بسم الله الرحمن الرحيم
نحن في زمن طغت فيه الانهزامية والضعف، ولذا أصبح الاعتزاز بهذا الدين والانتماء إليه، ورفع رايته من نوادر الأمور في حياة المسلمين. حتى انك إذا سمعت قصة عن الاعتزاز والفخار علمت أن الركبان تتناقلها وأنها أصبحت أحاديث مجالس الأخيار. وكأنها قصة تروى من الصدر الأول لإشراقه الإسلام!
يا ترى..أمة من الناس ثار غبارها في هذا الصيف وهي تلهث وتجري على تراب الغرب الكافر! تستجدي عطفهم وتتلمس رضاهم وتنفق الأموال في ديارهم..تلك الخطى وتلك الشهور والأيام أين منه واقع الاعتزاز بهذا الدين!
هل سمعتم أحدهم في (الهايد بارك) يرفع عقيرته بالأذان. أو أن آخراً يحدث عن التوحيد ونبذ الصليب! بل أما أطلت رؤوسكم إلى مسلمة مؤمنة تتلفف بالحجاب كما كان سائر نساء الصحابة!
إحداهن ممن ابتليت بالسفر إلى بلاد الكفار، تحجبت الحجاب الشرعي المعروف فلا يرى منها يد ولا وجه ولا يظهر منها خصلة شعر.. حديثها يأتي همساً وربما تصاحبة الدمعة: كنا ثلاث مجموعات من النساء، المجموعة الأولى: من التزمن بحدود الله وابتعدن عن معصيته وعلمن أن الحجاب فريضة الله على كل مؤمنة فاطعن وامتثلن وأنا إحداهن ولله الحمد. والمجموعة الثانية.. متذبذبات أخذتهن موجة التغريب لكنها لم تسقط الحجاب كاملاً فلا تزال بقيه إيمان في قلوبهن تدافع الخبث.. فجعلن من الحجاب على الرأس ما يزين ويجمل! أما المجموعة الثالثة: فهن والكافرات سواء بسواء في الملبس والمظهر والمساحيق، بل وارتفاع الأصوات وبذاءة اللسان ووقاحة العينان.. وقل ما تشاء!
وكان الموقف محرجاً وإحدى الكافرات تسألني تستوضح الأمر رغبة في معرفة سر الاختلاف في المظاهر الثلاث، وما هو الفرق بين المجموعات وتنادى إلى سمعي قولها: ألستن مسلمات كلكن؟!
يا ترى ماذا كان جوابها! وماذا يكون جوابنا أمام الله - عز وجل - لهذا الانسلاخ من الدين والسير في إسقاط الحجاب بأيدينا طائعين مختارين! متى تفيق أمة الله، ومتى تستيقظ ابنة الإسلام! ومتى تعلم المسلمة أن الحجاب فريضة الله على كل مؤمنة!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد