التربية على التفرّج


بسم الله الرحمن الرحيم

هل نربي أبناءنا على الفاعلية في المجتمع أم التفرج؟

هذا سؤال خطير يصلح أن يكون عنواناً لمؤتمر تربوي يعقد، وإني أطرح هذا السؤال بعد عدة حوارات بيني وبين مجموعة من الناس والشباب بخصوص الأحداث الأخيرة في العالم

 

قال الأول: قربت الساعة.

قال الثاني: هناك رجل في الشيشان اسمه ( محمد عبدالله ) أعتقد أنه المهدي المنتظر.

قال الثالث: لا أعرف كيف أتصرف وأين أذهب!

قال الرابع: قريباً سينزل عيسى - عليه السلام - ويكسر الصليب ويقتل اليهود.

 

وكان سؤالي لهم جميعاً.. ما دوركم في هذه الأيام، فاستغربوا من السؤال ولم يحسنوا الإجابة، وأنا لم أستغرب ردة الفعل ( السلبية ) هذه، لأن التربية التي نتلقاها في البيت تندرج تحت قاعدة « كن متفرجاً لا فاعلاً » والتربية التي نتلقاها من وسائل الإعلام « كن متأثراً لا مؤثراً »، والتربية التي نتلقاها في المدارس والجامعات « كن حافظاً لا مفكراً ».

 

بعد كل هذه القواعد التخديرية نتمنى من جيلنا أن يكون مؤثراً ومنتجاً وفاعلاً لنصرة الإسلام والدعوة إليه وخاصة في هذه الأحداث الأخيرة والتي يكون الحليم فيها حيران؟!

إنها معادلة صعبة وعلاجها الأول من البيت بأن يبدأ الوالدان بتربية أبنائهما على حسن التفكير وحسن العمل، فقد وردت كلمة ( عمل ) في القرآن الكريم (365) مرة وهذا دليل على أن الإنسان ينبغي أن يكون عاملاً منتجاً طوال العام، وأما موضوع التفكير فلم يأت دين أو مذهب في العالم حث على التفكير والإبداع أكثر من الإسلام بل إن الموضوع تجاوز ذلك في ( مسألة الخطأ ) فإن الإسلام تعامل مع المخطئ على أساس أنه مغفور له على الخطأ إلا الخطأ في التفكير فإنه يؤجر عليه، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: { إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه } « رواه أحمد وابن ماجة»، أما خطأ الاجتهاد فيؤجر عليه الإنسان، ثم نأتي نحن ونربي أبناءنا على عدم التفكير، فهذه جريمة في حق نهضة أمتنا وفي حق إسلامنا.

 

إن أحاديث الفتن في آخر الزمان ينبغي أن تكون أداة فاعلة في نفوسنا تزداد بسببها أعمالنا الصالحة، لا أن تكون أداة تخدير لننتظر المهدي المنتظر ونزول عيسى - عليه السلام - لإنقاذنا، ما الفرق بين هذه العقلية في التفكير والعقلية الأمريكية مع (السوبرمان)؟ ولكننا نؤمن بالنصوص ونتفاعل معها لنكون قدراً من أقدار الله في نهضة أمتنا.

إن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه و سلم - عندما شهدوا وفاة أكثر الحفاظ في معركة اليمامة لم يقولوا قال تعالى: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }، وإنما إيمانهم بهذا النص حرك جهودهم نحو جمع القرآن وكتابته وحفظه. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply