بسم الله الرحمن الرحيم
تمر بالإنسان في هذه الحياة ظروف عصيبة جدا، إما مشكلة مع الزوج أو أحد من الأهل أو أي مشكلة كان نوعها، وإما مرض لا سمح الله أو قدر الله له حادث.
فتش هذا الإنسان وسلك جميع السبل لحل ما يمر به ولم يجد إلا الصدقة بعد التوكل على الله واليقين به، وكلما مر بهذه الظروف تصدق بنية الشفاء أو حل لهذه الظروف، وما هي إلا أيام وتنفرج عنه.
ففي تحقيقنا هذا نقلنا لكم تجارب وقصص واقعية من أصحابها مبينين لنا أثر الصدقة في حياتهم..فإلى التحقيق:
صلاح الأزواج والأبناء
تقول الأخت جواهر التركي: إن للصدقة أثرا عظيما سواء كنت مريضا أم لا؟ فلقد جربت ذلك بنفسي، فهي تنمي المال وتصلح الزوج والنفس والأبناء، فإنني كلما حدثت لي مشكلة في بيتي مع زوجي وأبنائي، فإنني دائما ألجأ إلى الله بالصلاة والدعاء والصدقة ولو بشيء يسير فيا - سبحانه - الله! ألحظ بعد ذلك التغيير والصلاح، وأيضا لقد مر علي ألم شديد جدا من فترة واستمر معي أكثر من سنتين وتعبت من كثرة العلاج والتردد على المستشفيات وفي إحدى الليالي اشتد معي الألم ولم أنم تلك الليلة فقمت وتوضأت وقررت بيني وبين نفسي بأن أرقي نفسي كل ليلة قبل نومي إلى أن يشفيني الله، وأيضا فكرت بالصدقة وإعطائها لمن يستحقها، وفي نيتي أن تكون خالصة لوجه الله أولا ثم تكون سببا لشفائي من هذا المرض..وفعلت ذلك عدت مرات واستمريت على الرقية والصدقة شهرا كاملا، والحمد لله وجدت الأثر بعدها - نعم شهر واحد فقط- مقابل أكثر من سنين في التردد على المستشفيات ودفع الأموال الطائلة.
الشفاء من العين
وهذه أيضا الأخت حصة البكران تنقل لنا تجربتها فتقول: في ذات يوم خرجت من مناسبة كنت مدعوة لها وأنا متغيرة تماما، أصبت بالعين، مما ترتب علي ظروف نفسية وجسدية لا يعلمها إلا الله.. أهملت نفسي.. زوجي.. أبنائي.. بيتي كل شيء.
غير الآلام الجسدية التي تأتيني ما بين فترة وأخرى أجريت عدت فحوصات وأشعة من مستشفى لآخر ولكن دون جدوى (كانت هذه شهور صعبة علي) حتى من الله علي وذهبت إلى شيخ أو راق ليرقيني. وما كان همه إلا الأجر والثواب من الله - سبحانه وتعالى -، فحثني على التقرب إلى الله والإكثار من الطاعات، وذكرني بالصدقة لما فيها من الأجر ودفع الضر بإذن الله. عملت بنصيحته فتقربت إلى الله بالصلوات والنوافل والإكثار من الصدقة، فبعد فترة يسيرة بدأت حالتي تتحسن ورجعت إلى منزلي وأنا ما زلت - ولله الحمد - بصحة وعافية.
الرؤيا في والدي - رحمه الله -
أما الأخت أسماء تروي هذه القصة على لسان أختها: رأيت رؤيا في والدي أنه سيتوفى وبعدما استيقظت من النوم ضاق صدري وزاد همي ثم فكرت بالصدقة وتصدقت بنية أن يزداد عمر والدي، واستمريت ولله الحمد على الصدقة وبعد سنتين من الرؤيا توفي والدي - رحمه الله -وبعدها أخبرت أهلي بالرؤي.
النار في منزل أهلي
وأيضا ما زال الحديث لأسماء على لسان أختها: كنت أرى رؤيا وهي أن منزل أهلي يحترق فإذا أصبحت أجد حرارة طفلي مرتفعة جدا، وكانت دائما تتكرر هذه الرؤيا مما يترتب عليها ارتفاع في درجة حرارة طفلي. فأصبحت كلما رأيت هذه الرؤيا تصدقت على الفور وبعدها - ولله الحمد - لم تأتيني الرؤيا ولم يصب طفلي بالحرارة.
شفاء ابني
وهذه أم زايد تروي لنا هذه القصة عن صديقتها وتقول على لسانها أصيب ابني بمرض شديد مما ترتب عليه مراجعة المستشفى ما بين فترة وأخرى لمتابعة حالته، فأصبحت أتصدق قبل ذهابي إلى المستشفى، وكل مرة أذهب للمستشفى يخبرني الطبيب أن حالة طفلي في تحسن حتى شفي تماما من مرضه بفضل الله تعالى
نجاة ابني من الحادث
تذكر لنا أم عبد الرحمن قصتها وتقول: تصدقت في ذلك اليوم بنية تفريج وتنفيس الكربة عن الفقير لأنه كان جدا محتاجا وفي أمس الحاجة للمال في ذلك اليوم وفي المساء خرج أبنائي الصغار للشارع ليلحقوا بأبيهم، فأتت سيارة مسرعة من بعيد فصدمت ابني الصغير وطار في الهواء، ومن هول الحادث والمنظر أغمض زوجي عين ابني الكبير وأدخله في المنزل خشية أن يتعلق الموقف في ذاكرته متيقنا بأن ابني الصغير قد توفي. وفي لحظتها كنت أردد يا رب فرجها لي كما فرجتها عن الفقير وأدعو الله بإلحاح، ولله الحمد دخل ابني الصغير مع زوجي ولم يصبه أذى أو حتى جروح إلا جروح بسيطة لا تكاد ترى في وجهه.
أكثر من فائدة
هذه القصص والتجارب نقلها أصحابها لتكون عبرة لنا ولبيان أثر الصدقة في حياتهم..
وأيضا للصدقة فوائد عظيمة غفلنا عنها وهي:
أولا: إنها تطفئ غضب الله - سبحانه وتعالى - كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى).
ثانيا: إنها تمحو الخطيئة، وتذهب كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار).
ثالثا: وقاية من النار قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (فاتقوا النار ولو بشق تمرة).
رابعا: إن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس).
وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).
خامسا: إن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (داووا مرضاكم بالصدقة).
سادسا: إن فيها دواء كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - لمن شكا إليه قسوة قلبه: (إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وأمسح على رأس اليتيم).
سابعا: إن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك. وفي ذلك يقول - صلى الله عليه وسلم -: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا).
يبارك لك في مالك
ثامنا: إن صاحب الصدقة يبارك له في ماله إلا ما تصدق به كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -: (ما نقص مال من صدقة).
تاسعا: إنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله - تعالى -: {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم} [البقرة: 272]، ولما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة - رضي الله عنها - عن الشاة التي ذبحوها ما بقي منها: قالت ما بقي إلا كتفها قال: (بقي كلها غير كتفها).
عاشرا: إن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله - تعالى -: {إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجرِ كريمِ} [الحديد: 18].
الحادي عشر: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل والنهار).
دليل الصدق
الثاني عشر: إن الصدقة دليل على صدق العبد وإيمانه كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (والصدقة برهان).
يقول النووي - رحمه الله - عن معنى الصدقة: (وقالوا: وسميت صدقة لأنها دليل لتصديق صاحبها وصحة إيمانه بظاهره وباطنه).
أما معنى برهان أي: (الصدقة حجة على إيمان فاعلها، فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على إيمانه والله أعلم).
أفضل أنواع الصدقات
أفضل الصدقات هي الصدقة الخفية لأنها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول الله - عز وجل -: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خيرِ لكم} [البقرة: 271].
فأخبر أن إعطاءها للفقير في خفية خير للمنفق من إظهارها وإعلانها، وتأمل تقييده - تعالى -الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقول: وإن تخفوها فهو خير لكم، فإن من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيش، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك مما ذكره الفقهاء.
وأما إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد والستر عليه وعدم تخجيله بين الناس، وإقامته مقام الفضيحة: (وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنه لا شيء له).
وكان إخفاؤها للفقير خيرا من إظهارها بين الناس.
وقد مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقة السر، وأثنى على فاعلها وأخبر أنه أحد السبعة الذين هم في ظل عرش الرحمن يوم القيامة وبهذا جعله - سبحانه - خيرا للمنفق، وأخبر أنه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته.
حال الصحة والقوة
وأيضا من أفضل الصدقات: الصدقة في حال الصحة والقوة كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا أو لفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا).
وكذلك بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الصدقة جهد المقل وابدأ بمن تعول).
وأيضا الإنفاق على الأولاد كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (الرجل إذا أنفق على أهله يحتسبها كانت له صدقه.. وأيضا الصدقة على القريب وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة).
وأيضا الصدقة على الجار أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم – أبا ذر بقوله: (وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها) وكذلك الصاحب، ولا ننسى الصدقة الجارية فهي تبقى للعبد بعد موته ويستمر أجرها عليه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية.... ) الحديث.
وقفة فلنتأمل ولنتدبر الآية
قال - تعالى -: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسعِ عليمِ} [البقرة: 261].
قال الشيخ السعدي - رحمه الله -: (وهذا إحضار لصورة المضاعفة بهذا المثل الذي كأن العبد يشاهده ببصره، فيشاهد هذه المضاعفة ببصيرته، فيقوى شاهد الإيمان مع شاهد العيان، فتنقاد النفس مذعنة للإنفاق، سامحة بها مؤملة لهذه المضاعفة الجزيلة والمنة الجليلة).
أثر الصدقة في الحياة وعند الممات
للصدقة أثر على صاحبها في الحياة الدنيا، سواء في دفع الآفات عنه أو رفعها، أو انشراح صدره، وحفظ ماله من النقص بل والزيادة والبركة وقبول الدعاء.
فإن للصدقة أثرا على صاحبها في دفع ميتة السوء، فعن أبي أمامه - رضي الله - تعالى -عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر).
وعن أنس بن مالك - رضي الله - تعالى -عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء).
ابن القيم الجوزية
يقول ابن القيم الجوزية - رحمه الله -: (والأغنياء الشاكرون سبب لطاعة الفقراء الصابرين لتقويتهم إياهم بالصدقة عليهم، والإحسان إليهم، وإعانتهم على طاعتهم فلهم نصيب وافر من أجور الفقراء، زيادة إلى نصيبهم من أجر الإنفاق وطاعتهم التي تخصهم.
الصحابة والصدقة
أما الصحابة - رضوان الله عليهم - لما دعوا إلى الصدقة قدموا براهينهم على هذا الإيمان:
فأبو طلحة - رضي الله عنه - كان برهانه مزرعته التي بجوار المسجد بيرحاء. وقصته - رضي الله عنه -: لما نزل قوله - تعالى -: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليمِ} [آل عمران: 92]، قام أبو طلحة - رضي الله عنه - إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله: إن الله- تبارك وتعالى -يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليمِ}، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بخ ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه).
أما عثمان بن عفان - رضي الله عنه- كان برهانه ثلاثمائة من الإبل مجهزة تجهيزا كامل.
وأما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- كان برهانه نصف ماله.
وأما أبو بكر - رضي الله عنه- كان برهانه ماله كله في أكثر من مناسبة، فيوم الهجرة حمل كل ماله لخدمة الرسول- صلى الله عليه وسلم -، أما أولاده فعندهم كيس من الحصى.
ولما دعا الرسول - صلى الله عليه وسلم - للصدقة في المدينة جاء أبوبكر بكل ماله.
هذا هو برهان الصحابة - رضوان الله عليهم - فما برهاننا؟!
فلنقتف أثرهم في ذلك.
الصدقة تفك أسرك
الصدقة تفك أسرنا وخصوصا من الذنوب والمعاصي فنحن بأمس الحاجة إلى فك أسرنا، وقد شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - المتصدق بالأسير الذي قدم لتضرب عنقه، وجاءت الصدقة لتفكه من أسره، ففي الحديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي يخير فيه عن يحيى - عليه السلام -: (وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم).
يقول ابن القيم في شرح هذا الحديث: (وأمركم بالصدقة فإن مثل ذلك، مثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده منهم).
هذا أيضا من الكلام الذي برهانه وجوده ودليله وقوعه فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر فإن الله - تعالى -يدفــع بها عنهم أنواعا من البلاء، وهذا الأمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض كلهم مقرون لأنهم جربوه) انتهى كلامه - رحمه الله -.
***
وأختم التحقيق بكلمة للدكتورة بدرية البشر - الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تبين لنا أثر الصدقة على الفرد والمجتمع:
إن مما رغب فيه الإسلام وحث عليه الإنفاق في سبيل الله - تعالى -وذلك لتطهير المال وزيادة بركته وشمول نفعه للمنفق والمنفق عليه، وجعل للإنفاق سبلا كثيرة منها الصدقة وهي بذل المال تطوعا رغبة في الأجر من عند الله.
تطهير القلب
وقد أعد الله - تعالى -للمتصدقين الثواب العظيم والخير الوفير ذلك أن الإنسان جبل على حب التملك فإذا بذل ما يملكه لله عن طيب نفس حق له من الكريم المنان أن يجزل له العطاء وأن يبعث في نفسه أثار ذلك العطاء ومن ذلك:
1- تطهير قلبه وتنقية سريرته وتزكية نفسه.
2- إذكاء روح الإيمان في نفسه لتقربه إلى الله بهذا العمل الصالح وبث مشاعر الأخوة الإسلامية والانتماء للمجتمع المسلم لشعوره بحاجات إخوانه المسلمين.
3- إنماء ماله وتكثيره لدعاء الملك له كما في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا).
4- إنها تدفع عن صاحبها البلاء والفتن كما في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي).
5- إن المال المتصدق به هو الذي يبقى للمتصدق دل على ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سأل عائشة - رضي الله عنها - عن الشاة التي ذبحوها ما بقي منها؟ قالت: ما بقي منها إلا كتفه. قال - صلى الله عليه وسلم -: (بقي كلها غير كتفها).
6- أن الأثر ليس في الدنيا بل لها أثر عظيم في الآخرة إنها تظله في المحشر حين تدنو الشمس من الخلائق بحسب أعمالهم كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس). وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ذكر: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).
أما أثرها على المجتمع:
1- إنها تقي من أسباب الانحراف والضلال لأن الفقر يجعل الإنسان إذا اشتدت به الحاجة ذهب يبحث عنها ولو في غير مظانها فيقع فريسة لأصحاب الفساد الذين يستغلون حاجته في تحقيق مآربهم وتنفيذ رغباتهم.
2- القضاء على دوافع الجريمة في المجتمع، لأن من أكثر الأمور التي تدفع إلى الاعتداء على الآخرين الحاجة إلى المال، فإذا كفي وقضيت حاجته سد هذا الباب، وفي ذلك حفاظ على المجتمع وعلى أمنه واستقراره.
3- إن في التصدق تحقيق لمبدأ التكافل الاجتماعي وتوثيق لروابط الأخوة الإسلامية حين يعين بعضهم بعضا ويشعر الغني بحاجة أخيه الفقير فيسرع ليقضيها له فيترك أثر ذلك في نفسه محبة وقرب.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * * * فطالما استعبد الإحسان إنسان-
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد