استحباب زيارة القبور


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

* قال معمر: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: إنك غَرَتَني بعمامتِك السوداء، ومجالسك القراء، وقد أظهرنا اللهُ على كثيرٍ, ما تكتمون، أما تمشون بين القبور؟

 

*عن مالك أن صالح بن علي الأمير سأل عن قبر عمر بن عبد العزيز فلم يَجِد مَن يخبره حتى دُل على راهب فسأله فقال: قبر الصديق تريدون؟ هو في تلك المزرعة.

 

* قال هشام بن الغاز: نزلنا منزلاً مرجعنا من دابق فلما ارتحلنا مضى مكحول ولم نعلم أين يذهب فسرنا كثيراً حتى جاء فقلنا: أين ذهب؟ قال: أتيت قبر عمر بن عبد العزيز، وهو على خمسة أميال من المنزل، فدعوت له ثم قال: لو حلفت ما استثنيت ما كان في زمانه أحد أخوف لله ولا أزهد في الدنيا منه.

 

* عن محمد بن صالح التمار قال: كان صفوان بن سليم يأتي البقيع في الأيام فيمر بي فاتبعته ذات يوم وقلت: لأنظرن ما يصنع، ففتح رأسه وجلس إلى قبر منها، فلم يزل يبكي حتى رحمته وظننت أنه أحد بعد أهله، ومر بي مرة أخرى فاتبعته فقام إلى جنب قبر غيره ففعل مثل ذلك، فذكرت ذلك لمحمد بن المنكدر وقلت: إنما ظننت أنه قبر بعض أهله، فقال محمد: كلهم أهله وإخوته، إنما هو رجل يُحَرك قلبه بذكر الأموات، كلما عرضت له قسوة قال: ثم جعل محمد يمر بي فيأتي البقيع فسلمت عليه ذات يوم فقال: أما نفعك موعظة صفوان؟ فظننت أنه انتفع مما ألقيت إليه منها.

 

* عن الأوزاعي قال: جئت إلى بيروت أرابط فيها فلقيت سوداء عند المقابر فقلت لها: يا سوداء أين العمارة؟ قلت: أنت في العمارة وإن أردت الخراب فبين يديك.

 

* روي أن الحسن بن صالح أنه كان إذا نظر إلى المقبرة يصرخ ويغشى عليه.

 

* وكان أحمد بن حنبل إذا دخل مقبرة، خلع نعليه، وأمسكهما بيده.

 

* حدثنا العباس بن محمد الأشهلي، حدثني أبي، قال: مررت بمقابر، فسمعت همهمة، فإذا يحيى بن أيوب في حفرة من تلك الحفر، وإذا هو يدعو ويبكي، ويقول: يا قرة عين المنقطعين، ويا قرة عين العاصين، أنت سترت عليهم، ولمَ لا تكون قرة عين المطيعين، وأنت سننت عليهم بالطاعة؟ قال: ويعاود البكاء فغلبني البكاء، ففطن بي فقال: تعال لعل الله إنما بعث بك لخير.

 

* سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: بيننا أنا في قبة بالمقابر بلا باب إلا كساء أسبلته، فإذا أنا بامرأة تدق على الحائط فقلت: من هذا؟ قالت: ضالة، فدلني على الطريق. فقلت: رحمك الله، أي الطريق تسلكين؟ فبكت، ثم قالت: على طريق النجاة، يا أحمد. قلت: هيهات! إن بيننا وبينها عقاباً، وتلك العقاب لا تقطع إلا بالسير الحثيث، وتصحيح المعاملة، وحذف العائق الشاغلة، بكت ثم قالت: سبحان من أمسك عليك جوارحك، فلم تنقطع، وفؤادك فلم يتصدع. ثم خرت مغشياً عليها. فقلت لبعض النساء: أي شيء حالها؟ فقمن، ففتشنها، فإذا وصيتها في جيبها: كفنوني في أثوابي هذه. فإن كان لي عند الله خير فهو أسعد لي، وإن كان غير ذلك لنفسي، قلت: ما هي؟ فحركوها، فإذا هي ميتة. فقلت: لمن هذه الجارية؟ قالوا: جارية قرشية مصابة، وكان قرينُها يمنعها من الطعام، وكانت تشكو إلينا وجعاً بجوفها، فكنا نصفها للأطباء فتقول: خلو بيني وبين الطبيب الراهب، تعني: أحمد بن أبي الحواري، أشكوا إليه بعض ما أجد من بلائي، لعله أن يكون عنده شفائي.

 

* حدتنا ابن أبي الحواري، قلت لأبي بكر بن عياش: حدثنا. قال: دعونا من الحديث، فقد كبرنا ونسينا، جيئونا بذكر المعاد وبذكر المقابر، لو أني أعرف أهل الحديث لأتيتهم إلى بيوتهم أحدثهم...

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply