بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد.
عجباً وعجباً.................. الأسبوع الماضي كنّا عائدين بالطائرة من مدينة الحبيب عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم بعد أن قضينا فيها إجازة أخر الأسبوع وكم كانت رحلة إيمانية رائعة إستشعرنا فيها وجود حبيبنا بأبي هو وأمي في كل أرجائها فتتخيل وأنت تمشي في جنبات المسجد بأن حبيبنا - عليه الصلاة والسلام - كان يمشي هنا وهذا قبره وهذه الروضة كم صلى هنا وكم أكل وشرب ونام هنا..... وهذه حجرات زوجاته كم عبر من هنا وكم ضحك هنا وبكى هنا.
اللهم بلغ كل مسلم ومسلمة ذلك المكان الطاهر ولا تحرمنا الذهاب إليه، وعند عودتنا وإستعداد الطائرة للإقلاع كان في الصف الذي أمامي وفي الجانب شاب في بداية شبابه يشاهد البلوتوث في جواله قبل أن يغلق جواله إستعداداً للإقلاع وكأنه يريد أن يمليء عينه بتلك المشاهد قبل أن يغلقه وكأنه سيغلق شيء لا يستطيع فراقه والمصيبة أنه كان يحاول إخفاء المشاهد بتذكرة الطائرة التي في يده ولكن كانت المشاهد واضحة جداً لي بسبب وجوده في الصف الجانبي الأمامي وكانت مشاهد والله أقشعر منها بدني وتزلزت فرائصي وشعرت بالنكادة والضيق طوال الرحلة وأنا أشعر وكأن قلبي سيقف من هول ما رأيت وكأني سأصاب بسكتة قلبية.
واعجبــــــــــــا كيف يعصى الإله ؟
واعجبــــــــــــا كيف يستحي أن يشاهده الناس ولا يستحي أن جبار السموات والأرض يشاهده من فوق سبع سماوات؟؟
واعجبــــــــــــــــــــا كيف تعصي الله وأنت للتو تغادر مدينة رسول الله؟؟
واعجبـــــــــــــــــــــا لمن يستخدم نعمة الله من بصر في مشاهدة ما يغضب الله؟؟
يعلم الله كم شعرت بحرقة شديدة تحرق شراييني. وكم دعوت ودعوت ودعوت لهذا الشاب بأن يهديه الله
وكم قلقت وخفت على أبنائي الصغار إذا صاروا في عمره من تلك التقنيات التي للأسف تستخدم في الفساد فقط.
فأخذت أدعوا الله بأن يهديه ويهدي ذرياتنا وشباب المسلمين ويحفظهم من شرور أنفسهم ومن شياطين الإنس والجان
والأدهى أنه كان يرسل تلك المشاهد بالبلوتوث لمن في الطائرة.
وكم فرحت بأن في حقيبتي بعض من البطاقات الدعوية التي إشتريتها من المدينة ليوزعها أولادي على أهل المسجد وكانت بطاقات رائعة اخترت منها له بطاقتين الأولى بعنوان (طويت الصفحات) وهي عن الخاتمة وصور مراحل حمل الميت ودفنه بالقبر مع عبارات مؤثرة جدا.
والأخرى بعنوان (هل طرقت الباب) وهي قصص موجزة ومؤثرة للتائبين بقلم الشيخ محمد العريفي
ومع أن البطاقات صغيرة وخفيفة إلا إنها مؤثرة جداً فجزى الله صانعيها خير الجزاء
فطلبت من ابني إهدائها للشاب وفعلاً أعطاه إياها وأخذها وأخذ يقرأها وقلبي يكاد يتوقف من النبض حزناً على حال شبابنا وغيرة على أن تنتهك حدود الله ويستهان بغضبه.
والأدهى والأمر مانراه الآن من رجال متزوجين يحلون لأنفسهم الحرام والحلال بين أيديهم فو الله أشبههم بالزناة فالمحصن عقابه الرجم حتى الموت والغير محصن عقابه ثمانون جلدة فاتقوا الله عباد الله (فالعين تزني وزناها النظر)
نسأل الله أن يصلح حالنا وحال ذرياتنا وشبابنا وشيباننا وحال المسلمين في كل مكان.
ونسأل الله أن يرزقنا خشيته في السر والعلانية.
ونسأله - سبحانه - أن يقبضنا إليه وهو راض عنّا غير غضبان.
وجزاكم الله كل خير.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد