هكذا علمنا السلف ( 9 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

التعاون على  الأمر بالمعروف:

 قال تعالى: { وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ }، وقال سبحانه: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَانِ }.

 

قال الزهري عن الصحابي هشام بن حكيم بن حزام القرشي - رضي الله عنه-: (( كان يأمر بالمعروف في رجال معه )).

 

 قال ابن الجوزي: (( قال ابن عقيل: رأينا في زماننا أبا بكر الاقفالي، في أيام القائم إذا نهض لإنكار منكر استتبع معه مشايخ لا يأكلون إلا من صنعة أيديهم، كأبي بكر الخباز، شيخ صالح أضر - أي صار ضريراً - من اطلاعه في التنور، وتبعه جماعة ما فيهم من يأخذ صدقة ولا يدنس بقبول عطاء، صوام النهار، قوام الليل، أرباب بكاء، فإذا تبعه مخلط رده وقال: متى لقينا الجيش بمخلط انهزم الجيش)).

 

الحسبة لا تتوقف على تفويض:

(( استمرار عادات السلف على الحسبة على الولاة قاطع بإجماعهم على الاستغناء عن التفويض، بل كل من أمر بمعروف، فإن كان الوالي راضياً به فذاك، وإن كان ساخطاً له فسخطه له منكر يجب الإنكار عليه، فكيف يحتاج إلى إذنه في الإنكار عليه؟

 

 ويدل على ذلك عادة السلف في الإنكار على الأئمة، كما روي أن مروان بن الحكم خطب قبل صلاة العيد، فقال له رجل: إنما الخطبة بعد الصلاة، فقال له مروان: اترك ذلك يا فلان، فقال أبو سعيد الخدري: أما هذا فقد قضى ما عليه، قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (( من رأى منكم منكراً فلينكره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )).

 

 فلقد كانوا فهموا من هذه العموميات دخول السلاطين تحتها، فكيف يحتاج إذنهم.

 

المهم أن يكون لك سهم في الإسلام وإن قل:

عن أبي نضر يعني بشراً قال : سمعت أبا أسامة يقول: (( جزى الله عنا خيراً من أعان الإسلام بشطر كلمة)).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply