هموم وغموم .. أيها تعتريك ( 5 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ومن الهموم التي تشغل المسلم

ثانيا: من الهموم هم العبادات، فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهمه أمر إعلام الناس بالصلاة: فعَن أَبِي عُمَيرِ بنِ أَنَسٍ, عَن عُمُومَةٍ, لَهُ مِنَ الأَنصَارِ قَالَ اهتَمَّ النَّبِيٌّ - صلى الله عليه وسلم - لِلصَّلاةِ كَيفَ يَجمَعُ النَّاسَ لَهَا فَقِيلَ لَهُ انصِب رَايَةً عِندَ حُضُورِ الصَّلاةِ فَإِذَا رَأَوهَا آذَنَ بَعضُهُم بَعضًا فَلَم يُعجِبهُ ذَلِكَ قَالَ فَذُكِرَ لَهُ القُنعُ يَعنِي الشَّبٌّورَ وَقَالَ زِيَادٌ شَبٌّورُ اليَهُودِ فَلَم يُعجِبهُ ذَلِكَ وَقَالَ هُوَ مِن أَمرِ اليَهُودِ قَالَ فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ فَقَالَ هُوَ مِن أَمرِ النَّصَارَى فَانصَرَفَ عَبدُ اللَّهِ بنُ زَيدِ بنِ عَبدِ رَبِّهِ وَهُوَ مُهتَمُّ لِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأُرِيَ الأَذَانَ فِي مَنَامِهِ قَالَ فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخبَرَهُ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَبَينَ نَائِمٍ, وَيَقظَانَ إِذ أَتَانِي آتٍ, فَأَرَانِي الأَذَانَ…\" [رواه أبو داود]

ثالثا: همّ الصادق بتكذيبه، كما وقع للصحابي الجليل زيد بن الأرقم - رضي الله عنه - لما سمع رأس المنافقين يقول لأَصحَابِهِ: لَئِن رَجَعنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخرِجَنَّ الأَعَزٌّ مِنهَا الأَذَلَّ \" يعني بالأعز نفسه، ويقصد بالأذل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه \" قَالَ زَيدٌ: فَأَخبَرتُ عَمِّي فَانطَلَقَ فَأَخبَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَرسَلَ إِلَيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَحَلَفَ وَجَحَدَ قَالَ فَصَدَّقَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَذَّبَنِي قَالَ فَجَاءَ عَمِّي إِلَيَّ فَقَالَ مَا أَرَدتَ إِلا أَن مَقَتَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَذَّبَكَ وَالمُسلِمُونَ قَالَ فَوَقَعَ عَلَيَّ مِنَ الهَمِّ مَا لَم يَقَع عَلَى أَحَدٍ, قَالَ فَبَينَمَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ, قَد خَفَقتُ بِرَأسِي مِنَ الهَمِّ إِذ أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجهِي فَمَا كَانَ يَسُرٌّنِي أَنَّ لِي بِهَا الخُلدَ فِي الدٌّنيَا ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكرٍ, لَحِقَنِي فَقَالَ مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلتُ مَا قَالَ لِي شَيئًا إِلا أَنَّهُ عَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجهِي فَقَالَ أَبشِر ثُمَّ لَحِقَنِي عُمَرُ فَقُلتُ لَهُ مِثلَ قَولِي لأَبِي بَكرٍ, فَلَمَّا أَصبَحنَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُورَةَ المُنَافِقِينَ \" [رواه الترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ] وفي رواية مسلم للقصة قَالَ فَأَتَيتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخبَرتُهُ بِذَلِكَ فَأَرسَلَ إِلَى عَبدِ اللَّهِ بنِ أُبَيٍّ, فَسَأَلَهُ فَاجتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ فَقَالَ كَذَبَ زَيدٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فَوَقَعَ فِي نَفسِي مِمَّا قَالُوهُ شِدَّةٌ حَتَّى أَنزَلَ اللَّهُ تَصدِيقِي \" إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ\" [صحيح مسلم رقم 2772] .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply