بسم الله الرحمن الرحيم
1- الوقوع في معاصي لاسيما الصغائر: يقول - سبحانه وتعالى -: ((\"وَمَا أَصَابَكُم مِّن مٌّصِيبَةٍ, فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ,\")) (الشورى: 30).
قال الضحاك: (ما نعلم أحداً حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب)، ثم قرأ الآية السابقة.
وسأل رجل الحسن فقال يا أبا سعيد: إني أبيت معافى وأحب قيام الليل، وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم، فقال: ذنوبك قيدتك.
ويقول سفيان الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته، قيل وما ذاك الذنب، قال رأيت رجلاً يبكي، فقلت: هذا مراءٍ,.
ويقول سليمان الداراني: لا تفوت أحد صلاة الجماعة إلا بذنب.
وابن القيم - رحمه الله تعالى - ذكر في الجواب الكافي: أن من آثار المعاصي حرمان الطاعة.
2- التوسع في المباحات: من الطعام يأكل حتى يشبع، من الشراب، من الملبس، من المركب، من النوم إلى غير ذلك من المباحات، لأن هذا التوسع يورث الكسل والتفريط في العبادة.
بعض الشباب تجد أنه يعرف مطاعم مدينته كلها، لأن هذا همه، فما مطعم وجد في مدينته إلا ودخله، وما وجبه ذكرت أو أعلن عنها إلا وقد ذاق منها، بل و يتذاكرون في مجالسهم أي محل أجود للطعام، بل وأحياناً أي محل أجود للآيسكريم وغير ذلك، فهذا هو التوسع في المباحات، وإذا قلت له شيء قال يا أخي هل هو حرام.
3- انعدام المجاهدة وإيثار الراحة: يحب أن يرتاح، وأنتم تعلمون أن العبادة فيها مشقة، والمشقة تحتاج إلى بذل جهد، وبذل الجهد بكثرة هو المجاهدة، فمن انعدمت المجاهدة عنده لن يستطيع أداء العبادة، قال - سبحانه وتعالى -: ((\" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا \")) (العنكبوت: 69).
وترك المجاهدة سببه إيثار الراحة، وعلى هذا فإيثار الراحة يؤدي إلى ترك المجاهدة، وترك المجاهدة يؤدي إلى ترك العبادة.
4- الاعتقاد بأنه ليس بحاجة إلى الإكثار من العبادة: بحجة أنها نوافل، وأن الله - تعالى -لن يسأله عنها، فيتهاون بها، والتهاون بالنوافل يؤدي إلى ثقل الفرائض، وبالتالي يفرط بالفرائض، مثاله: من جاهد نفسه لقيام الليل سهل عليه القيام إلى صلاة الفجر، لكن من ثقل عليه قيام الليل ربما يثقل عليه فيما بعد القيام لصلاة الفجر.
5- الرضا عن واقعه الذي هو فيه: وأنتم تعلمون أن أهم وسيله للعلاج اكتشاف المرض، فإذا كان هذا المقصر راضياً عن واقعه الذي هو فيه فكيف يجتهد في العبادة، إنه لم يرى نفسه مقصراً حتى يجتهد، والرضا عن واقعه سيدفعه إلى الاستمرار في البعد عن العبادة.
6- عدم إدراك خطورة ترك الطاعة والتقصير فيها: فلو علم هذا الإنسان أنه ربما ينتكس وينحرف إذا لم يحصن نفسه بالطاعة، لو عرف هذا لما قصر في الطاعة أو تركها، والشيطان له خطوات، لا يأتي للملتزم مباشرة، يقول اترك الفرائض، بل له خطوات يرضى بخطوة يسيرة، وفيما بعدها وهكذا حتى يتحصل على ما يريد، ولذلك يقول الله - سبحانه وتعالى -: ((\" يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ\")) (النور: 21).
فسماها الله خطوات لأنه يأتي على مراحل، فيبدأ بك أو يحاول أن تقتصر على الفرائض فقط، فإذا اقتصرت على الفرائض وتركت النوافل بدأ يثقِّل عليك الفرائض ثم تتهاون بها.
7- عدم إدراك الأجر العظيم للمحافظة على الطاعة: لو استشعر الملتزم فضل الصيام مثلاً، وفضل قيام الليل، وفضل قراءة القرآن والذكر لما تركها،
يقول ابن الجوزي: (من لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف).
8- طول الأمل ونسيان الموت: لو تذكر الموت وأنه يحضره في أي وقت لما فرط في العبادة، ولو تفكر في الأهوال والشدائد التي سيقدم عليها مع الموت وبعده ويوم القيامة، لتحمل الشدائد في الدنيا، ولجاهد نفسه، وأدى العبادات المتنوعة تقرباً لله - تعالى -.
9- كثرة المشاغل: قد يكون الإنسان في زحمة العمل، وكثرة الأعباء، فيهمل العبادة بحجة أنه ليس عنده وقت، وأنه لابد من إنجاز هذه الأعمال، وهذا يكفي أن نقول له وقتك وجهدك لله، والمطلوب الأعظم منك عبادة الله تبارك وتعالى، ثم أن من أقبل على الله بعبادته بارك الله له في وقته، ومده بقوة في جسده وإرادته، فيستطيع الجمع بين الشيئين.
10- التسويف: فمن سوف فسيستمر على ما هو عليه، لذلك قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((\"بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقراً منسيا، أو غنىً مطغيا، أو مرضاً مفسدا، أو هرماً مفندا، أو موتاً مجهزا، أو الدجال فشر غائبٍ, ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر\"))، وقال- صلى الله عليه وسلم -: ((\" اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك \")).
11- القدوة السيئة: فقد يرى هذا الشخص من بعض القدوات إهمالاً في العبادة وتفريطاً فيها، فيقلدهم في ذلك ويقول: إذا كان فلان يفعل كذا وهو فلان، ويقصر في العبادة، ولا يأتي للصلاة إلا متأخر، ولا يقرأ القرآن، أو لا يصوم النافلة أو غير ذلك، فأنا من باب أولى، ونسي أن كل شخص محاسب عن نفسه لوحده، وأن هذه القدوة قد يكون مقصر في عمل لكنه عوض عنه في عمل آخر، أما هذا المقلد فقد فرط وقصر في كل شيء.
12- عدم نصيحته من قبل الآخرين: لا يجد من ينصحه أنه مقصر، وأن التزامه التزام أجوف، وبالتالي يرى أنه غير مخطئ وغير مقصر، فلا يكتشف هذا المرض، وهذا السبب يختلف عن سبب الرضا بما هو عليه، لأن هذا السبب لم يكتشف فيه هذا المرض، أما سبب الرضا بما هو عليه فقد اكتشف المرض ولكنه رضي أن يستمر عليه ولا يقلع عنه.
13- اختلاط المفاهيم عند هذا الشخص: فيؤثر الراحة ويبتعد، ويكسل ويتهاون في أداء العبادات، بحجة أنه لا يريد الغلو في الدين، وربما أيضاً أعطى نفسه الحرية والانبساط، والاستئناس بحجة الانسجام، وترويح القلوب، وربما أكثر من المباحات بحجة أنه يتقوى بها على طاعة الله.
14- ضعف عناية برامج الصحوة: والقطاع التربوي بتزكية النفوس، وإهمال ما يسمى بالرقائق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
ماشاء الله درس جميل
-عائشة دلمر إبراهيم
14:20:35 2019-11-14