بسم الله الرحمن الرحيم
لو أن ملكاً من ملوك الدنيا اصطفاك واختارك من بين خدمه وحشمه ورعيته لتكون محضِياً لديه! فهاهو يخصك بالعطايا ويجزل لك الهبات! ولا تزيدك الأيام إلا قرباً وفيض نعم من يده.
كيف هو مكان هذا الملك في قلبك، وكيف أنت ترعى نعمه وتخشى ما يقطع الوصل بينكما!
تعالى الله - عز وجل - عن ملوك الدنيا وضرب الأمثال!
لكن الله - عز وجل - خصك أيها المسلم - بنعم عظيمة أهمها أعظمها نعمة الإسلام، خصك من بين أمم الدنيا بأجمعها.. ولتعرف مكانتك وفضل الله عليك. هاهو قد اختصك بمنه وفضله وقدمك على واحد من أعظم ملوك الدنيا إنه فرعون الذي يملك مملكة مترامية الأطراف ويحكم دوله قوية، وهاهو قد قدمك على قارون تاجر العصر ومالك الخزائن والأموال، ربك لطيف حكيم رفعك منزلة أعلى من سادات القوم ووجهاءها كأبي لهب وأبي جهل. بل هاهو أدناك وأبعد أصحاب النسب الرفيع كابي طالب عم النبي – صلى الله عليه وسلم - بل ولله الحمد والمنة خصك بما لم ينله بعض أبناء الأنبياء كابن نوح - عليه السلام -!
وهو - جل وعلا - مع هذه النعمة العظيمة والمنة الكبيرة أسبغ عليك النعم الأخرى إسباغا فمتعك بالصحة العافية وأمدك بالأموال والأبناء ولطف بك من الفواجع أطعمك من خيرات الأرض، أتم لك الحواس وسخر لك ما في السماوات والأرض! هذا ربكم الأعلى مدي النعم وبعد النقم، فأين الشكر لكل نعمة! وقد توعد بالزيادة لمن شكر. ومع منه وفضله فإنه يكفيه من العباد القليل من العمل. فهو غفور شكور يغفر الزلل وبتجاوز عن التقصير! فكيف هو هذا العزيز الجبار في قلبك أنها المسلم، أين مكانه في قلبك وجوارحك وحركاتك وسكناتك. فلن تجزي المنعم حقه لكن قم بالقليل والله غفور شكور.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد