بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السؤال: ما حكم صلاة ركعتين قبل صلاة المغرب، وركعتين قبل صلاة العشاء في البيت؟
وهل هاتان الركعتان يجب أن تكونا بين الأذان والإقامة؟ أم يجوز صلاتها في أيِّ وقت؟
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صلاة ركعتين قبل صلاة المغرب مختلف فيها بين العلماء، والذي نفتي به عندنا أنهما سنة ثابتة، فعلها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحضرته، ولم ينكرها، بل أمر بصلاتها لمن شاء، كما في صحيح البخاري وغيره.
والذي تدل عليه الأحاديث أن وقت هاتين الركعتين هو بعد الأذان، وقبل صلاة المغرب. ففي صحيح مسلم: كنا بالمدينة، فإذا إذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري، فيركعون ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد، فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليها. وفي الحديث المتفق عليه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بين كل أذانين صلاة -ثلاثا- لمن شاء. وهذا لفظ البخاري، والمقصود بالأذانين: الأذان والإقامة، كما في فتح الباري.
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: كان بلال كما أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- يفصل بين أذانه وإقامته حتى يتسع لركعتين، فكان من الصحابة من يصلي بين الأذانين ركعتين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يراهم ويقرهم، وقال: بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لمن شاء. مخافة أن تتخذ سنة. فإذا كان المؤذن يفرق بين الأذانين مقدار ذلك، فهذه الصلاة حسنة. انتهى (مجموع الفتاوى 23/130).
وكذلك تُسَنُّ ركعتان بعد أذان العشاء، لما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: بين كل أذانين صلاة.
وعليه؛ فصلاة الركعات الأربع (ركعتين قبل المغرب، وركعتين قبل العشاء) قبل الأذان لا تحصل به سنة الصلاة بين الأذانين؛ كما هو ظاهر.
وأما سؤالك: هل تؤديان في البيت؛ فنعم، فإن: خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. كما ثبت في الصحيحين.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
تاريخ النشر: الإثنين 17 ربيع الأول 1442 هـ - 2-11-2020 م
رقم الفتوى: 431242
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد