ثمرات الصبر والتفاؤل بالخير


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على نبينا المبعوث رحمة للعاملين.

أما بعد: تعلمون إحدى نعم الله - تعالى - العظيمة على عباده المسلمين المؤمنين، ألا وهي نعمة الصبر والتفاؤل وانتظار الفرج وقوة اليقين، وتذكروا مثلنا الأول وقدوتنا وقائدنا وحبيبنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في سيرته ودعوته وصبره وحلمه وثباته عند نزول أنواع الابتلاءات، قالوا على سبيل الاستعجال: {مَتَى نَصرُ اللَّه}؟ فبشرهم الله - تعالى -برحمته: {أَلا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} فالنصر قريب من المؤمنين المتقين.

وقوة اليقين يدفعنا إلى التفاؤل، بل واليقين الجازم بوعد الله - تعالى - ونصره وتمكينهº لأن لديهم بشارات ربانية ونصوصاً نبوية جزء من عقيدتهم تبشر بأن المستقبل لهذا الدين العظيم. فالعاقبة للمتقين، فهذا حال المؤمنين الذي أخبر الله - تعالى - عنهم مثنياً عليهم بها فقال: {وَلَمَّا رَأَى المُؤمِنُونَ الأَحزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُم إِلَّا إِيمَانًا وَتَسلِيمًا}، وقال - تعالى -: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزَادَهُم إِيمَاناً وَقَالُوا حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكِيلُ} بل لابد من رفع هذا الذل بالإقبال على الله - تعالى -وتجديد التوبة النصوح، وتحقيق التقوى وهجر المعاصي، والحرص على دعاء الله - تعالى -والتضرع لكشف الكرب، والأخذ بالأسباب المعنوية والمادية والتحلي بالصبر و المصابرة والثبات، ومواصلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقروناً بالعلم والحلم والأناة، والدعوة إلى اجتماع الكلمة وتوحيد الصف، فعلينا العودة الصادقة لهذا الدين العظيم أفراداً وجماعات، فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وإن لم نفعل ذلك جاء الله بقوم يحملون هذا الدين، ويبلغونه للناس، ويصبرون عليه حتى يأتي نصر الله، قال - تعالى -: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا استَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، وقال - تعالى -: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ}، فأثابهم الله - تعالى -وبشّرهم بقوله: {أُولَئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهتَدُون}، وقال-تعالى -: {فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرا إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً}، وقال - تعالى -: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصرِهِم لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخرِجوا من دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ, إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبٌّنَا اللَّهُ} وقال - تعالى -: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيُّ عَزِيز}، وقال - تعالى -: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ}، وقال - تعالى -: {بَلَى إِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأتُوكُم مِن فَورِهِم هَذَا يُمدِدكُم رَبٌّكم بِخَمسةِ آلافٍ, منَ المَلائِكَةُ مُسَوِّمِين وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلّا بُشرَى لَكم وَلِتَطمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصرُ إِلّاَّ من عِندِ اللّهِ العَزِيزِ الحَكيم}.

فنثق ونؤمن بأن في طاعة الله - تعالى - ورسوله صل الله عليه وسلم وإتباعه قولاًً وعملاً فيه الطمأنينة، والفوز والنصر والفلاح، والسعادة، والنجاة في الدنيا والآخرة وبها تستجلب به النعم وتستدفع به النقم كما أنها قوت القلـوب وقرة العيون وسرور النفوس وروح الحياة وحياة الأرواح، فعلينا مواصلة التقرب إليه - سبحانه - بالمحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة التي هي أهم العبادات بعد التوحيد ولنحرص على الإخلاص وطلب العلم الشرعي وتلاوة كتاب الله الكريم والعمل به على المنهج النبوي الصحيح ونذكر نعم الله - تعالى - وآلاءه المتتابعة والتوبة وحفظ الجوارح. وقال - تعالى -: {استَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصبِرُوا إِنَّ الأَرضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ من عِبادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ}، ولا تقنطوا من رحمة الله - تعالى -: {أليس الله بكافٍ, عبده}، {إنا كفيناك المستهزئين}، {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}، {والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً}، فتوكل على الحي القيوم الذي لا يفنيَ ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد والفرج قريب وتفاءلوا الخير تجدوه سائلاً العلي القدير أن يحفظ علماؤنا وولاة أمورنا المسلمين بحفظه ويجمع كلمتهم ويوحد صفوفهم وأن يكبت أعداءهم وأعداء الإسلام وأعداء المسلمين في كل مكان وأن يكفينا شر اليهود والنصارى والمجوس والرافضة والعلمانيين والمنافقين في كل مكان.

والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على نبينا المبعوث رحمة للعالمين وصحبه أجمعين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply