بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه - صلى الله عليه وسلم - نسير،
أحبتي في الله، كم من فتاة ضلت الطريق، فبدلاً من أن تكون نوراً يضيء بيت أبيها، وزهرة تشع البهجة في أركانه، أصبحت وقد ذاق الأبوان العار والضيق من حالها، وقد انطفأ سراج البيت بسببها، فمن المسئول، أهي الفتاة ذاتها، أم الأب الغافل، أم الأم المشغولة دائماً، أم المجتمع الذي ارتضى بأن يسير وراء أعداءه حذو القذة بالقذة.
في الحقيقة كل له دوره في هذه الجريمة.
أترككم لحظات لتقرءوا رسالة إحدى ضحايا الإيدز (نقلتها كما كتبتها صاحبتها)، ومعها دعوة من القلب للعود، والعود أحمد قبل فوات الأوان، وقبل الوقوع فيما لا يحمد، تقول أختنا منار، - حفظها الله - وغفر لها:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى مجلة شهد الفتيات
إلى القائمين على هذه المجلة الرائعة
ترى من أين أبدأ
وكيف سأنهي كلامي
أعيش لحظات المرارة..... حيث الفرح والحزن يلتقيان في داخلي أعيش أصعب مراحل حياتي، وإن قرأتم رسالتي فمن المؤكد أنكم ستعرفون معاناتي،
كشفت الغطاء عن قلمي
واستجمعت قواي
لأكتب معاناتي وآهاتي، ودمعاتي
بعد أن قرأت موضوعاً تم طرحه في العدد الخامس من مجلتكم يحمل عنوان \" الإيدز في السعودية... أسبابه وحقائقه \"
وكم ألجمني الموضوع، حيث منذ قرأت العنوان على غلاف المجلة، وكنت أعتقد أنكم تقصدونني
نعم لا أعلم لماذا اشتريت أربع نسخ دون وعي مني..... لعلي كنت أعتقد أن أجد اسمي في الموضوع..
لا تستغربوا.... نعم أنا مصابة بمرض الإيدز، أقولها وأنا أنتظر لحظة الوداع الأخيرة.
لا آكل..... لا أشرب.... لا أعرف أي لذة سوى القرب من الله...
لا أعيش في وعي حقيقي إلا حينما أصلي.... وأدعو أن أدخل الجنة،
ولعلي أجد الحياة الباقية فيها
وأجد السعادة التي أبحث عنها
نعم أنا مصابة بالإيدز
ولعله امتحان من الله - تعالى -لكي أعود للطريق الصحيح والصواب..
لن أقول لكم ما هو سبب إصابتي، فأنا أخجل أن أتحدث في هذا الموضوع
لكن يا فتيات الإسلام ... عودوا على ربكم
واعلموا أن كل شيء زائل، وأنه على الفتاة أن تبتعد عن الملذات المحرمة، وعن ترك طاعة الله.
نعم أدعوكم أن تلتفتوا إلى دينكم وأهلكم وأزواجكم، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله به خيراً.
فتيات الإسلام
انتبهوا
فالدين والتمسك به هو الطريق الحقيقي لنجاتكم
وادعوا لي
ادعوا لي بالرحمة والمغفرة
أختكم الناصحة لكم منار
انتهت رسالة منار، ولا نملك إلا نرفع أيدينا بالدعاء لها بالثبات، وأن يغفر لها الله ما قد سلف، وأن يبدل سيئاتها حسنات.
ولكن أعود لأبحث، على من ألوم، على أجهزة إعلامنا التي باتت ولا هم لها سوى حلق الدين من قلوب الناس والأخلاق من نفوسهم، وعلى رأسها خضراء الدمن فضائياتنا التي تنشر الرذيلة في سماواتنا الإسلامية من المحيط إلى المحيط، وتشجع على الفاحشة، وتدل على طريق الشيطان، فما تركت فاحشة ولا منكراً إلا وقد دلت الناس عليه، وقد عملت بسنة الشيطان الماضية في كل من اتبعه من الأولين والآخرين {ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما}.
أم على حكومات أصبحت وقد سلمت قيادها للغرب الكافر، يضع لها مناهجها الدراسية ويخطط مستقبل أبناءها، بما لا يعود بالنفع إلا على هذا الغرب نفسه، حتى لا يجد فينا إلا من تربى على مبادئه، ونهل من أخلاقه، فلا تركوا لنا الإسلام، ولا دخل الناس في كفرهم، وإنما أضحت أجيالاً لا تتحرك إلا من أجل الشهوات، كما خطط لها القس زويمر عليه لعنة الله من أكثر من قرن من الزمان (راجع كتاب: قادة الغرب يقولون حطموا الإسلام أبيدوا أهله).
هل ألوم على الأسرة التي ما عدنا نميزها عن أسر النصارى وغيرهم إلا بأسماء أهلها، وللأسف هذه النوعية من الأسر كثيرة جداً في مجتمعاتنا الإسلامية عامة والعربية خاصة، فالبيت يضج صباح مساء بصوت الشيطان، والنساء كاسيات عاريات، ورب البيت هائم على وجهه يميناً وشمالاً، يجمع ويجمع، ولا يفكر أين وصلت أسرته، ولا كيف أضحت عقائدها، فلا تجد صوت القرآن إلا نادراً هذا إن وجد ولا تجد من يصلي إلا كبار السن إن كانوا يصلون -، فتكاد تفرق بين بيت النصراني والمسلم بصعوبة بالغة، وقد يكون تمييز النصراني أسهل، لأن نصارى العرب بالذات يتمسكون بتعليق صورهم التي يقدسونها على جدران منازلهم، وكأنهم يتحدون بها كل من يراها.
فلا ترى الأسرة المسلمة لها قدوة إلا بما تجود به عليها الفضائيات، من ممثلين ولاعبي كرة، والهين وعابثات، وماجنين وفاجرات.
للأسف أضحى هؤلاء هم القدوة لأبناء المجتمعات الإسلامية، فعلى من تقع اللائمة؟؟؟
هل تقع على الدعاة الذين فرطوا في نشر دعوتهم، ولم يحملوها، ويتحملوها كما ينبغي، وقد يتعلل بعضهم في ذلك بما يقابل أهل الحق في زماننا من اضطهاد الحكومات وانصراف الناس وتحول وجوههم عنهم، والحقيقة أن هذا كائن، ولكنه اختبار، ولو فعل الصحابة فعل دعاتنا اليوم ما وصلنا الإسلام، فقد والله باعوا لله أنفسهم وأموالهم، واشتروا رضاه والجنة، فما أرخصه من ثمن وما أغلاه من مثمن، فيا دعاتنا الأفاضل، انتفضوا لدينكم، والله الله في شباب الأمة.
هل ألوم على الشباب أنفسهم الذين ضلوا الطريق، بالتأكيد نعم، فهم حقاً ضحايا، ولكنهم خدعوا أنفسهم وخدعهم الشيطان والهوى فانقادوا لأعدائهم الثلاثة،
الشيطان والنفس والهوى، في وقت نجد من شباب الأمة النذر القليل ممن حمل هم أمته فترك أرضه ووطنه ليدافع عن ثغور الإسلام، وقد باع نفسه لله بينما غيره يبيع نفسه على أعتاب الراقصات أو جرعات المخدرات الزائدة، أو أفلام الجنس الفاضحة، وفي وقت نجد من الشباب من نذر نفسه لنشر العلم وتعلمه، فأصبح همه الشاغل وقرة عينه أن ينشر كلمة أو يعلم الناس حديثاً، أو يتعلم علما ينفعه الله به نجد غيرهم يسعى سعياً حثيثاً لنشر الفضائح والرذائل عبر شبكات الإنترنت والجوال (التليفون المحمول) وغيرها، وكذا نجد من الشباب من يجتهد في دراسته لتحصيل العلوم ليحقق رفعة الأمة، ويرفع هامتها فوق الرؤوس، بينما غيرهم قد ترك دراسته وراء ظهره غير مبال بمستقبله و مستقبل أمته.
وكذا من فتيات الإسلام نرى من تسربلت بحجابها وكأنها تذهب في نور وتجيء في نور، وقد أضحت دعوة تتحرك على الأرض بوقارها وقرآنها وسنة نبيها بينما غيرها من فتيات الإسلام قد أضحت لعنة يحركها الشيطان ليستشرفها ويغري شباب المسلمين بعريها وتمايلها وسوء أخلاقها.
ألا تستحيي أخي المفرط وأختي المفرطة من الشباب الصالح، ألا تستحيي وأنت تتبع خطوات الشيطان وغيرك يتبع خطوات المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ويستنير بكتاب ربه في يومه وليلته.
أخي الباب مفتوح {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً}، فعليك بالتوبة، وعليك بالعود، وعليك بالصحبة الصالحة، اطرح عنك وساوس الشيطان، وانته عن معصية الله وابدأ صفحة جديدة، فو الله لا ندري متى نلقى الله، فماذا أعددت للقائه. اللهم استر عورات المسلمين ومن على شباب المسلمين وشيبهم بالهداية، ومن على بنات المسلمين ونساءهم بالهداية، اللهم ارزقهن الستر والعفاف والتقى والطهارة.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وهيئ للأمة أمراً رشيداً يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد