بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وبعد:
كنت جالسا مع أحد الأصدقاء ذات مرة وإذا بنا نتطرق في بعض المواضيع ثم قلت كلمة (بقايا إلتزام) وخطر في بالي أن أصوغها مقالاً لعلها تكون هدفاً أو تنفع شخصا.
وإني حينما أكتب فإني ابتداءاً أنصح نفسي المقصرة في جنب الله أيما تقصير لكني أعمها بالنصح مع كل من يقرأ لأني أعلم علم اليقين أن الناصح إن كان لا يرى تقصيره فلن يصل كلامه إلى أي قلب بل تغلق القلوب عنه لأنه لم يرَ نفسه والله المستعان.
نعم (بقايا إلتزام)، إننا اليوم ولله الحمد والمنة نرى صحوة مباركة في كثير من الأماكن وكثير من البلاد والتي لم تكن بهذه الصورة من فترة ربما ليست بالبعيدة وهذا بفضل الله - تعالى -ثم جهد العلماء والدعاة والناصحون والمخلصون وقد رأيت تزايدا في عدد المقبلين على الله والمدبرين عن الدنيا وحطامها الزائل أسأل الله أن يبارك فيهم وأن يزيدهم ويثبتنا وياهم على الحق وسألت بعض الأخوة في بلدان متفرقة عن حال بلادهم فبشروني بالخير وأن الدعوة تصب في مكانها الصحيح بفضل الله - تعالى -ولكن ثمة هناك مشكلة أيضاً يجب أن لا نتغافلها ولا نثني الطرف عنها وهي أن كثيرا من الشباب والرجال والنساء والأخوات امتد به الطريق وطال به المشوار وقل الزاد فانتكس على عقبيه يطلب الدنيا ثانية فتجده اليوم بلحية أخف مما كانت عليه من قبل وحينما تسأله يقول:
أصله...استفتيت... إلخ
الحجج الواهية والتي لم تكن عنده من قبل، وتجده بدل أن يصلي الخمس صلوات التي كان يؤديها في الصف الأول أصبحت عنده ثلاث أو أقل وحينما تسأله يقول لك صليت في المكان الفلاني وكنت عند فلان وتأخرت ورجعت من العمل متعبا وفاتتني في نوم و... إلخ من هذه الأجوبة المريضة.
وتلك الأخت التي كان يزينها نقابها الفضفاض الأسود الذي كساها هيبة ووقار وأصبحت الآن مكشفة إن شئت قل الوجه وإن شئت فزد والله المستعان ثم تقول لك أصلاً كشف الوجه ليس فيه شيء حيث لم يكن عندها هذه الفتوى من قبل لكنها أرادتها الآن لتبرر عن سوءتها وقس على ذلك كثير من الأمور الملحوظة المعروفة.
أحبتي في الله:
رغم أننا نجد عند هؤلاء بقايا لحية وبقايا من صلوات وتمسك ببعض الآثار التي كانت عليهم أيام الالتزام إلا أن الشيطان فرق القلوب وباعد بيننا وبينهم الطرق وتشعبت الدنيا بهم فعلينا حقا أن نعود بهم إلى ماضيهم العطر ونذكرهم بأيام الطاعات والقربات ونتعظ بهذا الحال المشين والذي لا نرتضيه لأنفسنا أن نبرر للمعاصي والخطايا بحجج وهمية ثم نسقط وحينها لا ينفعنا بكاء على الصراط ولا ندم عند الحساب ولا توبة في النار.... نعوذ بالله من هذه الأحوال
أحبتي في الله:
إن في الجعبة قصص كثيرة لأخوة لنا لم يبقى في التزامهم إلا جزء من الظاهر لكن لا أحب أن أسلك هذا الطريق لأني أعلم أن ما عندكم يكفي بأن تستشهدوا به وربما الذهن استحضر الكثير فعلينا حقا أن نحتضن أمثال هؤلاء حتى لا يكونوا في الهاوية
* لمحة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر في دعائه من قول (اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك)
فهذا شأن من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
فكيف بنا نحن الآن ونحن لا نأمن على حالنا طرفة عين ولا أقل من ذلك؟
الله َ أسأل أن يرزقني وياكم الإخلاص في القول والعمل كما أسأله - سبحانه - أن يصلح أحوالنا ويغفر ذنوبنا ويصلح قلوبنا، اللهم ثبتنا على الحق واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله، وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد