الشباب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).

(يا أيها  الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذين تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً). (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) وبعد :

فحديثنا عن ركيزة من ركائز المجتمع، وصرح من صروحه، إنه الحديث عن فلذات الأكباد، وزينة الحياة، ودرع الأمة، ومستقبلها الواعد، وأملها المتجدد … نعم أيها الإخوة في الله، الشباب هم الجسم النابض للأمة، والدماء المتدفقة في عروقها، وهم الصرح الذي تتحطم عليه سهام الأعداء، وهم الثروة الحقيقية للبلاد فلا نهوض لأمة من الأمم إلا بشبابها، وحماسهم وقوتهم، وأمة لا شباب لها أمة عاجزة نخرتها الشيخوخة، وأضناها الكبر.

أيها الإخوة في الله : لقد أدرك الناس في قديم الدهر وحديثه ما للشباب من دور في بناء الأمجاد، فعملوا على العناية بهم في شتى المجالات الفكرية، والتربوية والإجتماعية، والأخلاقية، إيماناً منهم بضرورة الإصلاح، وحرصاً على جني الثمار الطيبة من نبتة الشباب المتجددة، كما أدرك العقلاء في الجانب الآخر  الآثار الضارة لانحراف الشباب والعواقب الوخيمة على حاضر الأمم ومستقبلها من جراء ذلك .

وقد ضرب شباب الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم أروع الأمثلة في البطولة والفداء، ونشر الدين والذود عن حياضه، وكان جلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشباب، من أمثال علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص ومصعب بن عمير، وأسامة بن زيد والنعمان بن مقرن وعبد الله بن الزبير وغيرهم ممن لا يتسع المجال لحصرهم، وكل واحد منهم له تاريخ مشرق وسابقة عظيمة في نصرة دين الله والجهاد في سبيله.

وما أحوج شباب الإسلام اليوم إلى دراسة سيرة أولئك العظماء والاقتداء بهم والسير على خطاهم إذاً لكان لنا شأن آخر.

إخوة الإسلام : كل من له أدنى إدراك يرى ويبصر ما يعيشه كثير من شبابنا اليوم ذكوراً وإناثاً من واقع أليم يدمي القلوب الحية، ويعتصر النفوس الأبية ويزرع الحزن في فؤاد كل غيور على دينه وأمته . نعم. لقد أصبح   كثير من شبابنا يعيشون رحلة ضياع لا حدود لها، فلا أهداف يحيون لها، ولا مثل يرقون إليها، ولا مكارم يرحلون لبغيتها إلا من رحم ربك وقليل ما هم .

أين التدين في حياة الشباب ؟ أين الصلوات الخمس ؟ وأين صيام رمضان ؟ وأين الحج، والجهاد وطلب العلم وبر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ كل ذلك وغيره اندرس في حياتهم، ليس هذا فحسب بل فقد الكثير منهم رجولته، وانغمس كثير منهم في أوحال الرذيلة، وأصبحوا أسرى الشهوات والشبهات، أوقات مبعثرة، وأعمار مهدرة، وأموال مبذرة، وفضيلة مؤودة، وما خفي فهو أعظم. لقد فقد كثير من شبابنا كثير من الخير وجانبهم التوفيق والسداد وخسروا الكثير من دينهم و دنياهم عندما أعرضوا عن هدي القرآن وسمت السنة واستبدلوهما بالغناء والرقص وشرب الخبائث ، ونخشى والله إن استمروا على هذا الحال أن يخسروا آخرتهم .

وأصبح الخوف يسري في قلوبنا لما نراه من مستقبل شبابنا وذلك من خلال منظارِ حاضرٍ, معتم ينذر بحلول عاصفة عاتية تجتث جذور الفضيلة، وتغرس أشواك الرذيلة من شباب وشابات هبطوا عن مستوى الخلق الرفيع، وتتربوا في وحل الذنوب، ولا يخفى على كل عاقل شؤم الواقع، ومرارة المستقبل إن لم يتداركنا الله بلطفه ورحمته.

 أيها الإخوة في الله : لقد فشا في كثير من شباب الإسلام ذكوراً وإناثاً حب الغرب الكافر وما عنده من نماذج الحياة الفاسدة، وأصبح شبابنا يحاكونهم في نموذجهم، ويتشبهون بهم في نمط حياتهم وعاداتهم الاجتماعية والأخلاقية، وهذا والعياذ بالله هدي ظاهر قد يجر إلى هدي باطن من محبتهم والرضا بحالهم وتلك ردة عن الإسلام، وخروجاً عن الملة، ولقد حرم الإسلام التشبه بالكفار والتقليد لهم لأن ذلك يدل على انهزامية مقيتة وخور في النفوس وضعف في الشخصية وتبعية قاتلة، وليت الشباب قلدوا أولئك الكفار في الجد والنشاط والعمل والابتكار والصناعات، وما هو نافع للأمة وعائد لها بالخير والرفعة، لكن الواقع أن شبابنا وشاباتنا إنما يقلدون سقط المتاع من الكفار كالمغنين والراقصين والممثلين والهيبز والشاذين جنسياً.

إن القصات الغربيةَ كالكابوريا والكُندرةِ وكلبِ ديانا، والملابسَ المخجلةَ بألوانها النسائيةِ أو لبسَ الجينز والمشيَ في الطرقات وأمام الناس بلبس ما يسمونه (الشورت) وهو القصيرُ الذي يكشف العورة، والأكلَ والشربَ بالشمال، ووضعَ صورِ الساقطين والساقطات على الصدور والأكتاف كل ذلك من مظاهر الهزيمة النفسية التي يعيشها شبابُ اليوم ورجالُ المستقبل، وأصبح أكثرُ الشباب يقلد الفرنجةَ في كل شيء حتى في ألفاظهم مثل (أوكي، و سُري،... ونحوها) ، ناهيك عن سماع الموسيقى الصاخبةِ، والرقصِ في الطرقات والمنتزهات وحتى داخل السيارات. وهذا يدل على أن عقيدةَ الولاء والبراء قد تحطمت في نفوس شبابنا إلا من رحم الله.

أما الوقت في حياة الشباب فحدث بكل أسف وحرج فقد انقلب الوقت في حياتهم إلى سهرات ليلية على اللعب والعبثِ واللهوِ وقتلِ الأوقات ويالها من حسرات، إنها مجالسُ اللغوِ والرفثِ ورديءِ الكلمات، إنها مجالسُ الشيشةِ والدخانِ والبلوتِ والورقات، سبٌ وشتم وقذف ومهلكات، ويالها من سكرة تُجنى ثمارُها حسرة في الدنيا وندامة يومَ يقوم الناس لرب العالمين. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من قومٍ, يقومون من مجلسٍ, لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثلِ جيفةِ حمار وكان لهم حسرة) خرجه أبو داود وهو حديث صحيح. وقال صلى الله عليه وسلم : (لا تزولُ قدمُ ابنِ آدم يوم القيامة من عندِ ربه حتى يسألَ عن خمس: عن عمرهِ فيم أفناه، وعن شبابهِ فيم أبلاه، ومالِه من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم) رواه الترمذي وهو حديث حسن.

وهذه السهراتُ تكون في الحدائق والمنتزهاتِ وربما على الأرصفة أو في الخلوات، وتنتهي بطلوعِ الفجرِ أو قريباً منه، لتبدأ مرحلةُ الانقلابِ الثاني ألا وهو النومُ العميقُ الذي يستمرُ مدى اليوم فلا يستيقظ الشاب إلا على الموعد لبدء سهر جديد وهكذا مرحلة العمر التعيس . أين الصلوات ؟ وأين الطاعات والقربات يالها من حسرة وندامة لو كانوا يعلمون. سهرات ليل في سخط الله ونوم نهر في غضبه اللهم إنا نسألك العافية .

وأما فساد الأخلاقº فقل لي بربك ما هو الخلق الذي يتربى عليه شاب يقضي ليله مع رفقة السوء ووقته مع الدشوش والقنوات الفضائية، فلا يرى إلا كل رذيلة، ولا يسمع إلا فواحش القول والعمل؟ أتراه يتربى تقياً ورعاً أو عابداً ناسكاً أو براً بوالديه رحيماً أو عفيفاً طاهراً. أتراه يتربى صانعاً مخترعاً أو معلماً مربياً أو عاملاً منتجاً ؟ الجواب هو ما تعلمونه وتشاهدونه .

أيها الإخوة : إن وضع الشباب اليوم ظاهرة مرَضية خطيرة تستدعي تكاتف العقلاء لعلاجها وإصلاحها قبل أن تتأجج نارها ويستعصي إخمادها، ولأن شباب الإسلام أمانة في أعناقنا جميعاً ولابد من القيام بالواجب نحوهم خير قيام وإلا فسوف تكون العاقبة وبيلة والثمار مرة . وهنا أربع مؤسسات هي معنية بالعلاج، وأثرها نافع بإذن الله …

المؤسسة الأولى: البيت فهو المدرسة الأولى الذي ينشأ فيها الطفل ويتربى، ودور الأبوين هو حماية فطرته، وتوجيهها نحو الإستقامة منذ الحداثة، وليعلم كل أب وأم أنهما مسؤولان مسؤولية كاملة عن الأبناء، وقد استرعاهما الله تلك الفطر السليمة والعقول الطرية فليحذرا فسادها وانحرافها. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهماقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته : الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها...) متفق عليه. ولا شك أن الأبوين اللذان يتركان أطفالهما منذ الصغر في الشوارع والطرقات يتربون على سيء الكلمات ورديء الصفات، لا شك أنهما قد خانا الأمانة، وقصرا في حق الرعاية، والأدهى من ذلك ما يحضره كثير من الآباء والأمهات من الدشوش والأفلام التي تفسد العقول وتثير الغرائز والشهوات، فينشأ الطفل منكوس الفطرة، بعيداً عن كل خلق رفيع. والكلام عن هذا الجانب يطول جداً.

المؤسسة الثانية : المدرسة وأخص بالدرجة الأولى المعلم فهو مكمل لدور الأبوين، فيجب عليه القيام بالأمانة خير قيام، وأن يجعل من نفسه قدوة صالحة لتلاميذه في سلوكه ومظهره الإسلامي، وفي ألفاظه وكلامه وتعامله مع تلاميذه، وليعلم كل معلم أن تأثيره في التلميذ يفوق في كثير من الأحيان دور البيت، وكم من معلم صالح أثمرت جهوده شباباً صالحين بنصحه وصدقه ودعوته لمعالي الأمور، وكم من معلم كان قدوة سوء ففسد على يديه أجيال وأجيال بسبب سلوكه السيء ومظهره غير الإسلامي فسن بذلك سنة سيئة بين تلاميذه شعر بذلك أو لم يشعر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة). إن المعلم الذي يدخن أمام تلاميذه أو يحلق لحيته أو يسبل إزاره، أو يتكلم أمامهم بألفاظ قبيحة لا يمكن أن يكون قدوة صالحة بحال.  فيا أيها المعلم هل تعي دورك، وهل تعلم خطرك ؟ وهل تعي عظم الإمانة المنوطة بعنقك ؟

أيها المعلم : إن الدعوة والتعليم رسالة عظيمة وهي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإنهم إنما بعثوا  دعاة معلمين للناس الخير دالين لهم عليه. إن المعلم الذي ينظر إلى التعليم على أنه مهنة لكسب المال فحسب لا يستحق أن يكون معلماً، ومثل هذا شره أكثر من خيره، وخطره أعظم من غيره.

وأعلم أيها المعلم أن اهتمامات التلاميذ من اهتمامات معلمهم، فإذا رأوا منه السمو إلى معالي الأمور سمت إليها نفوسهم، وإذا رأوا منه السفول إلى سفاسفها سفهت إليها نفوسهم ففرق بين معلم يصحح انحرافات التلاميذ الفكرية والأخلاقية، ويحدثهم عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرة صحبه الكرام، وسير العلماء والقادة العظماء والصالحين والأتقياء، ويحثهم على التخلق بأخلاقهم والتأسي بسيرهم، ويرشدهم إلى قراءة النافع والمفيد، ويحرص على أوقاتهم وأعمارهم. فرق بين هذا وبين الذي يحدثهم عن المصارعين أو المغنين أو اللاعبين، ونحو ذلك من الاهتمامات الدنيا، التي تدل على ضحالة تفكير، ودنو همة، وفاقد الشيء لا يعطيه. وبالجملة فدور المعلم دور رائد إذا أحسن استغلاله فسوف يكون رافداً قوياً في بناء رجال الغد وأمل المستقبل.

المؤسسة الثالثة : المجتمع، وكما هو معلوم أن الإنسان اجتماعي بطبعه ولا يمكن بحال أن ينفك عن الناس والاختلاط بهم، وهذه الخلطة تكون ذات أثر في سلوك الفرد وتصرفاته سلباً وإيجاباً، ومن هنا ينبغي التفطن لإصلاح المجتمع ونشر الفضيلة فيه، ومحاربة كل ظاهرة فاسدة تبدو، وهذه مهمة الدعاة، ورجال الأمن وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكل رجال أمن. ومهمة رجل الأمن ليست مقصورة على حفظ الممتلكات والأموال وحسب بل هي أعظم من ذلك فرجل الأمن صمام أمان في المجتمع يحارب كل خلق ذميم، يأمر بالصلاة، وينهى عن المنكرات، ويحارب الفساد، ويرشد إلى الخير، وهذا يقتضي منه أن يكون على مستوى عال من العلم الشرعي، ويكون ذا خلق وسماحة مع إخوانه المواطنين، وذا غلظة وقوة على المفسدين، وأن يؤدي هذا العمل باحتساب وإخلاص حتى يؤجر عليه عند الله، ولذلك فلابد أن تكون العلاقة وطيدة بين رجال الحسبة ورجال الأمن جرياً للصالح العام، ولأن كلاً منهما مكمل للآخر.

كما يجب على العلماء وخطباء المساجد، وكذا الوعاظ والمرشدين أن يولوا الشباب الكثير من خطبهم وكلماتهم، وأن يبحثوا في أعماق هذه المشكلة، ويبحثوا لها عن حلول ناجعة، ولا يملوا ولا ييئسوا من ذلك، فالشباب يستحقون الكثير والكثير، وأخص الدعاة في مكاتب الدعوة والإرشاد أن يضاعفوا الجهد باحتساب وإخلاص لله، فمهنتهم من أشرف المهن، وتأثيرهم الإصلاحي كبير فعليهم السعي الحثيث وأجرهم على الله تعالى.

ولا ننسى هنا دور الصالحين كل فيما يستطيعه من الكلمة الحسنة والموعظة النافعة، والنصيحة المقبولة . إن الكلمة الطيبة لها أثر بالغ في الإصلاح وتبلغ مبالغ عميقة في النفوس وخصوصاً نفوس الشباب التي ما زالت رغم كل شيء قريبة إلى الفطرة السليمة. وليعلم كل من منّ الله عليه بالصلاح في نفسه أن ذلك لا يعفيه من التبعية إذا قصر في النصح لأبناء مجتمعه، ولا شك أن المصلح خير من الصالح، وإنني لأعجب ممن رزقهم الله الاستقامة، ومنّ عليهم بحلاوة الطاعة كيف يبخلون على من حرم ذلك كله وأصبح يبحث عن السعادة في غير أماكنها فهذا والله غاية البخل، بل هو اللؤم بعينه فلو بخل أنسان بكسرة خبز أو شربة ماء لعد لئيماً فما بالكم بمن يبخل على نفسه وغيره بخيري الدنيا والآخرة.

المؤسسة الرابعة المعنية بالإصلاح: هي الإعلام، وما أدراك ما الإعلام، فهو لسان الأمة الناطق، ومحضن فئات المجتمع بمن فيهم الشباب فكم من الأوقات صرفت في مشاهدة التلفاز أو سماع المذياع أو قراءة الصحف والمجلات والنشرات. والإعلام سلاح ذو حدين فكما أنه ينفع في نشر الخير والفضيلة إذا أحسن استغلاله، فكذلك يفتك بالمجتمعات فتكاً وبيلاً إذا تسلط عليه من لا خلاق له ولا دين، ولقد استغل أعداء الإسلام هذه الوسيلة أبشع استغلال فأضحت وسيلة هدم وتخريب وتدمير للعقيدة والفكر، والفضيلة والستر، وذلك عبر ما تبثه القنوات الفضائية من أمور يندى لها الجبين وتبكى منها الفضيلة، ويشتكي منها الحياء والعفاف، لقد ركز الإعلام الغربي على زرع مبادئ الإلحاد، ونشر العقائد المنحرفة، والأخلاق المنحطة من خلال أفلامه الداعرة، وأفكاره المنحلة، ثم أخذ ينفث سمومه القاتله في مشارق الأرض ومغاربها، وكانت صدور الشباب وعقلوهم مستقر ذلك السموم الذي قتل فيهم الفضيلة، وبعث الرذيلة، وما نراه من انحلال وتفسخ في الشباب المسلم ما هو نتيجة حتمية لذلك السموم المدمر. والعجب أيها الإخوة ممن عرف هذه الآثار الوخيمة ومع ذلك يصر على إدخال هذا الجهاز المعروف (بالدش) لداره ، و (إنا لله وإنا إليه راجعون). إن على كل غيور أن يسارع الساعة لقلع هذا الجهاز من سطح منزله، وتحطيمه لأنه أداة شر ومعول فساد، ولو لم يكن منه إلا طرح نمط الحياة الغربية المليئة بالانحراف والفساد والعادات المخالفة لعادات الإسلام وتقاليده لتكون بديلاً عن عادات الإسلام ومثله لكفى به عيباً، وتنقصاً كيف وقد هدم الفضيلة من أسها.

إن على رجال إعلامنا أن يكونوا على مستوى التحدي، وأن يحرصوا كل الحرص على تقديم كل مفيد يزرع الفضائل ويربى الخلق الكريم،  وأن يتحملوا الأمانة بصدق وإخلاص، وأن تكون أهدافهم واضحة وهي نشر الإسلام بما يحمله من عقيدة التوحيد الخالص، وما يحمل من مثل عليا فيها صلاح العباد والبلاد،  وأن يكونوا عند حسن الظن بهم، وعليهم أن يحرصوا على وسائل إعلامنا من أن يندس فيها المغرضون من العلمانيين والمنافقين فينشروا من خلالها سمومهم وأفكارهم الهدامة، كما يجب أن يكون ما يعرض في وسائل الإعلام موافقا لشرع الله وأن لا يرتكب أي شيء من النواهي والمحرمات ، وأن لا يكونوا أبواقا لأعداء الله وأن يرتقوا بمستوى إعلامنا إلى معالي الأمور، وأن يترفعوا عن نشر سفاسفها فالعاقل يربأ بنفسه أن يرعى مع الهمل. كما يجب عليهم أن يحوزوا ثقة المتابع، وذلك بصدق الكلمة، ونبل الفكرة، وجمال الطرح والتقديم. وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply