حرارة ومظلة ! تصدق


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في هذه الأيام ترى الكل يُحاول يضع لسيّارته مظلة حماية من لهيب الصيف الحارق ويختلفون الناس في ذلك (فالجميع حريص أشد الحرص) وما ألومهم البعض رأس ماله فيها.. المهم البعض جعل جزء في منزله (موقف لسيارته).. وآخرون جعلوا مظلة بجانب منازلهم لأجل ذلك أيضا.. وشريحة من المجتمع جعلوا من ظِلال الأشجار موقِفاً.

القضية أن الجميع مقصدهم وأحد لا غير وهو (حماية سياراتهم من حرارة الشمس الملتهبة)

وحقيقةً لا أدري لماذا غفِلوا عن تلك المظلة الرائعة

هل تصدقون أن مظلتنا والتي نحن بصددها الآن والتي أيضاً أتيتُ لإخبركم بها ليست من الخرسانة (كما هو وضع البعض الذين يضعون لمواقفهم داخل منازلهم) .

وليست من الألمنيوم (والذين في الغالب يضعونها بجانب منازلهم أيضاً).

وليست من ورِيقات الأشجار المتكاتفة

بل هي من نوع خاص

وقبل أن أعلن عنها

بودي أن أخبركم أن من يستعملها قِلة!! إذا نظرنا للمستوى الكلي, وهؤلاء القلة تجدهم يخبرون الناس بها لكن لا يستعملونها! مع العلم أنهم يعرفون مدى تلك الحرارة الشديدة, والغريب في الأمر أيضاً أنهم حريصون أشد الحرص على تلك المظلات التي تحمي سياراتهم, لكن المظلة الأخرى والتي هي أولى من تلك المظلات القديمة لا تجدهم يهتمون بها!!

فعلاً ترى عجباً .

فمظلتنا هذه هي: (عـرش الــرحــمــن)

نعم ظِلال عرش الرحمن هو الذي من المفترض أن نفكر فيه جيداً فهو بإذن الله سوف يقينا حرارة الشمس الملتهبة في ذلك الموقف الرهيب حينما تدنو الشمس قيد ميل على رؤوس الخلائق في يوم القيامة... والله أنه لشيء محزن أن ترى البعض يهتم اهتمام شديد بسيارته لأجل حمايتِها مِن ذلك اللهيب، ولا يهتم بحماية جسده من الحرارة في ذلك الموقف ومن حرارة جهنم أيضا.. وكم هو جميل جداً الجمع بين ذا وذاك.. لكن هناك أشخاص قد عُرِفوا بإقترافهم للمنكرات (الكبرى والصغرى), وقد تجدهم لا يصلون أيضاً, تراهم مولعين بحماية سيارتهم في صيفنا المشمس... كان من الأولى اهتمامهم بما يحمي أجسادهم في ذلك الموقف، ثم النظر للأدنى فالأدنى... وليحرص الجميع أن يكونوا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

فعَن أَبِي هُرَيرَةَ عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (سبعة يظلهم الله - تعالى -في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عدل, وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق في المساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)متفق عليه، رواه البخاري (2/144-174) ومسلم برقم 1712، وغيرهما.

وهذا مما يمن الله به على عباده المؤمنين، ففي ذلك اليوم العظيم يكون الناس في كرب وشدة، وتدنو الشمس من الخلائق على قدر ميل، ويعرق الناس كلٌ على حسب عمله، إلا بعض المؤمنين الذين يختصهم الله فيظلهم تحت ظله، ويقيهم من الشمس والعرق.

ولقد قال ابن حجر - رحمه الله - في قوله: (في ظله) إضافة الظل إلى الله إضافة تشريف، وكل ظل هو ملكه. وقيل: المراد بظله: كرامته وحمايته، وقيل المراد ظل عرشه وهو أرجح.

 

فمن هنا أنادي للجميع بالتفكر جيداً في ما يحمينا ويخلصنا من لهيب الشمس الحارقة في ذلك الموقف، ومن الحرارة الأخروية (جهنم) وذلك قبل فوات الأوان

وبالتوفيق للجميع إن شاء الله...

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply