وإذا أردنا إدراك الأمر بصورة أكثر وضوحاً يمكننا أن نلاحظ ما يلي:

 

1) الصورة المتحركة و الثابتة (الإعلانات والمسلسلات والأفلام والصحف والمجلات..) تأخذ المساحة الأكبر من المعروض ويبقى القليل جداً للمعلومة المقروءة والمكتوبة.

2) من هذا القليل من المعلومات الكثير منها يغلب عليه الجانب الاستهلاكي والتجاري.

3) نسبة كبيرة من المقبلين على المعلومات الجنسية يبحثون عن هذين النوعين وتمر بهم مصادفة المعلومات الصحية ولكنهم غالباً لا يستطيعون تمييزها عن المعلومات الأخرى.

4) هناك فئة من الناس لا ترغب في هذه المعلومات الجنسية التجارية ولكنها أيضاً تبتعد عن المعلومات الصحية.

5) وتبقى فئة ليست كبيرة تلك القادرة على إدراك أهمية البحث عن المعلومة الجنسية الصحية.وهذا يُظهر الحاجة إلى توجيه تربوي سليم في هذا الاتجاه ويطرح سؤالاً مهماً يحتج به الكثير من معارضي الثقافة الجنسية. لماذا لم يكن الأقدمون بحاجة إلى هذه الثقافة؟ نقول:

 

أولاً: إن الأقدمين لم يكونوا بعيدين عن عملية التثقيف الجنسي فكتب الأدب والتاريخ تزخر بوصايا الأمهات والآباء لأبنائهم وبناتهم وكذلك ديننا الحنيف يؤكد على ضرورة تعليم الأبناء أموراً جنسية عدة هي في صلب الفقه الإسلامي.

 

ثانياً: مصادر المعلومات كانت مأمونة لأنها تعتمد على الآباء والأمهات والعلماء في حين أن زحمة المعلومات السيئة في هذا العصر تجعل الأمر شديد الخطورة، ولابد من إحلال المعرفة الصحية بدل تسلل المعلومات الهدامة.

 

ثالثاً: المشكلات الجنسية تزداد وتتضخم بوجود اضطرابات وأزمات نفسية ويبدو أن هذا العصر مفعم بهذه الأزمات النفسية التي تزيد المشكلات الجنسية حدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply