في السنة الثالثة يجب أن نبدأ بتعليمه بعض مبادئ التربية الإيمانية وهي:
1. غرس مبادئ العقيدة في قلب الطفل وأولها التقوى فهي التي تمنع الفرد من الوقوع في المعصية وتنمي لديه الخوف والخشية من الله - تعالى -. فلقد بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهمية التقوى في حياة الفرد فقال: (التقوى ههنا وأشار إلى صدره ثلاثاً). وذلك بلفت نظره إلى جمال الكون وأن الله - تعالى -هو الواحد الخالق المبدع له
2. تعويده على طاعة الوالدين، وذلك بسماع كلامهما وعدم رفع صوته عليهما والتأفف والضجر من نصائحهما له. فقد قال الله - تعالى -: (وَقَضَى رَبٌّكَ أَلَّا تَعبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَينِ إِحسَانًا إِمَّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَو كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ, وَلَا تَنهَرهُمَا وَقُل لَهُمَا قَولًا كَرِيمًا). ([1])
وإذا بلغ سن السابعة وهو سن التمييز يعلم العبادات، أولها الطهارة والصلاة فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشـر وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه الحاكم وأبو داود.
وكذلك الترويض على الصوم في شهر رمضان، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبي- صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار (من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم فكنا نصوم ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن - الصوف المصبوغ - فإذا بكى أحدهم أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار)
والحكمة من تعليمه الصلاة لسبع سنين حتى ينشأ في رعاية الله، ويتعود على أدائها في أوقاتها منذ نعومة أظفاره، لأن الصلاة هي الحبل الذي يصله بربه فيجعله قوياً صلباً وبها يتهذب سلوكه وينشط جسمه وتطمأن نفسه، وتنتظم حياته وتجعل منه إنساناً مدركاً لقيمة الزمن فيحرص على وقته فلا يضيعه دون فائدة، فالصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها هدم الدين وهي العلامة التي تميز المسلم عن غيره من الناس.
ويجب ترويضه على الخشوع في الصلاة ليكون من عباد الله العارفين فقد قال الله - تعالى -: (قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ الَّذِينَ هُم فِي صَلَاتِهِم خَاشِعُونَ). ([2])
ويجب تعليمه إخلاص النية لله - عز وجل - فقد قال - تعالى -: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعبُدُوا اللَّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ). ([3])
ويجب تقوية روح المراقبة لله - تعالى - في أقواله وأفعاله بدافع ذاتي من نفسه، فقـد قـال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما سئل عن الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لـم تكن تراه فإنه يراك).رواه البخاري ومسلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد