مع انتشار الصحوة الإسلامية اليوم، وفشو العلم الشرعي، كثر الحديث عن المنهج والاعتناء بسلامته.
والمنهج يرتبط بالدعوة والتغيير ارتباطا وثيقاً، لذا فقد جاء ذلك في وصف الطائفة المنصورة القائمة بالحق إلى قيام الساعة، وفي رواية أبي داوود:\" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال\"( رواه أبو داوود (2484) وأصل الحديث متواتر).
وجاءت صفة هؤلاء بأنهم من كانوا على مثل ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم وصحابته -.
وخط الاهتمام بسلامة المنهج يتجه نحو الرقي والتصاعد، وهو أمر باعث للفأل والاستبشار بمستقبل التغيير.
وثمة أمور يدفع الحرص على المنهج إلى الخلط فيها،
ومنها: الربط بين المنهج والعصمة :
ونشأ عن ذلك عدة ممارسات منها:
التعامل مع الاتجاهات التي تسير وفق المنهج السلفي على أنها معصومة - وإن كان لا يقرر ذلك على المستوى النظري - فالنقد يتعامل معه بحساسية مفرطة، وردة الفعل تجاهه تركز حول الطعن في السلفية وكراهيتها.
الخلط بين المنهج والأسلوب:
تتفاوت الاتجاهات الإسلامية اليوم في مدى انضباطها الشرعي والمنهجي، وثمة اتجاهات لها تجربة ثرية في مواقع عدة من العمل الإسلامي، وقد تكون حققت جوانب من النجاح وسدت ثغرات عدة، إلا أن التحفظ المنهجي عليها قد يعوق بعض الغيورين على سلامة المنهج من الاستفادة من تجربتها، بل ربما تحول الأمر إلى اعتبار المخالفة أمراً مقصوداً لذاته. وفي المقابل قد يكون لدى بعض الاتجاهات التي تتسم بالانضباط الشرعي والمنهجي إخفاق وفشل في تجارب ووسائل وبرامج عملية، فينشغل أصحابها عن المراجعة والتقويم بالحديث عن سلامة المنهج، وقد يتلقى بعض المعجبين والمحبين لهم الأمر مجملاً دون تمييز بين المنهج والممارسة والأسلوب.
إن سلامة المنهج لا تغني أبداً عن سلامة أسلوب تقديمه للناس، والخطوة الأخيرة لا تتم بمجرد وضوح معالم المنهج بل لابد من الاعتناء ببرامج العمل التي تتيح تقبل الناس له، وتجنب الدعاة تكرار الإخفاقات والتجارب الفاشلة التي كثيراً ما ينسبها الآخرون إلى المنهج ذاته.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد