بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فقد طغت موجة من الماديات على قلوب المسلمين قطعت صلتهم بالله وتعلقهم به، فابتعدوا عن كل مظاهر العبودية والالتجاء الصادق إلى الله، حتى وصلوا إلى ما نراه من حيرة وقلق واضطراب. ولا سبيل للخروج من هذا المأزق إلا بالتزام العبودية لله - تعالى -والتحرر من عبودية الوثنيات والطواغيت على اختلاف أشكالها وأنواعها، تلك العبودية التي لو استجاب الناس لها لعاشوا في اطمئنان وسعادة وسلام، والتي هي أساس العمل الصالح الذي يثمر نهضة الأمة، وينقذ الإنسانية جمعاء من جحيم العبودية والخضوع للبشر، ويرد عليها تراثها ويرفع منزلتها ويمنحها السعادة والفوز في الدارين. والكتابة في هذا الموضوع ليس بالأمر السهل، لأنه متشعب وذو فروع ولأن الشيخ ـ - رحمه الله - كتب فيه، في عامة مؤلفاته ورسائله تقريباً، فدافع عن الحق الواضح فيه ورد على ألوان الانحراف التي على حياة المسلمين في مجال العبودية وردهم إلى المنهل الصافي من الكتاب والسنة. وقد رأيت رسالة العبودية للشيخ - رحمه الله -من أجمع وأنفع ما كتب في هذا الموضوع، فقد وضع فيها نظرية متكاملة وبين فيها معنى العبودية. وهي نظرية غنية بالتحقيقات النافعة والقواعد الجامعة والتوجيهات التربوية التي تحتاجها المؤسسات التربوية والاجتماعية في عصرنا اليوم. ولذلك سنتعرض في هذا الحديث لأهم الركائز التي تقوم عليها فكرة العبودية.، بعد أن نذكر أهم الأصول العامة في تزكية النفس وطريقة القرآن في عرض منهج التزكية. ولما كانت أي فكرة ما لم يقارنها عمل وسلوك فإنها لا تعطي ثمارهاº فقد ذكرت في نهاية البحث الناحية العلمية لحياة الشيخ - رحمه الله - وبيان تعبده لله، وهذا من أصول أهل السنة والجماعة التي يتميزون بها عن غيرهم من المناهج البدعية . وإ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد