بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له.
الحمد الله رب العالمين، الحمد لله الحفيظ الذي يحفظ على عباده أقوالهم وأفعالهم، فيجازي كلاً بعمله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
الحمد لله - تعالى -الذي من فضله ولطفه ورحمته وإحسانه يحفظ عباده المؤمنين، وهو خير الحافظين، يحفظهم من كل شر، ومن كل محنة وبلاء، يحفظهم تعالى] وَرَبٌّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ, حَفِيظ [(1) يحفظهم بشرط أن يحافظوا على ما أوجب الله عليهم في شريعة الإسلام، وبشرط أن يحفظوا جوارحهم عن كل ما حرم الله.
[ فَاللّهُ خَيرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرحَمُ الرَّاحِمِين ]:
يقولها المؤمن: راجياً من الله أن يحفظ عليه زوجته و أولاده، من الانحرافات و الأخلاقيات، و ما تبثه أجهزة الإعلام المرئي و المقروء و المذاع، و ما تبثه الشبكة العالمية \" الإنترنت \" من أفكار و معتقدات، و أقوال و أفعال مثبطة و تبث روح الانهزامية في قلوب الشباب إلا ما رحم الله.
و الله خير حافظاً: لأهل الثغور والعلماء و المصلحين و الصالحين م ما يُدبر لهم من مكائد و مكر.
و الله خير حافظاً: لأمتنا الإسلامية و ما يكاد و يُدبر لها.
معنى الحفظ:
حَفظ الشيء حفظاً: حَرَسَه (2).
قال الراغب: يُستعمل الحفظ في كل تفٌّقد و تعٌّهد ورعاية (3).
الحافظ و الحفيظ من أسماء الله الحُسنى:
- قال - تعالى -: [ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيهِم وَمَا أَنتَ عَلَيهِم بِوَكِيلٍ, ](4).
- و قال - تعالى -: [ وَرَبٌّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ, حَفِيظ ] (5).
- و قال - تعالى -: [ فَاللّهُ خَيرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرحَمُ الرَّاحِمِين] (6).
- وقوله - سبحانه -: [ إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيءٍ, حَفِيظ ] (7).
فالله تقدّس اسمه هو الحافظ والحفيظ، هو - تعالى -على كل شيء حفيظ، أي شاهد وحافظ، يحفظ على عباده أقوالهم وأفعالهم، فيجازي كلاً بعمله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، والله - تعالى -من فضله ولطفه ورحمته وإحسانه يحفظ عباده المؤمنين، وهو خير الحافظين، يحفظهم من كل شر، ومن كل محنة وبلاء، يحفظهم - تعالى -[ وَرَبٌّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ, حَفِيظ ](8)، يحفظهم بشرط أن يحافظوا على ما أوجب الله عليهم في شريعة الإسلام، وبشرط أن يحفظوا جوارحهم عن كل ما حرم الله.
ودعاء الله بأسمائه مشروع، وكيفيته: يا غفور اغفر لي، يا رحمن ارحمني، يا رزاق ارزقني، يا معافي عافني، ونحو ذلك، فالله - تعالى -هو الحافظ والحفيظ … اللهم يا حافظ ويا حفيظ احفظنا وأنت خير الحافظين.
من مشكاة النبوة:
عن أبي العباس عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً فقال: (يا غلام إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله..) (9)
قال ابن دقيق العيد: (احفظ الله): \"كن مطيعاً لربك، مؤتمراً بأوامره، منتهياً عن نواهيه \".
الأعمال التي أمر الله - عز وجل - بحفظها في كتابه الكريم:
1- الحفاظ على الصلوات:
قال - تعالى -: [حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الوُسطَى](10).
و قال - تعالى -: [ وَالَّذِينَ هُم عَلَى صَلَوَاتِهِم يُحَافِظُونَ ](11).
و قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من حافظ عليها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة) (12).
و قال أيضاً: (من حافظ عليهن كن له نوراً و برهاناً و نجاة يوم القيامة) (13).
و عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: (من سره أن يلقى الله غداً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم - صلى الله عليه وسلم - سنن الهدى و إنهن من سنن الهدى.. ) (14).
المقصود بالمحافظة على الصلوات:
المحافظة على الصلوات في أوقاتها وحفظ حدودها وأدائها في أوقاتها.
كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: (الصلاة في وقتها) قلت ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) قلت: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين) قال: حدثني بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو استزدته لزادني.
وخص - تعالى - من بينها بمزيد التأكيد الصلاة الوسطى وقد اختلف السلف والخلف فيها أي صلاة هي: فعن سعيد بن المسيب قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختلفين في الصلاة الوسطى هكذا وشبك بين أصابعه.
وإنما المدار ومعترك النزاع في الصبح والعصر وقد ثبتت السنة بأنها العصر فتعين المصير إليها (15).
----------------
(1) سورة سبأ، آية(21).
(2) مختار الصحاح، 162.
(3) مفردات ألفاظ القرآن، ص 244.
(4) سورة الشورى، آية(6).
(5) سورة سبأ، آية(21).
(6) سورة يوسف، آية (64).
(7) سورة هود، آية (57)
(8) سورة سبأ، آية(21).
(9) رواه الترمذي، حديث حسن صحيح.
(10) سورة البقرة، آية (238).
(11) سورة المؤمنون، آية (9).
(12) أخرجه أحمد (5/315).
(13) أخرجه أحمد (2/123).
(14) رواه مسلم.
(15) تفسير ابن كثير.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد