لمن يهمه الأمر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

من قلب لم يعرف اليأس أو الملل، ومن عين لا تبدي ما رأته، ومن لسانِ لا يعرف للكذب طريق، من الوجدان الذي عاش معكم في قترة ليست بالقصيرة، من القلب الذي اشتاق للقاء الله، وحنّ لرائحة الجنّة، من ذلك القلب الذي عرف طريق الحق، فكان سبيله قول الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم -: (والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأحيه ما يحبه لنفسه)، لذا ما حملت في نفسي يوماً ضغينة على أحد يذكر، ولم اقترف ذنباً لا يغفر، فكلنا أصحاب ذنوب، لذا شرع الله لنا التوبة والقنوت.

أخي الحبيب: مما شرفني به الله أن جعلنا من أتباع أهل السنة والجماعة - ولا أزكي نفسي على الله - إذ رزقني أخوة في المنهج والدعوة لهذا الصراط المستقيم، لكن إشارات الطريق المترامية على جنباتها لم تكن مرتكزة بالشكل الصحيح على الطريق، مما تسبب في انزلاق المفاهيم، ومن ثمّ سوء في الوصول إلى الحقيقة، ومن تلك الإشارات:

* الفهم القاصر لمعنى الأخوة والمحبة في الله: وربما كان الاختيار في حدّ ذاته خطأ، إلا أنني اخترت إخواني على ضوء وصيّة علقمة العطاري إذ يقول موصٍ, ولده: \"يا بني إذا عُرضت لكَ إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب من إذا مددت يدك مدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن رأى منك سيئة سرّها، واصحب من ذا سألته أعطاك، وإن سكت ابتداك، وإن نزلت بك نازلة آساك، اصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤونة مانك، اصحب من إذا قلت صدق قولك، وإن حاولتها أمراً أمرك، وإن تنازعتما آثرك\"

 * التقصير في النصح والتوجيه: قال - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)، فعجبت متى ينصح المرء إن لم ينصح في وقت الأزمات!!

* إعانة الشيطان!!: عجباً لمن يعين الشيطان على أخيه، ومن دائرة الأخوة لِمَ نرميه، فكيف بكم أعنتم الشطيان على أخيكم، وتركتموه له ولم تنقذوه!! قال الرحمة المهداة - صلى الله عليه وسلم -: (لا تعينوا الشيطان على أخيكم).

* حب المال لا حب الإيمان!!: عجبتُ لأخوة ينسون أخاً لهم كان يحبهم كما يحبون المال حبّاً جمّاً!! متى كانت الأخوة الإيمانية أساسها المال إلا في زمان الذين لم يعرفوا حقّها ومعناها!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply