هذه الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم

سنوات تمر كالحلم..تحط رحالها يوماً متوقفة عن المسير، تعالج أنفاس الحياة حتى تنتهي، إنها رحلة بدأت وستنتهي..ولكن يعاود السؤال بين حين وآخر.. كيف السير وإلى أين المسير ومتى بدأ المسير؟!

بدأ منذ الخطوات الأولى لا كمثال لإنسان وتمييزه.. خطوات مبكرة يحتويها عمر الزمن حتى آخر خطوة في الحياة وما بين تلك الخطوات يبقي الميزان منصوباً إلى أين يتجه كيف ينحرف وهل يعود أم لا؟! أما السؤال الصعب أين المسير فإن جوابه عند علام الغيوب إلى دارين لا ثالث لها.. إما إلى جنة عدن فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وأما إلى نار حامية تشوي الوجوه ويئست الدار.

تمر الخواطر ونحن نستقبل ونعيش أيام هذا الشهر الكريم.. ابتداءً بحمد الله وشكره أن أمد في أعمارنا وأمهلنا إلى حين.. فأدركنا مع المسلمين صيام وقيام هذا الشهر.. مترحمين على من سبقنا إلى الدار الآخرة.

وهذه الفرحة بالبقاء على وجه هذه الأرض لابد أن يقابلها مسارعة للخطى وهمة صادقة.. نستدرك في أيام هذا الشهر تفريط سبق.. ومعاصي مضت.

وقد سبق أن يسر الله في جمع بعض زهد السلف وعملهم ومداومتهم على الطاعة في سلسله أين نحن من هؤلاء. وقد صدر منها ستة أجزاء وطال الكثير العجب من محافظتهم على الوقت وحرصهم على مواسم العبادة وتفرقهم للقاء الله. ولقد رأيت أن هناك إمتداء لأولئك في عصرنا الحاضر جاهدوا أنفسهم وسخروا أوقاتهم لطاعة الله. ولأن كان العجب صنيع أولئك الأخيار فإن صنيع هؤلاء المعاصرين أعجب لبعد الزمان وبلاء المدنية.

وسأذكر بعض من تلك الهمهم لعل الله أن يهدينا لكسب أوقاتنا وتدارك أعمارنا.