بسم الله الرحمن الرحيم
نعم بهذا ارتفع القوم وبلغوا مراتب المجد وساروا إلى ربهم في أجمل مسير، قال ابن المبارك عن الإمام مالك: كانت له سريرة وخشية.
وسئل أحمد: بم ارتفع القوم؟ قال: بالصدق.
إنها القلوب التقية النقية التي خرجت من عالم الدنيا وشهواتها إلى عالم الآخرة وما فيه من الأهوال والنعيم والعذاب الأليم.
ألم يقل الله - تعالى -:(يوم تبلى السرائر)؟ قال ابن القيم: ستعلم أي سريرة تكون عليها يوم تبلى السرائر.
إنها السرائر التي امتلأت بحب الآخرة وإيثارها والتعلق بها فما أعجب حالها و والله إن صاحبها لغريب في هذا الزمان.
إنه القلب الذي أصبح كل همه \" تصحيح الإخلاص\" و\" تصفية الأعمال \" ولهذا تجد أن صاحبه ينافس لا على ظواهر الأعمال بل على حقائق الأعمال وبواطنها.
إنه القلب الذي يرتقي بصاحبة حتى وهو في حال النوم وإذا بالقلب يجول في التفكير في آثار عظمة الله - تعالى -وجلاله وكبريائه، ياله من قلب ويالها من نفس شأنها عجيب وأمرهما غريب...
ياله من قلب يتذوق معاني الأنس ويستشعر حلاوة القرب من إلهه ومعبوده فهو في عالم آخر والناس لا يشعرون فما أعجبه من قلب.
ياله من قلب كان قرارة الأبدي \" لا راحة إلا في دار السلام \" فعاش غريباً ومشتاقاً إلى تلك الديار...
فأين هذا القلب ومتى نجد مثل هذه النفس.... ؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد